تركيا تغازل مصر.. محاولة للاقتراب من "الخطوط الحمراء"
المتحدث باسم الرئاسة يقول، في حال تشكلت أرضية للتحرك مع مصر في مواضيع ليبيا وشرق المتوسط فإن تركيا لا يمكنها إلا أن تنظر بإيجابية.
من جديد تغازل تركيا مصر، لمحاولة التقارب مع القاهرة التي شكلت خلال الفترة الماضية حائط صد قوي ضد أطماع الرئيس رجب طيب أردوغان في ليبيا أو شرق المتوسط، برسمها خطوطا حمراء، أو بتشكيلها مثلث رعب لمواجهة تحركاته في شرق المتوسط.
ولا تزال العلاقات المصرية التركية، وتحديدا الدبلوماسية، مقطوعة منذ طرد القاهرة لسفير أنقرة بها قبل نحو 7 سنوات.
المحاولة التركية هذه المرة جاءت على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، حيث أبدى رغبة أنقرة في إعادة العلاقات مع مصر.
وقال خلال مقابلة مع إحدى محطات التلفزة المحلية، وتابعتها "العين الإخبارية، مساء الثلاثاء، "في حال أظهرت مصر إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية فإن تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك".
وأضاف قالن، أن "مصر من الدول الهامة في المنطقة والعالم العربي، وفي حال تشكلت أرضية للتحرك معا في مواضيع ليبيا وفلسطين وشرق المتوسط وغيرها من القضايا، فإن تركيا لا يمكنها، إلا أن تنظر بإيجابية إلى ذلك وتقدم إسهاما إيجابيا".
التقارب مع القاهرة، لم يكن وليد اللحظة، ففي سبتمبر/أيلول الماضي، سعى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو مغازلة مصر بالقول خلال مقابلة مع تلفزيون محلي: "مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا في اتفاقيتها التي أبرمتها مع اليونان وقبرص بخصوص مناطق الصلاحية البحرية".
وتابع: "لقد احترمت مصر حقوقنا في هذا الصدد، ومن ثم لا أريد أن أبخسها حقها بدعوى أن العلاقات السياسية بيننا ليست جيدة للغاية".
وحاول مولود جاويش أوغلو في 11 يونيو/حزيران الماضي استمالة القاهرة أيضا للدخول في مفاوضات مع أنقرة، حين قال: "الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية، تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها".
لكن الوزير الذي تحدث عن مباحثات مصرية- تركية فقط على مستوى الاستخبارات ناقض نفسه في تصريحه السابق بأنه "أجرى اتصالات مختلفة مع مصر في السابق بتفويض من الرئيس رجب طيب أردوغان".
الخطوط الحمراء
في يونيو/ حزيران الماضي، رسمت مصر خطوطا حمراء عند سرت والجفرة في ليبيا لمنع الأطماع التركية من التهام الدولة الجارة، والواقعة في شمال أفريقيا.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أثناء تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية، "إننا نقف اليوم أمام مرحلة فارقة، تتأسس على حدودنا تهديدات مباشرة تتطلب منا التكاتف والتعاون ليس في ما بيننا إنما مع أشقائنا من الشعب الليبي والدول الصديقة لحماية والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنه الميليشيات المسلحة الإرهابية والمرتزقة بدعم كامل من قوى خارجية.
وذكر السيسي أن "جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا"، مشددا على أن "مصر حريصة على التوصل إلى تسوية شاملة في ليبيا"، كما أنها حريصة "على سيادة ووحدة الأراضي الليبية".
وأضاف: "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر"، مؤكدا أن "ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها وسنساعدهم في ذلك".
ودعا إلى الحفاظ على الوضع القائم حاليا في ليبيا دون تغييره، والبدء فورا في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة.
الخميس 27 أغسطس/آب الماضي، صدّق البرلمان اليوناني، على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر، وسط استفزازات تركية متواصلة بشأن أنشطة غير مشروعة شرق البحر المتوسط.
وجرى التصديق على الاتفاقية بتأييد أغلبية أعضاء البرلمان اليوناني، بعد أيام من خطوة مماثلة من نظيره المصري.
وتمثل اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان "ضربة موجعة" لاتفاق ترسيم للحدود البحرية بين أنقرة وحكومة فايز السراج غير الدستورية في طرابلس، والتي أعلنت استقالتها قبل ساعات.
وتتهم قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، أنقرة بـ"القرصنة" بسبب أعمال الحفر التي تقوم بها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة.
ولا يختلف الخبراء على أن ترسيم مصر واليونان للحدود البحرية سيقف سدا أمام أحلام نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسعية في المنطقة، وقطع الطريق أمام أمدادات المرتزقة بالسلاح.
وفي 6 أغسطس/آب، وقع وزيرا خارجية مصر سامح شكري واليونان نيكوس دندياس، اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA=
جزيرة ام اند امز