توابع زلزال تركيا وسوريا في مصر.. كيف تطمئن على سلامة عقارك؟ (خاص)
هز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والأردن والعراق وقبرص ومصر.
مركز الزلزال المدمر جاء في مدينة كهرمان مرعش بالقرب من الحدود السورية، وخلف آلاف القتلى والمصابين في البلدين، فضلا عن انهيار آلاف المباني.
في تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مقتل أكثر من 2650 شخصًا وإصابة الآلاف فضلا عن انهيار 2818 مبنى، فيما لقي 1083 شخصا على الأقل حتفهم في أنحاء سوريا حتى هذه اللحظة.
وفي مصر، أعلن معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية تسجيل 20 تابعًا للزلزال الذي ضرب الأراضي التركية، وجميعها أكبر من 6 درجات على مقياس ريختر، وشعر بها عدد من المدن المصرية.
وفي وقت لاحق، طمأن المعهد المصريين بشأن زلزال تركيا، مفيدًا في بيان بأن الآثار التدميرية انحصرت داخل الأراضي التركية والسورية، وهو بعيد تماما عن الأراضي المصرية.
وعلى مدار الشهور الماضية، سجلت مصر الشعور بعدد كبير من الزلازل والهزات الأرضية في مدنها، وسط مخاوف من دخول البلاد في حزام الزلازل، لكن معهد البحوث الجيوفيزيقية يستبعد حدوث ذلك تمامًا.
ويعيد زلزال تركيا وسوريا الأخير إلى أذهان المصريين ذكرى الزلزال المدمر عام 1992، الذي بلغت شدته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وخلف 561 قتيلا وأكثر من 12 ألف جريح وتدمير 350 مبنى بالكامل.
السلامة الإنشائية للمباني
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وثق مصريون شعورهم بالزلزال، وأشار بعضهم إلى ظهور آثار تشققات في منازلهم، كما تساءل البعض عن طرق التأكد من السلامة الإنشائية للمباني والإنشاءات بعد الزلازل.
ويقول المهندس المصري كمال حمادة إن تصميم المباني يتحدد وفقا لأهمية المنشأ، وإذا قررنا أن تكون جميع المباني داخل مصر مقاومة للزلازل سيتطلب الأمر كميات هائلة من الخرسانة، فضلا عن الأبعاد القياسية للأعمدة الخرسانية وغيرها من الاشتراطات الصعبة في التصميم.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الأنظمة الإنشائية للمباني تلتزم بالكود المصري للأحمال، وفي بعض الحالات مثل الزلازل والهزات الأرضية يتوقف الأمر على عمق الزلزال، وتتحدد قوته وفقا لمركزه وبعده، مشيرا إلى أن الكود المصري للبناء يحتكم إلى ما يعرف بـ"طيف منحنى التجاوب".
ويوضح حمادة: "هو عبارة عن مجموعة عوامل تحدد أهمية المنشأ، وعلى سبيل المثال الكود المصري يقسم الإقليم إلى 4 مناطق زلزالية، وبالتالي تختلف اشتراطات البناء في محافظة الجيزة عنها في إقليم القناة وصعيد مصر، كما أن أهمية المنشأ تلعب دورا، فالمنشأ الذي يصل ارتفاعه إلى 12 مترا لا يدخل في الحسبان، وتصميم مبنى المدرسة يختلف عن المستشفى والمبنى السكني والتجاري، ولكل منشأ عوامل واشتراطات محددة".
زلزال 1992 والكود المصري
ويقول المهندس المصري محمد عبدالله إن كود البناء تغير بالكامل بعد زلزال 1992، مضيفا: "لدينا الآن تصميمات مقاومة للزلازل، ونعتمد في تصميمها على عمل نماذج مصغرة وتعريضها لهزات أرضية لقياس مدى المقاومة وحساب قيمة الميل، ويتم أخذ هذه القيمة في الاعتبار عند تصميم جسم المنشأ ليكون قادرا على مقاومة الزلازل والهزات الأرضية".
وعن الخطوات اللازمة للتأكد من السلامة الإنشائية للمباني، يؤكد عبدالله أن الخيار الوحيد هو الفحص البصري: "لا أحد يهتم بتثبيت أدوات لقياس ومراقبة ثبات المنشأ عند حدوث الزلازل، وبالتالي لا يمكننا قياس هذا الأمر علميا، والأمر سيقتصر على مراقبة التصدعات والشروخ في المنشأ، وإذا لاحظت تصدعا جديدا في المبنى فسيكون ذلك بسبب الزلزال".
الفحص البصري
ويتفق معه المهندس المصري علي رجب، الذي يقسم المباني في مصر إلى نوعين: "نوع مقاوم للزلازل وآخر غير مقاوم، والأخير هو الشائع في تصميم المباني المصرية"، مؤكدا أن الاطمئنان على السلامة الإنشائية بالفحص البصري تكون بملاحظة التغييرات الطارئة على المبنى، سواء في الأسقف أو الحوائط والكمرات.
ويضيف لـ"العين الإخبارية" أن الفحص البصري لا يعتبر جذريا بطبيعة الحال، مؤكدا أن بعض المباني المقاومة للزلازل قد تفقد هذه المقاومة حال تعرضها لزلزال عنيف، والأمر لا يمكن التنبؤ به في جميع الحالات، مشيرًا إلى أن بعض الأنظمة الإنشائية تعتمد على تصميم المبنى ككتلة واحدة، حتى إذا تعرض لهزة فيتحرك المبنى بالكامل وليس جزءا منه فقط تجنبا للانهيار.