دميرتاش من محبسه: "نحن معتقلون" والمجرمون أحرار
شن القيادي الكردي المعارض بتركيا، والمعتقل حاليًا، صلاح الدين دميرتاش، هجومًا على النظام الحاكم، بسبب فضائح المافيا الأخيرة.
جاء ذلك خلال مشاركة دميرتاش للرئيس المشارك السابق، لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، عبر دائرة تلفزيونية من محبسه في ولاية أدرنة (غرب)، في جلسة للدائرة الـ19 من محكمة الجنايات بالعاصمة أنقرة، التي تنظر إحدى القضايا التي يحاكم فيها.
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" قال القيادي الكردي خلال مداخلته: "اليوم خرج علينا زعيم المافيا، ليضع بتصريحاته الدولة تحت سطوته، وسيواصل نشر (القاذورات) التي ارتكبها هذا النظام، وها نحن معتقلون بينما الأحق بالاعتقال يتجولون بأريحية في الخارج".
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، نشر زعيم المافيا التركية، سادات بَّكَرْ، سلسلة فيديوهات على قناته بموقع "يوتيوب" كشف من خلالها العديد من الفضائح والجرائم التي تورط فيها مسؤولون بارزون، وقياديون بحزب العدالة والتنمية، الحاكم، أبرزهم وزير الداخلية الحالي، سليمات صويلو، والأسبق، محمد آغار.
وأضاف دميرتاش قائلا: "لقد سبق وأن حكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ببراءتي، لكن لا يوجد بتركيا قضاء مستقل قادر على تنفيذ مثل هذه القرارات، فها هو الادعاء العام بأنقرة صامت حيال الاتهامات الموجهة للوزير صويلو".
واستطرد قائلا: "القضاء التركي يحاكمني بناء على اعترافات شهود سريين استمع لهم من قبل وزير الداخلية صويلو حينما كان مديرًا للأمن، ليدبر الأخير مكيدة بحقي، يحاكمني بأدلة مشكوك فيها ويترك الوزير صويلو الذي طالته اتهامات علنية من زعيم المافيا، ولا تتحرك الأجهزة القضائية لمجرد التحقيق في تلك الاتهامات".
وزاد دميرتاش قائلا: "لم يخرج أحد من المعنيين ليقول لوزير الداخلية إنه وفر حماية لزعيم المافيا، ومنحه جواز سفر، وأبلغه قبل ضبطه من قوات الأمن ليفر خارج البلاد؛ لم يخرج أحد ليقول ذلك له".
القيادي الكردي تابع قائلا: "حتمًا سيأتي يوم يحكم فيه حزب الشعوب الديمقراطي تركيا، سنحقق الديمقراطية والسلام للبلاد، وسنوقف شلالات الدماء، ونضع الشرفاء فقط في الوزارات، ومعًا جميعًا سنحقق ذلك".
اعتقال تعسفي
واعتقل دميرتاش في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مع شريكته في رئاسة حزب الشعوب الديمقراطي آنذاك فيجان يوكسيكداغ بتهمة دعم أنشطة حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا "منظمة إرهابية" وتعتقل قائده عبدالله أوجلان.
ووجهت له منذ ذلك الحين عدة اتهامات مثل إهانة أردوغان، وقيادة منظمة إرهابية، وعضوية منظمة إرهابية، والدعاية لمنظمات إرهابية، ومخالفة قانون الاجتماعات والمظاهرات، والتحريض على الكراهية والعداء، وتحريض الشعب على انتهاك القوانين، ومدح الجريمة والمجرم.
وفي 22 مارس/آذار الماضي، قضت محكمة تركية، بسجن دميرتاش، لمدة 3 سنوات و6 أشهر إثر إدانته بتهمة "إهانة أردوغان".
وفي 29 أبريل/نيسان الماضي، أيدت محكمة عليا بتركيا حكمًا بالسجن لـ4 سنوات و8 أشهر بحق الرجل، بسبب اتهامه بـ"الدعاية لتنظيم إرهابي".
ويواجه دميرتاش تهماً تؤدي في حال إدانته إلى السجن لمئات السنين، رغم حكم سابق من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بأنه سُجن لأسباب سياسية ويجب إطلاق سراحه على الفور.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز