كل هذه عوامل تجعل تركيا تعيش وسط بؤرة الفيروس، وهذا لا شك ستكون له انعكاسة على الوضع الصحي
عندما نتحدث عن فيروس كورونا في الحالة التركية، نجد أن تركيا حاولت أن تتعامل مع الأمر في البداية بالتكتم والتعتيم الإعلامي، والذهاب نحو تسييس الوباء، وتوظيفه في توجهاتها المعادية للمملكة، وذلك عندما أعلنت تركيا إصابة مواطن تركي بفيروس كورونا بعد عودته من أداء العمرة، رغم مرور ما يقارب الأسبوعين على قرار السعودية تعليق أداء مناسك العمرة، وهو بالتالي ما يعني وجود محاولة تركية فاشلة لإلقاء التهمة على المملكة خلف تفشي فيروس كورونا في الداخل التركي، وأن المملكة مصدر في نشر هذا الوباء.
وبالتالي فهذه المحاولات التركية للتعامل مع فيروس كورونا عبر التسييس وتوظيفه في توجهاتها المعادية للمملكة فشلت أمام مصداقية وسرعة الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها المملكة لمواجهة فيروس كورونا، وسقطت أمام الشفافية السعودية التي تعاملت مع فيروس كورونا بأعلى درجات الشفافية والمصداقية التي تؤكد أن أغلبية الحالات التي سجلت جاءت نتيجة أشخاص قادمين من خارج المملكة، وبالتالي فإن التعامل التركي مع أزمة فيروس كورونا الذي يفتقد للشفافية والمصداقية، انعكس بشكل سلبي على تركيا، فأصبحت تعاني من تصاعد تفشي المرض في الداخل التركي، والسبب خلف ذلك أن تركيا بدلاً من البحث عن مكامن الخلل خلف الأسباب التي قادت إلى وصول كورونا إلى أراضيها واتخاذ إجراءات احترازية للسيطرة عليه، تسعى إلى القفز على ذلك كله والعمل على توظيف ذلك في محاولة النيل من المملكة، والعمل على تشويه صورة المملكة.
كل هذه عوامل تجعل تركيا تعيش وسط بؤرة الفيروس، وهذا لا شك ستكون له انعكاسة على الوضع الصحي في الداخل التركي، وعلى تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا، وبالتالي فهذه العوامل ربما تقودنا إلى أن الأعداد المصابة بفيروس كورونا في الداخل التركي ربما تفوق أضعاف الإحصائيات الرسمية المعلنة عنها
وعلى الجانب الآخر، أعلنت المملكة قبل أيام إصابة 72 شخصا من الجنسية التركية، وهنا يكمن الفرق بين محاولات التسييس التركية الفاشلة لهذا الوباء، والعمل الإنساني، حيث قامت المملكة العربية السعودية بالتعامل معهم وفق الإجراءات الصحية المتبعة، وقدمت لهم الرعاية الصحية، ولم تفرق المملكة بين جنسية أو أخرى، بل تتعامل مع الجميع من منطلق المساواة، وأن الرعاية الصحية حق للجميع؛ مواطنين أو مقيمين.
مع تفشي الفيروس في الداخل التركي وجدت تركيا نفسها مجبرة على الإفصاح عن أعداد المصابين والوفيات جراء هذا الفيروس، لكن هذا الإحصائيات التركية الرسمية لا يمكن الوثوق فيها لأسباب عديدة، والسبب الرئيسي هو أن النظام التركي تعامل مع الأمر في البداية بمحاولة التكتم والتعتيم، وهو بالتالي يفقد الأرقام التركية فيما بعد مصداقيتها، والسبب الآخر أن النظام التركي أصبح متعارفاً عليه وبخاصة في الآونة الأخيرة، بتزييف الحقائق، والأهم أن الإعلان بشكل صريح عن الأرقام ربما يكون له ضرر على موضوع السياحة في تركيا التي تعيش حالة من التدهور، وسط محاولات فاشلة من قبل النظام للعمل على إنعاشها.
اشتراك تركيا في حدود طولة مع إيران التي تعيش حالة من الانهيار الصحي وسط تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا والتي اختلفت الأرقام من مصدر لآخر، حيث يرجح بعض المصادر وصول أعداد المصابين إلى عتبة 30 ألفا، ووجود أعداد ضخمة من اللاجئين السوريين، وارتباطها بحدود مع سوريا التي تعيش حالة من الفوضى المستمرة، كل هذه عوامل تجعل تركيا تعيش وسط بؤرة الفيروس، وهذا لا شك ستكون له انعكاسة على الوضع الصحي في الداخل التركي، وعلى تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا، وبالتالي فهذه العوامل ربما تقودنا إلى أن الأعداد المصابة بفيروس كورونا في الداخل التركي ربما تفوق أضعاف الإحصائيات الرسمية المعلنة عنها.
ومن جهة أخرى، فإذا سلمنا بصحة الأرقام والإحصائيات الرسمة التي أعلن عنها، وما يحدث من تصاعد بأعداد الإصابات، والأهم تصاعد أعداد الوفيات، بينما لم تعلن تركيا عن حالة واحدة تم شفاؤها من هذا المرض، سوف نجد أن هناك أزمة يعيشها القطاع الصحي في تركيا، فهو غير قادر على الارتقاء لمواكبة التهديد الذي يمثله فيروس كورونا، ولذلك نجد أن الحالة التركية لا تختلف عن الحالة الإيرانية من جهة إهمال النظام الوضع الداخلي والتركيز على المغامرات الخارجية، وهو بالتالي قاد لوجود حالة من الترهل في القطاعات التنموية الداخلية وبخاصة القطاع الأهم وهو "القطاع الصحي".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة