المرحلة تقتضي تلك الانتخابات لأن النظام الرئاسي الذي تُحكم به البلاد فاشل، تركيا بحاجة لعملية إعادة تأهيل وتغيير في العقلية
توقع قيادي سابق بحزب "العدالة والتنمية"، الحاكم في تركيا، أن تشهد بلاده انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، جراء فشل النظام الرئاسي.
جاء ذلك في تصريحات لسلجوق أوزداغ، أحد أعضاء فريق رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، المحال مؤخرا مع اثنين آخرين للجنة الانضباط بحزب العدالة والتنمية تمهيدا لفصلهم على خلفية اعتزامهم تأسيس حزب جديد، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة.
وقال أوزداغ: "نحن لسنا مع انتخابات مبكرة؛ لكن المرحلة تقتضي تلك الانتخابات لأن النظام الرئاسي الذي تُحكم به البلاد فاشل وليس جيدا، فتركيا بحاجة لعملية إعادة تأهيل وتغيير في العقلية".
وأضاف: "لذلك على الشعب التركي أن يستعد جيدا من الآن".
من ناحية أخرى، أشار أوزداغ إلى أن هناك أكثر من 100 برلماني سابق، وأكثر من 10 حاليين مؤيدين لرئيس الوزراء الأسبق داود أوغلو في جهوده الجارية لتأسيس حزب سياسي جديد مناهض للرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي 2 سبتمبر/أيلول الجاري، قررت اللجنة التنفيذية المركزية بالعدالة والتنمية، وبإجماع الآراء، إرسال طلب للجنة الانضباط والتأديب من أجل فصل الرباعي أحمد داود أوغلو، وأيهان سفر أوستون نائب الحزب السابق عن مدينة سكاريا(غرب) أحد مؤسسي الحزب، وعبدالله باشجي نائب الحزب السابق عن مدينة إسطنبول، وسلجوق أوزداغ النائب البرلماني السابق عن ولاية مانيسا(غرب)، والذي شغل لفترة نائب الرئيس العام للحزب.
وكان أوزداغ، قد كشف، يوم 26 أغسطس/آب الماضي، عن أن أردوغان "قاد انقلابا" على الأول حينما كان داود أوغلو رئيسا للحزب والوزراء؛ في مسعى من الثاني لتكريس جميع السلطات بيديه.
وأوضح أوزداغ أن "أردوغان ورفاقه قاموا بالانقلاب على داود أوغلو؛ لأنه (أي أردوغان) كان يريد أن يتولى منصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب في الوقت نفسه، ولم يتفق مع داود أوغلو في العديد من القضايا".
وأكد أن هذا الانقلاب بدأ بالتدخل في مهام داود أوغلو، مضيفا: "كما أن الاختلافات بدأت آنذاك تدب بين الطرفين، مثل الاختلاف في قضية اختيار قائمة النواب وتعيين الوزراء. والاختلاف الآخر كان حول قانون الشفافية الذي يمنع السرقة والفساد والرشاوى".
وتعيش تركيا بشكل عام على وقع عدد من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بسبب سياسات الحزب الحاكم بزعامة أردوغان الذي انفرد بحكم تركيا بعد تحويل البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي تصفه المعارضة بنظام الرجل الواحد.
كما أن الحزب الحاكم في طريقه إلى مزيد من الانهيار والتفكك؛ بسبب انشقاق عدد من قيادييه السابقين، أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، الذي يتجه رفقة آخرين لتأسيس حزب سياسي جديد لمناهضة أردوغان وسياساته.
وفي 8 يوليو/تموز الماضي، قدم باباجان استقالته رسمياً من "العدالة والتنمية"، في خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني من انشقاقات متتالية؛ اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
كما يسعى داود أوغلو لتأسيس حزب سياسي جديد لنفس الأسباب التي دفعته في أكثر من مناسبة لتوجيه انتقادات مباشرة للحزب وأردوغان علانية.