بالصور.. "العين الإخبارية" تكشف عن شبكة أنفاق حوثية لتفخيخ الحديدة
اعتمدت مليشيا الحوثي مخطط "حرب الأنفاق" وحفرت شبكة واسعة منها تحت منازل السكان في مدينة الحديدة بشكل يدمر بنيتها التحتية.
تواصل مليشيا الحوثي وبدعم خبراء من حزب الله الإرهابي، حفر مئات الأنفاق الأرضية تحت الأحياء السكنية لمدينة الحديدة، غربي اليمن، في مخطط تدميري يستهدف هدم البنية التحتية وإرهاب المدنيين.
وطوال الأشهر الـ5 الماضية من سريان الهدنة الإنسانية، لم يتوقف الحوثيون عن ابتكار شبكة محصنة لدفاعاتهم المتهاوية والتحول من حفر الخنادق والحواجز وحقول الألغام إلى حرب الأنفاق، بحسب مصادر محلية وعسكرية ونازحين.
وكشفت المصادر، لـ"العين الإخبارية"، عن أن عدد الأنفاق منذ اتفاق ستوكهولم بلغ أكثر من (950) نفقا تختلف طولا وعمقا من نفق لآخر، أقامها الحوثيون في مساحة تقدر بـ"15 طولا، و15 عرضا" من أجزاء المدينة الخاضعة لسيطرتهم.
ويبدي مسؤولون يمنيون التخوف الشديد من عواقب تأخر العملية العسكرية بالحديدة في ظل وقف إطلاق النار الهش، قائلين "إنه من المحتمل تضاعف عدد الأنفاق لـ"1500" نفق خلال الأسابيع المقبلة، قد يجهز على ما تبقى من بنية تحتية للمدينة الساحلية.
خطوط آمنة تحت الأرض
تتوغل تلك الأنفاق تحت الأرض في 3 اتجاهات، ووفق مختصين، فإنها تطوق جنوب مدينة الحديدة عند الخط الساحلي، وتغلق المدخل الشرقي، بينما نصبت شمالا على بُعد 3 كيلومترات من الأحياء السكنية وتعد بمثابة خطوط خلفية آمنة لتمركزاتها البشرية والمادية.
وعلمت "العين الإخبارية" من فرق الرصد، أن أكبر أنفاق مليشيا الحوثي يقع بالمدخل الشرقي ويصل شارع الـ50 بحديقة "الحديدة لاند"، ثم ينعطف للجهة الشرقية للمطار، بـ"طول 7 كيلومترات، وعرض 2 متر وعمق متـر و80 سنتيمترات".
وفي الشرق، شيّدت المليشيا نفقا يخترق شارع الـ50 نحو مصانع إخوان ثابت المحررة، وهدمت جدران المنازل السكنية ووصلتها ببعضها في أحياء خلفية وبنايات متقدمة عند معسكر الدفاع الساحلي.
في شمال مدينة الحديدة، حفرت المليشيا نفقا من شاطئ جوار ميناء الحديدة يصل إلى مدينتي "تشيد" و"الصالح"، كما تستمر أعمال الحفر طوال خط "الشام" ومفرق ميناء "الصليف" وقرب ساحل "المنيرة".
تدمير مطار الحديدة
يقع مطار الحديدة الدولي في مساحة تبلغ "8 طولا والعرض 7 كيلومترات" جنوبي المدينة، غير أنه بات يفتقد قدرته على استقبال الطائرات، ووفقا للحكومة اليمنية، فإن الحوثيين شيدوا أنفاقا حوله وتحته وفي مرافقه المدنية كافة.
ومد الحوثيون شبكة أنفاق من الأحياء الخلفية والمجاورة للمطار الاستراتيجي من أجل ضمان خط لمؤن عناصرها المتحصنة في منشآته المدنية المبنية في محيط مكشوف، بحسب المصادر.
وشبكة الأنفاق الحوثية الواصلة للمطار تبدأ من نفق يمر تحت منازل مسؤولين قبل وبعد جامعة الحديدة ويتجه تحت منشآت أخرى إلى حي "الربصة"، وقال قائد عسكري ميداني لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا تخطط وتعمل منذ أيام على مد نفق آخر يصل جنوب المطار بقرية الشجن بالدريهمي.
وأوضح المصدر أن مليشيا الحوثي تسعى أيضا لكسر الحصار عن عناصرها في مركز مديرية الدريهمي بحفر نفق يتوغل تحت الأحياء الشرقية.
وأضاف أنها حفرت أنفاقا أخرى بالريف الجنوبي بشكل متقطع على امتداد خط الحديدة-تعز في أجزاء من بيت الفقيه والجراحي وحيس، وتسببت بإتلاف البنية التحتية للهاتف النقال والإنترنت.
أهداف حوثية
ومنذ 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي من سريان وقف إطلاق النار بالحديدة كثّف الحوثيون، وبمشاركة فاعلة لخبراء حزب الله، التخطيط لتكتيك حرب الأنفاق والخنادق المغطاة؛ سعيا لإعاقة أي هجوم عسكري أكبر وقت ممكن مع استثمار الجانب الإنساني.
وحول طبيعة الأهداف الحوثية يقول خبراء عسكريون لـ"العين الإخبارية" إن الأنفاق تضمن إمداد مواقعهم المتهاوية بالذخيرة والمؤن وتمنحهم إمكانية التراجع إلى الأحياء السكانية في قلب المدينة، كما تسهل عمليات الالتفاف وشن الهجمات المباغتة.
وأضافوا أن المليشيا تحتفظ كذلك بترسانة كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي في أنفاق مسلحة حفرت تحت الأحياء السكنية، وكذا لإدارة اتصالاتها العسكرية.
الحقوقي اليمني مجاهد القب قال إن الأنفاق الحوثية عزلت عددا من الأحياء بمدينة الحديدة وحدت من حركة تنقل المواطنين مثل حيي "7 يوليو" و"الزهور"، في حين أدت إلى تصدع وتشقق عشرات المنازل في حي "الربصة"، مضيفا أن طبيعة التربة الساحلية الرخوة تعرض تلك الأنفاق للانهيار ما يهدد المباني السكنية بالسقوط.
وذكر، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي هجّرت السكان من المنازل التي تمر الأنفاق أسفلها وربطت شبكة أنفاق ببعضها عبر منازل المدنيين.
خبرة التحالف العسكرية
واكتسب تحالف دعم الشرعية في اليمن خبرة كبيرة من خلال عملياته المباشرة في المناطق السكنية وأصبح يتمتع بمهارات دقيقة في دك الأهداف الحوثية بواسطة ذخائر برؤوس صغيرة، وفقا لمتحدث عمليات الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش.
وقال الدبيشي: وجه التحالف ضربات دقيقة عند تحرير مدينتي "المخا" و"الخوخة" ومعسكري "خالد" و"العمري"، ضد الأنفاق الحوثية، موضحا أنه يتم رصد الأنفاق المستحدثة بشكل يومي جوا وعلى الأرض، وهي شبيهة بأنفاق داعش الإرهابي تحت الأحياء والشوارع المدنية.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية": "الحوثيون تعاملوا مع اتفاق الحديدة كتكتيك لإعادة التموضع والتحصين، ورغم توثيقنا لإرهاب الأنفاق بالصور والفيديو وتقديم تصور كامل للأمم المتحدة فإنها التزمت الصمت".