حلم الـ"7 مليارات" يراود السياحة التونسية
الحكومة التونسية تضخ 500 مليون دينار في شكل قروض ميسرة وتمويلات، لاحتواء آثار فيروس كورونا المستجد على القطاع ومنعه من الانهيار.
أبدى وزير السياحة التونسي محمد علي التومي تفاؤله بانتعاش جزئي بقطاع السياحة بعد احتواء وباء كورونا عبر تدفق السياح من عدة دول، من بينها ألمانيا التي يتم إجراء مفاوضات دبلوماسية معها حاليا.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الوزير التونسي قوله إن بلاده كانت تتجه لتحقيق عائدات في السياحة في حدود 7 مليارات دينار هذا العام قبل ظهور الوباء العالمي، مقابل 5.6 مليار دينار (1.9 مليار دولار) حققتها في 2019، وقدر حجم الخسائر المتوقعة لقطاع السياحة في 2020 بنحو 6 مليارات دينار (2.1 مليار دولار) .
وقال التومي "البداية كانت جيدة في 2020 (شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين ) حققنا زيادة 28% مقارنة بنفس الفترة في 2019 قبل ظهور الفيروس، الآن مع نجاحنا في السيطرة على الوباء فإننا نستعيد الأمل في إنعاش السياحة فيما تبقى من العام".
بحسب أرقام وزارة السياحة ضخت الحكومة 500 مليون دينار في شكل قروض ميسرة وتمويلات، لاحتواء آثار فيروس كورونا المستجد على القطاع ومنعه من الانهيار والمساعدة في الإبقاء على فرص العمل التي تقدر بقرابة 400 ألف وظيفة مباشرة.
كانت تونس أول دولة عربية تعلن سيطرتها على وباء كورونا وخلوها من الفيروس في غالبية الولايات، مع تدني مستوى الإصابات إلى الصفر، ما مهد لفتح الباب لعودة السياح خلال أسبوعين.
وستسمح السلطات للنزل باستقبال السياح مع فتح الحدود واستئناف الرحلات الجوية بدءا من يوم 27 يونيو/حزيران الجاري بشرط الخضوع لبروتوكول صحي صارم كشفت عنه الحكومة، للحيلولة دون تسرب الفيروس من جديد وبطاقة تشغيل لن تتجاوز نصف العاملين في النزل.
وقال الوزير "متفائلون باستعادة جزء من المداخيل للقطاع باعتماد البروتوكول الصحي والسياحة الداخلية وسياحة الجوار وفتح الحدود للرحلات الدولية، ننتظر في المقابل أن تفتح البلدان الأخرى حدودها".
لكن آمال تونس التي استقدمت للمرة الأولى في تاريخها أكثر من 9 ملايين سائح في 2019، تصطدم حتى الآن بقرار ألمانيا الداعي إلى تجنيب مواطنيها السفر إلى خارج فضاء الاتحاد الأوروبي حتى شهر أغسطس/آب المقبل ، وهو قرار قوبل بتحفظات من اتحاد النزل في تونس.
وتعد ألمانيا سوقا تقليدية لتونس إلى جانب السوق الفرنسية (الأولى أوروبيا في تونس) والسوق الروسية، إذ يفوق عدد السياح القادمين من الدول الثلاث وحدها 1.5 مليون سائح من بين 2.8 مليون سائح أوروبي زاروا تونس في 2019.
وأوضح الوزير "بدأنا نقاشات وجهودا دبلوماسية مع عدة دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا لشرح الإجراءات التي سنتخذها لاستقبال السياح وطمأنتهم على الوضع الصحي، نعتقد اليوم أننا في وضع مميز مقارنة بوجهات سياحية أخرى لم توفق حتى الآن في احتواء الفيروس لظروف مختلفة".
بدأت تونس بالفعل في حملة ترويج للإجراءات الوقائية التي وضعتها لتأمين السلامة الصحية للسياح بجانب التسويق لنجاحها في السيطرة على الوباء بشكل شبه كامل، ما يجعلها وجهة سياحية آمنة في حوض المتوسط.
ويأمل التومي في أن يكون هناك استعادة للحجوزات في القريب مع عرض البروتوكول الصحي، مضيفا "لدينا أيضا اتصالات بشأن الرحلات البحرية السياحية التي نتوقع استئناف نشاطها في شهر أغسطس/آب المقبل وهي ستخضع أيضا للبروتوكول الصحي".