استجواب وزير العدل التركي حول الانتهاكات بالسجون
ما زالت الانتهاكات داخل السجون التركية عرضًا مستمرًا يتضمن أبشع صور التنكيل والحرمان من الحقوق الأساسية للمعتقلين.
وجّهت برلمانية كردية معارضة في تركيا استجوابًا لوزير العدل، عبد الحميد جول، حول الإضرابات عن الطعام التي تشهدها السجون في البلاد، متسائلة عما إذا كان الوزير لديه خبر عنها أم لا.
الاستجواب جاء من ديلان طاشدمير، نائبة "ديار بكر" عن حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، بحسب ما ذكره، الإثنين، الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
استجواب النائبة الكردية تطرق إلى عمليات العزلة التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون، وكذلك الانتهاكات الحقوقية التي ترتكب بشأنهم، وسلبهم حقوقهم السياسية، حيث لفت الانتباه كذلك إلى إضرابات الطعام التي انطلقت بالسجون للمطالبة برفع العزلة عن القيادي الكردي البارز، عبد الله أوجلان.
وأوضحت النائبة في استجوابها أن سلطات أردوغان استغلت جائحة فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، وقامت بتطبيق إجراءات عزلة صارمة بحق المعتقلين، وتواصل معاملتهم بشكل سيئ، مشيرة إلى ارتفاع وقائع التعذيب في السجون بشكل ملحوظ.
وأضافت طاشدمير قائلة "المعتقلون المرضى لا يستفيدون من حقهم في الحصول على العلاج، ولا يلتقون ذويهم، ولا يحصلون على الرسائل التي توجه لهم، ويتم تفتيشهم بشكل عار، وتوضع أغلال مزدوجة بأيدهم، ويضربون ويعذبون، ولا يهتم أحد بأمراضهم، حتى أصحاب الأمراض الشديدة لا يخلى سبيلهم".
وزادت قائلة: "لذلك أطالب الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الإضرابات عن الطعام، قبل أن تصل لمرحلة الصوم المميت، وقبل أن تصل الأمور لأبعاد لا يحمد عقباها".
ومن الأسئلة التي وجهتها طاشدمير لوزير العدل التركي "هل لديك علم عن الإضرابات عن الطعام داخل السجون؟ وإن كنت تعلم هل هناك سبب يجعلك ألا تدلي بأية تصريحات حول هذا الأمر؟".
وأردفت متسائلة "منذ متى بدأت الإضرابات عن الطعام داخل السجون من أجل رفع العزلة المفروضة على أوجلان في سجن جزيرة إيمرالي، حيث يحرم من حقوقه الأساسية؟".
وتابعت طاشدمير قائلة "كم معتقل يخوضون إضرابات عن الطعام من أجل أوجلان؟ وكم سجن في تركيا يشهد مثل هذه الحالات؟"، مضيفة "هل هناك إمكانية لرفع العزلة عن أوجلان، والسماح له بلقاء أسرته ومحاميه؟"
وأفادت قائلة "وبخلاف أوجلان، كم معتقل تركي محرومون من رؤية أسرهم ومحاميهم؟"، مضيفة "وما هو المسوغ القانوني للعزلة المفروضة على أوجلان، وحرمانه من حقوقه؟".
وزادت طاشدمير قائلة: "وهل لديكم نية لتنفيذ طلبات المضربين عن الطعام قبل أن تتدهور حالاتهم ويلقون حتفهم كآخرين ماتوا على نفس الشاكلة؟".
وتابعت: "وهل الممارسات غير القانونية، والقيود التي كشف عنها أقارب المعتقلين، تتم بعلم منك كوزير، وهل تسعى بشكل أو بآخر لإلغاء تلك الممارسات والقيود؟".
وأضافت: "ما هو عدد الشكاوى التي قدمت لوزارتكم بخصوص المعاملة السيئة التعسفية وانتهاكات الحقوق التي زادت داخل السجون خلال فترة تفشي فيروس كورونا؟"، متابعة "وما هي التدابير التي اتخذتها الوزارة لمنع تلك الانتهاكات والتجاوزات؟".
تجاوزات أردوغان داخل السجون
جدير بالذكر أن النائب الكردي عمر فاروق جرجرلي أوغلو، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، كان قد تحدث لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق عن التجاوزات داخل السجون.
وذكر في هذا الصدد أن "هناك ما يقرب من 1500 يعانون من أمراض مزمنة، ونحو 500 آخرين يعانون من أمراض خطيرة تتطلب رعاية طبية دائمة، وهذه الأرقام هي ما تم رصدها، وقد تكون الأعداد الحقيقة أكبر من ذلك بكثير، فهناك مسجونون ومعتقلون لا يستطيعون إيصال أصواتهم، ولا يعلم أحد عنهم شيئًا".
كما أوضح "أوضاع المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي في السجون زادت سوءًا بعد تفشي فيروس كورونا، السجون والمعتقلات التركية ممتلئة عن آخرها بالمحكومين؛ لدرجة أن هذه السجون تبلغ سعتها الإجمالية 120 ألف سجين، وبها الآن أكثر من 300 ألف، وهذه الأعداد الكبيرة مردها إلى انتهاك النظام الحاكم لحقوق الإنسان بشكل كبير".
وأردف "ولقد شكل تفشي فيروس كورونا في تركيا ضغوطًا على نظام أردوغان لم يستطع تحملها بسبب الأعداد المتكدسة في السجون، فلجأ إلى قانون العفو العام الذي قام بموجبه بإخراج محكومين جنائيين يقترب عددهم من 90 ألف شخص، لكنه استثنى من ذلك القانون معتقلي الرأي، والمعارضين ممن يتهمهم بالإرهاب لمجرد معارضتهم له، وتركهم وجهًا لوجه مع الموت".
وتابع جرجرلي أوغلو قائلا "أيضا هناك عشرات الآلاف من المعتقلين من بينهم نساء ومرضى وكبار بالسن، وحوامل، تنتهك حقوقهم داخل السجون، حيث مات كثيرون منهم لعدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة ولم يسمح لهم بالخروج للعلاج".