خسائر تركيا تتواصل بليبيا.. مقتل 3 من جنودها وإصابة 6 آخرين
لم يعرف بعد المكان الذي قتل فيه الجنود الأتراك، في وقت تستمر فيه قوات الجيش الليبي في تضييق الخناق على قوات حكومة الوفاق
كشفت مصادر مطلعة عن مقتل ثلاثة جنود أتراك في ليبيا وإصابة ستة آخرين، ما يفاقم الخسائر التركية في العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان.
ونقلت صحيفة "أحوال" التركية عن مصادر لم تسمها أن جثامين الجنود الأتراك وصلت إلى مطار مصراتة، وأن طائرة تركية خاصة ستنقلها الجمعة إلى تركيا.
ولم يعرف بعد المكان الذي قتل فيه الجنود الأتراك، في الوقت الذي تستمر فيه قوات الجيش الليبي في تضييق الخناق على قوات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس برئاسة فايز السراج التي استعانت بالقوات التركية.
وتوقعت مصادر تركية أن يشعل وصول جثث الجنود الأتراك موجة الغضب التي تشهدها الأوساط السياسية والاجتماعية التركية، ويفتح الجدل بشأن مغامرة الرئيس أردوغان في المستنقع الليبي.
ومنذ أيام اتهم معارض تركي الرئيس رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا كي تقتل هناك، مخاطبا إياه بقوله: "إذا كنت ترى أن الأمر لا بد منه، فلترسل (نجلك) بلال إلى هناك ليعلي من شأن الوطن كما تظن وتتوهم".
واتهم علي ماهر باشارير، النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة التركية "أردوغان"، بعدم التعلم من أخطائه السياسية في سوريا، موضحا أنه يريد تكرارها في ليبيا.
وقال باشارير: "عندما اضطربت الأوضاع في سوريا قلنا لرئيس الجمهورية (حينما كان رئيساً للوزراء في 2011) علينا ألا نتدخل ونصبح طرفاً ضد آخر، لكنه لم يسمع كلامنا وفعل ما فعله، وها هو حال هذا البلد الآن لا يخفى على أحد".
ونقلت صحيفة "جمهورييت" التركية عن باشارير قوله: "نعم حال سوريا يراه الرئيس بأم عينيه، ويدرك أن قراره كان خاطئا، ومن تبعات القرارات السلبية أن هناك 5 ملايين سوري يعيشون في تركيا".
وأوضح أن أردوغان يريد الآن بالمنطق والأسلوب نفسه التدخل في سوريا، ونجح حزبه "العدالة والتنمية"، وحليفه الحركة القومية في تمرير مذكرة بهذا الخصوص من البرلمان.
وعلق النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي على قرار أردوغان، بقوله: "يريد الرئيس أن يكون طرفاً ضد آخر.. فلماذا قرار التدخل في ليبيا لا أفهم؟".
ومطلع الشهر الحالي، أعلن أردوغان أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فايز السراج.
وحذرت دول المنطقة والمجتمع الدولي من إرسال قوات تركية إلى ليبيا، حيث سيسهم ذلك في إشعال الأزمة الليبية وتصعيد إقليمي غير مسبوق.
وكان السراج وأردوغان، وقّعا في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري.
وقوبلت تلك الخطوة برفض محلي وإقليمي ودولي كبير، حيث وصف البرلمان الليبي توقيع السراج ذلك بـ"الخيانة العظمى"، فيما طالب رئيسه جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق وعدم أحقية السراج بتوقيع مثل تلك الاتفاقيات.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج، بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز