المصائب لا تأتي فرادى.. فرار 20 داعشيا خلال زلزال تركيا وسوريا
لم تقتصر كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا على انهيار المباني وسقوط الضحايا بل امتد تأثيره لأكثر من ذلك.
وخلال الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وجنوب شرقها الإثنين، تمكن نحو 20 سجينا من تنظيم داعش من الفرار من سجن في شمال غرب سوريا يحتجزون به.
- زلزال تركيا وسوريا.. مآس إنسانية ودعم دولي وارتفاع القتلى
- زلزال تركيا وسوريا.. توقعات "أممية" صادمة لعدد القتلى
جاء ذلك بعدما نفذ نزلاء السجن التابع للشرطة العسكرية في بلدة راجو قرب الحدود التركية، عصيانا، بعد الزلزال المدمر، وتمكن 20 منهم على الأقل من الفرار من المنشأة التي تضم نحو ألفي سجين، قرابة 1300 منهم أعضاء في تنظيم داعش، بحسب مصدر في السجن.
وقال المسؤول في السجن راجو، الذي تسيطر عليه فصائل موالية لتركيا: "بعد أن ضرب الزلزال، بدأ عصيان من قبل السجناء الذين سيطروا على أقسام من السجن".
حصيلة جديدة
وأسفر الزلزال حتى الآن عن 2921 قتيلًا و15834 مصابًا في تركيا فقط وقرابة 1500 قتيل وآلاف المصابين في سوريا،
وأعلنت وزارة الصحة السورية، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 764 قتيلًا و1448 مصابًا، في حلب واللاذقية وحماه وريف إدلب وطرطوس فقط، خلافا للضحايا بباقي المناطق السورية.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية لأعداد القتلى المؤكدين في تركيا وسوريا إلى قرابة 4400.
سيل من المساعدات
وتخفيفا لمآسي الزلزال، انهالت المساعدات الدولية على تركيا وسوريا، وسط تكاتف من المجتمع الدولي للحد من آثار الكارثة
وفي هذا السياق، أصدر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، توجيهات بإنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات وطواقم طبية عاجلة باسم دولة الكويت إلى تركيا.
ويشارك في هذا الجسر كل من وزارة الخارجية وقوة الإطفاء العام والهلال الأحمر ووزارة الصحة والجيش الكويتي.
وبحسب مركز التواصل الحكومي، فإن وزارة الخارجية ستتولى التنسيق لتفعيل هذا الجسر الجوي، فيما سيتولى الجيش الكويتي مسؤولية نقل الكوادر والآليات والمعدات جوا.
وفي سياق متصل، أرسلت الجزائر فريق إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى سوريا.
ووصل إلى سوريا فريق من جهاز الدفاع المدني الجزائري، مكون من 86 عنصرا مجهزين بمختلف المعدات اللازمة للتدخل والبحث تحت الأنقاض، للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
وأشرف وزير الداخلية إبراهيم مراد، على العملية، تنفيذا لتعليمات رئيس البلاد عبد المجيد تبون.
كما شحن الهلال الأحمر الجزائري مساعدات إنسانية إلى سوريا وتركيا بحمولة تقدر بـ 210 أطنان.
وفي ألمانيا، نظمن الجالية التركية حملة لجمع التبركات لمساعدة المنطقة المنكوبة بالزلزال.
وقالت عاملة التعليم الاجتماعي، زليخة كافاكاس أوزتورك: "أبدأ على الفور في البكاء عندما تصلني صور من تركيا".
وأضافت: "بدأت بالتعاون مع معهد الموسيقى التركية في كرويتسبرج واحدة من حملات جمع التبرعات في برلين".
وتجمع الجالية ما يمكن أن يحمي الأشخاص من البرد مثل البطانيات والسترات وقبعات التدفئة".
ومن جانبه، أصدر يون سوك يول رئيس كوريا الجنوبية أمرا بإرسال عمال إنقاذ ومواد طبية طارئة إلى تركيا.
وقال المكتب الرئاسي، في بيان: "يون أمر الوكالات الحكومية ذات الصلة باتخاذ إجراءات دعم إضافية في حالة احتياج تركيا لها".
وكنوع من الطمأنة للمجتمع الدولي أكدت سوريا، الإثنين، أن "أي مساعدات إنسانية تتلقاها لمواجهة تبعات الزلزال ستصل إلى كل السوريين في جميع أرجاء البلاد".
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام صباغ، في تصريحات صحفية، بنيويورك، إنه "في حال تقديم أي مساعدات لسوريا فإنها ستصل لكل السكان".
وأضاف صباغ بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لنقل طلب الحكومة السورية للمساعدة "نؤكد للأمم المتحدة استعدادنا للتنسيق لتقديم المساعدات الإنسانية لكل السوريين في كل أرجاء البلاد، ومستعدون للعمل مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين".
آلية استجابة أوروبية
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن آلية استجابة في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت المنطقة الحدودية التركية السورية.
وأطلقت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي آلية "متكاملة للأزمة السياسية" للمجتمع الدولي، بغرض تسريع تبادل المعلومات، من بين أمور أخرى.
ويفترض أن تمكن الآلية من اتخاذ قرارات سياسية سريعة ومنسقة في الأزمات الخطيرة والمعقدة، مثل الهجمات الإرهابية أو الأزمات الصحية مثل جائحة كورونا.
وتجمع الآلية بين مؤسسات ودول الاتحاد الأوروبي وأصحاب المصلحة الآخرين.