بين الميدان والدبلوماسية.. خارطة الطريق بعد حل «العمال الكردستاني»

في خطوة غير مسبوقة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة، قرر حزب العمال الكردستاني، حل نفسه وإلقاء سلاحه، بعد 4 عقود من القتال ضد الدولة التركية.
واليوم الإثنين، وبعد نحو شهرين، من مبادرة عبدالله أوجلان، لحل الحزب ووضع حد لـ40 عاما من القتال، استجاب "العمال الكردستاني" لنداء زعيمه المعتقل بسجن تركي منذ عام 1999.
تطورٌ، وإن كان يحمل دلالات رمزية وسياسية عميقة، يقول مراقبون إنه لا يمثل نهاية المطاف بقدر ما يشير إلى بداية مرحلة انتقالية حساسة، تتطلب استجابات استراتيجية على عدة مستويات.
الباحث التركي في شؤون الرأي العام إبراهيم أوسلو، رأى أن هذه المرحلة الجديدة تتطلب قرارات متعددة الأبعاد.
وفي حديث مع "العين ترك"، قال أوسلو إن "التطورات المقبلة ستحددها ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في الميدان، والدبلوماسية، والسياسة الداخلية.
ميدانيا
في البعد الميداني، تبرز الحاجة- وفق أوسلو- إلى "تنفيذ آليات دقيقة لتسليم السلاح، وترتيب أوضاع العناصر المنتسبين سابقا إلى التنظيم، وضمان مغادرتهم المواقع التي كانوا يتمركزون فيها".
كما أشار الباحث نفسه في هذه الجزئية إلى تساؤلات أخرى تتمحور حول "مصير قيادات الحزب، والفصل بين من تورطوا في أعمال عنف ومن لم تتلطخ أيديهم"، لافتا إلى أن هذه التساؤلات تبقى إجابتها لدى مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية والتي أكدت مرارًا أنها وضعت الخطط اللازمة.
ضبط التوازنات الإقليمية
أما بالنسبة المحور الثاني والمتمثل بالجانب الدبلوماسي، فأوضح إبراهيم أوسلو، أن كلا من سوريا والعراق، وبشكل خاص إقليم كردستان العراق، تشكل عوامل لا يمكن تجاوزها في رسم المرحلة المقبلة.
كما أن "الدور المتوقع من القوى الدولية المؤثرة مثل الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، سيفرض خطوات دبلوماسية كبيرة".
داخليا
على الصعيد الداخلي، يُتوقع حدوث تطورات هامة، بحسب الباحث التركي، مشيرا في هذا السياق إلى مطالب قديمة لحزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" (ديم) بشأن تحسين ظروف اعتقال عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى ملف السجناء المرضى.
وأضاف "هناك أيضا قضايا حساسة مثل مصير الآلاف ممن يُحاكمون أو حُكم عليهم بتهم الانتماء لتنظيم إرهابي، أو دعمه، أو الترويج له، إلى جانب مسألة رؤساء البلديات المقالين والتي أثارت جدلا واسعا في أوساط المعارضة"، لافتا إلى أن هذه القضايا مجتمعة تتطلب "حلولًا عاجلة".
مصير أوجلان
وفيما يخص عبد الله أوجلان، لا يتوقع الباحث التركي أن يُطرح سيناريو الإقامة الجبرية حاليًا، لكن التركيز على "تحسين ظروف الاحتجاز" يطرح تساؤلات بشأن دلالة هذا المصطلح وارتباطه بمستقبل العملية السياسية.
وخلَص أوسلو إلى أن المرحلة القادمة ستتبلور وفقًا للخطوات العملية التي ستتخذها الحكومة، سواء داخليًا أو خارجيًا.
من جانبه، قال سوات أوزجيليبي مستشار الاتصال السياسي بمؤسسة "سيتا" للأبحاث السياسية، إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قرار الحل ونزع السلاح يشمل فروع الحزب خارج تركيا أم لا.
واعتبر أوزجيليبي في حديث مع "العين ترك" أن الحكومة ستحاول الاستفادة من قرار الحل، عبر تسليط الضوء على شعار "تركيا بلا إرهاب".
ويقول مراقبون إنه من شأن قرار حزب العمال الكردستاني أن يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفرصة لتعزيز التنمية في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية، حيث أعاق التمرد المسلح اقتصاد المنطقة لعقود من الزمن.
وفي تعليق على قرار حزب العمال الكردستاني، قال عمر جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان إن القرار"خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب".
وكانت هناك جهود سلام متقطعة على مر السنين، أبرزها وقف إطلاق النار بين عامي 2013 و2015 الذي انهار في نهاية المطاف.
aXA6IDE4LjE4OC40OC4xMDYg جزيرة ام اند امز