"بلومبرج": "عدوى" سقوط الليرة التركية تثير ذعر الأسواق الناشئة
الأسواق الناشئة تستعد لموجة اضطرابات في ظل تقلبات أسعار العملات واستمرار أزمة المواجهة بين تركيا والمستثمرين الأجانب.
تستعد الأسواق الناشئة الأكثر ضعفا لموجة اضطرابات، في ظل تقلبات أسعار العملات واستمرار أزمة المواجهة بين تركيا والمستثمرين الأجانب الذين تفرض عليهم "حصارا اقتصاديا"، وسط تحذيرات خبراء من انتقال عدوى الاضطرابات التي ربما تحفز عمليات "بيع الذعر".
وأفاد تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية بأن العملات من راند الجنوب الأفريقي إلى الريال البرازيلي شهدت زيادة حادة في تقلباتها المتوقعة، ما يشير إلى القلق من أنها ربما تصبح الأكثر ضعفا إلى جانب الليرة خلال الشهر المقبل.
ووفقا للوكالة، أثارت تقلبات الأسعار ذكريات العام الماضي عندما أدى الانهيار في سعر الصرف التركي إلى تحفيز عمليات البيع الناجم عن الذعر في الأسواق الناشئة.
وأوضحت الوكالة أن تقلبات الليرة سجلت أكبر ارتفاع في 4 أيام منذ عام 2004، حيث تبنى المسؤولون تدابير لإحداث ندرة في العملة لمنع حدوث انخفاض في قيمتها.
يأتي هذا في الوقت الذي تجاوزت فيه معدلات الاقتراض بين عشية وضحاها 1000%، ما دفع التجار إلى التخلص من الأسهم والسندات التركية قبل أيام من الانتخابات التي ستختبر شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومع ذلك، فإن ردة الفعل من أماكن أخرى في الأسواق الناشئة العالمية كانت ضعيفة، حيث انخفض مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة بأقل من 1% منذ اندلاع الاضطرابات الأسبوع الماضي؛ غير أن احتمال تكبد المزيد من الخسائر يعتمد على الإجراءات التي تتخذها السلطات التركية.
وفي إطار تعليق مديري المحافظ الاستثمارية بشأن المخاطر التي تواجهها الدول النامية الأخرى إذا فشلت تركيا في تخفيف القيود، قال نيك إيسينجر، الرئيس المشارك لصناديق الدخل الثابت العالمية النشطة في الأسواق الناشئة في "فانجارد أسيت مانجمنت" في لندن: "هناك خطر من العدوى ونحن نرى القليل من ذلك في مساحة العملات مثل إندونيسيا وجنوب أفريقيا".
وقال بريندان ماكينا، وهو خبير استراتيجي في شركة "ويلز فارجو" للأوراق المالية في نيويورك: "يبدو أن هناك بعض العدوى، تركز معظمها على العملات التجريبية المرتفعة -الراند الجنوب أفريقي والريال البرازيلي. هذا أمر غير شائع. تلك العملات عانت بعد أزمة الليرة العام الماضي أيضا".
بدوره، قال جيسون داو، رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة في مصرف "سوسيتيه جنرال" ومقره سنغافورة: "يبدو أن الزيادة في نقاط تبادل العملات الأجنبية مرتبطة بعوامل خاصة في تركيا وليس بضغط أوسع في تكاليف تمويل الدولار. ومع ذلك، ربما يشعر المستثمرون بالقلق من احتمال وجود بعض العدوى بعملات الأسواق الناشئة الأخرى في ضوء التجربة التي حصلت العام الماضي.
بينما قال كون تشاو، كبير الاستراتيجيين في مؤسسة "يونيون بانكير بريفي" في لندن، إنه "من المحتمل أن يكون التأثير محدودا إلا إذا رأينا اتجاه خفض الليرة. إن انخفاض قيمة الليرة لمرة واحدة لا ينبغي أن يكون له تأثير كبير إذا حدث ذلك، لأننا في أجواء من عوائد سندات الخزانة المنخفضة والتقلبات المنخفضة.
وأضاف: "بالطبع ثمة خطر حدوث تأثير غير متوقع نظرا لحركة السعر بين العملات في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من العام الماضي. جنوب أفريقيا هي الأكثر ضعفا بسبب العجز الكبير في الحساب الجاري".
وفي غضون ذلك، يواصل المستثمرون الأجانب التخلص من السندات والأسهم التركية بعد أن فرضت السلطات قيودا شديدة على تداول العملات بغير الليرة لمنعها من الهبوط قبل أيام من الانتخابات التي ستختبر الدعم لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وارتفعت تكلفة اقتراض الليرة، ليل الأربعاء، في سوق المقايضة في الخارج إلى ما يزيد على 1000% عند نقطة واحدة، لأن البنوك المحلية تتعرض لضغوط لعدم توفير السيولة لمديري الصناديق الأجانب الذين يرغبون في الرهان ضد الليرة.
وهذه التدابير أجبرت المستثمرين الذين يرغبون في التخلص من الليرة على بيع الأصول التركية الأخرى للحصول على الأموال التي يحتاجون إليها لإغلاق تلك الصفقات. قفز العائد على السندات التركية لمدة عامين فوق 20% وتراجعت الأسهم لأدنى مستوياتها منذ يوليو/تموز.