سياسة
تفجير إسطنبول.. هدف جديد وأسئلة قديمة عن داعش والأكراد
أثار انفجاران هزا إسطنبول أسئلةً بشأن استهداف تركيا بين الحين والآخر وفي أكثر المناطق ازدحاماً وأمناً.
أثار انفجاران هزّا إسطنبول، ليلة لسبت، وخلّفا 29 قتيلاً و166 جريحاً، أسئلةً جديدة بشأن استهداف تركيا بين الحين والآخر وفي أكثر المناطق ازدحاماً وأمناً، تزامناً مع تعرض سيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لحادث، الجمعة، وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة وأدى لإصابة 4 من حراسه الشخصيين، وكذلك بشأن استهداف الملعب كمكان جديد.انفجارا إسطنبول اللذان استهدفا رجال الشرطة خارج ملعب وسط إسطنبول وبالقرب من ميدان تقسيم، إحدى أهم نقاط الجذب السياحية في العالم، ربطه محللون سياسيون بالتهديد الذي صدر عن "أبو الحسن المهاجر"، أحد أبرز قياديي داعش الذي هدد تركيا بأنها ستكون هدفاً لعمليات التنظيم الإرهابي في المستقبل القريب، متهماً أردوغان بأنه "خائن واصطفّ مع الولايات المتحدة والمتمردين الأكراد"، وذلك قبل أكثر من عام.
يعتقد محللون أن لداعش أصابع قوية في الانفجارين، وخاصة بعد أن قررت تركيا شنّ غارات ضد المتطرفين وفتحت إحدى قواعدها الجوية الرئيسية أمام القوات الأمريكية، إلا أن نائب رئيس الوزراء التركي أكد وجود مؤشرات على أن هجوم إسطنبول نفذه حزب العمال الكردستاني، الذي يرتبط به حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ويتزعمه صالح مسلم، وسبق أن تعرض لمحاولة اغتيال في أوروبا.
ونفت مصادر خاصة من حزب العمال الكردستاني أي صلة للحزب، المصنف إرهابياً في تركيا، بالهجوم الذي وقع خارج استاد فودافون التابع لفريق بيشيكتاش، ووصفه أردوغان بأنه "التجلي الأكثر بشاعة للإرهاب".
ويعتبر بيشيكتاش أول نادٍ لكرة القدم تأسس في تركيا وأول من فاز بلقب الدوري التركي، فيما تعتبر منطقة بيشكتاش Beşiktaş من أهم وأشهر المناطق في الطرف الأوروبي من إسطنبول، ويمكن اعتبارها ثاني مركز للمدينة بعد تقسيم.
وفي الوقت الذي قال محللون إن الهدف من العملية هو إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا وخلق بلبلة في تركيا، إلا أن محللين آخرين يؤكدون أن تركيا شهدت هجمات مماثلة أخرى في عدة مدن مختلفة كأنقرة وغازي عينتاب وهكاري وغيرها، ولكن هذا الهجوم الأخير قد يفتح دائرة الشك أكثر على الأكراد، ولا سيما حزب الشعوب الديمقراطي على خلفية اعتقال رئيسيه المشتركين والعديد من مسؤوليه البرلمانيين مؤخراً.
وعادةً ما ينكر الأكراد الاتهامات الموجهة لهم من أنقرة والتي يرونها "متكررة" في كل هجوم إرهابي، مبررين بأن حزب العمال الكردستاني المرتبط بحزب الشعوب الديمقراطي نهجاً وإيديولوجيةً لا يستهدف المدنيين وإنما العسكريين وليس داخل المدينة بل في جبهات القتال.
ولتركيا أعداء كثر، فهي عضو حلف شمال الأطلسي وتشارك في التحالف الذي تقوده أمريكا ضد داعش في سوريا، وتقاتل الأكراد جنوب شرق البلاد وشمال العراق وشمال شرق سوريا.
وعسكرياً، يرى محللون أن عملية "درع الفرات" التي دخلت بها تركيا إلى سوريا للوقوف إلى جانب المعارضة السورية ضد الأكراد والنظام السوري، لها دور بارز في الانفجارات التي تهز تركيا كل حين وآخر، فمنذ بدء هذه الحملة العسكرية تخلخل الأمن في تركيا نسبياً.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز