معارض تركي يصدم أردوغان بأسئلة تفند "أكاذيبه" بشأن الانقلاب المزعوم
الأسئلة حملت استفسارات لم ترد عليها التحقيقات بشأن أردوغان وعملية الانقلاب المزعومة
وجّه زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو أسئلة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان حول عملية الانقلاب المزعومة ضد الأخير التي وقعت في 2016.
ونشر المعارض التركي قائمة بها أسئلة وجهها لأردوغان، حيث بدأ صدر القائمة بعبارة "باسم الشعب أسألك، وأنتظر منك الإجابة إن كانت لديك الشجاعة لذلك".
وحملت الأسئلة استفسارات لم ترد عليها التحقيقات بشأن أردوغان وعملية الانقلاب المزعومة وطلب المعارض التركي الرد عليها لإثبات أنه بالفعل تعرض لعملية انقلاب.
ولم يرد أردوغان على هذه الأسئلة وتفاعلت أحزاب المعارضة معها ووصفوها بأنها منطقية، وتثبت أن التحقيقات تعرضت لتلاعب.
وجاء توجيه هذه الأسئلة بعد القضية التي رفعها أردوغان ضد قليجدار أوغلو، مطالبا بتغريمه نصف مليون ليرة تركية بعد تصريحات للأخير اتهم فيها أردوغان بالخيانة.
والسؤال الأول من الأسئلة التي وجهها قليجدار أوغلو لأردوغان للرد عليها، قال فيه: هناك قائمة مستخدمي تطبيق التراسل الفوري (بايلوك) التي تضم 215 ألفا و92 شخصا، أليس من الضروري شرح هذه القائمة؟ وفي هذا الوضع أليس عدم الإفصاح عن القائمة يُعد جريمة؟ لماذا يتم إخفاء أدلة الجريمة؟
و"بايلوك" برنامج تراسل فوري الذي حظرته تركيا بعد محاولة الانقلاب المزعومة، قائلة: "إن أنصار غولن استخدموه مساء يوم 15 يوليو/تموز 2016".
أما السؤال الثاني فقال فيه زعيم المعارضة التركية: أين كان قادة الأحزاب السياسية والوزراء وكبار المسؤولين التنفيذيين ورؤساء البلديات في ليلة 15 يوليو/تموز؟ ليلة الانقلاب المزعوم عام 2016.
والسؤال الثالث قال فيه: إذا كان الانقلاب قد نجح فمن هو الشخص الذي كان ينوي أعضاء حركة فيتو (الاسم المختصر لجماعة رجل الدين فتح الله غولن المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية) تنصيبه للحكم والإدارة؟ من كان ليتصدر الواجهة؟ أما كان واضحا من سيتولى أي وظيفة أو مهمة؟ لأي سبب لا يتم الكشف عن هذه القوائم؟
قليجدار أوغلو في السؤال الرابع قال لأردوغان: تم تأسيس لجنة تقصي حقائق من قبل البرلمان للتحقيق في محاولة الانقلاب، ولم يمثل أمامها اسمان مهمان رغم دعوتهما، هما رئيس جهاز الاستخبارات في تلك الفترة حقان فيدان، ورئيس هيئة الأركان العامة حينها وزير الدفاع الحالي خلوصي أكار. فلماذا أعطيت تعليمات لهما بعدم ذكر ما يعرفانه حيال تلك الأحداث؟
وتابع زعيم المعارضة التركية في سؤاله الخامس قائلا: لماذا لم يطبع تقرير اللجنة البرلمانية ولم يوزع حتى الآن رغم مرور فترة طويلة على تلك الأحداث؟
وفي سؤاله السادس قال زعيم الشعب الجمهوري لأردوغان: من أسس بورصة حركة فيتو (غولن)؟ وهناك محامون لأردوغان ضمن من أسسوا تلك البورصة، لماذا لم يتم التحقق من أصولهم المالية؟
وفي السؤال السابع والأخير سأل قليجدار أوغلو الرئيس أردوغان قائلا: لماذا تم عزل أعضاء النيابة العامة الذين قاموا بالتحقيق في قضية جماعة غولن؟
والخميس الماضي، رفع أردوغان دعوى قضائية ضد قليجدار أوغلو، طالب فيها بتعويض عن ضرر معنوي قيمته نصف مليون ليرة على خلفية تصريحات اتهمه فيها بالخيانة.
ووصف زعيم المعارضة التركية لأردوغان جاء بعد أن دأب الأخير خلال السنوات الأخير على اتهام كل معارضيه بالانتماء لغولن، وأنهم امتداده في كل المجالات لا سيما الاقتصادية منها.
فرد عليه قليجدار أوغلو ليقول له: "أنت الذراع السياسية لتلك الجماعة، فأنت من فتحت لها باب أسرار الدولة على مصراعيه، وسمح لعناصرها بالتغلغل في مؤسسات الدولة".
وتابع: "فتحت لهم كل هذا بتعليمات مباشرة منك، أليست هذه خيانة للوطن".
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين نظام أردوغان وجماعة غولن كانت في أحسن أحوالها حتى عام 2013 الذي شهد في ديسمبر/كانون الأول منه الكشف عن عملية الفساد ضد مسؤولين حكوميين محسوبين على أردوغان.
وخلال حملة 2013 ضد الفساد والرشوة والاحتيال وغسل الأموال وتهريب الذهب، اعتقلت الشرطة التركية أبناء وزراء وعشرات آخرين بينهم سليمان أصلان، مدير بنك "خلق" (المملوك للدولة)، ورجل الأعمال الإيراني رضا ضراب.
وفي أعقاب تلك الاعتقالات، أطاح أردوغان بعدد من المدعين العامين في القضية، فضلا عن قيامه بحركة تنقلات في صفوف ضباط الشرطة، بزعم سعيهم لمساعدة خصومه السياسيين، في إشارة لغولن.
وأسفرت إجراءات أردوغان القمعية حينها عن إسقاط التحقيق في القضية وعدم تنفيذ أمر المدعي العام باعتقال نجله بلال.
ومنذ ذلك الحين أعلن أردوغان ونظامه الحرب على جماعة غولن، حتى قال مراقبون إنه من قام بتدبير مسرحية الانقلاب المزعومة عام 2016 ليتخلص من كل عناصر الجماعة داخل مؤسسات الدولة المختلفة لا سيما الجيش والشرطة.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز