مقر حزب الشعب بإسطنبول.. خلية نحل لاستعادة "النصر المسروق"
أكرم أوغلو يتوقع أن تتخطى نسب المشاركة في الانتخابات البلدية الجديدة نسب المشاركة في انتخابات ٣١ مارس/آذار التي ألغيت نتائجها.
يمتلئ مقر حزب الشعب المعارض في حي كاديكوي في إسطنبول بالزوار والنشطاء هذه الأيام، وكأنه خلية نحل لا تهدأ.
يتناقل الحضور كتيبات دعائية لمرشح الحزب لبلدية المدينة، أكرم إمام أوغلو، يُنتظر أن توزع مجددا على الناخبين مع اقتراب موعد الانتخابات الجديدة في ٢٣ يونيو/حزيران.
أجواء يشهدها المقر الذي يشرف عليه الناشط مصطفى أكمشي، يوميا، حيث تعمل قوى المعارضة على الإعداد لمعركة جديدة لاسترداد النصر الذي سرقته السلطة منهم بمبررات واهية.
وفي حديث لصحيفة كورير النمساوية من داخل المقر، قال أكمشي: "الكل يقف وراءنا في معركتنا لاستعادة بلدية إسطنبول".
وأضاف "السخط من سرقة انتصار أكرم أوغلو وإعادة الانتخابات يتجاوز حدود حزب الشعب، ويصل إلى الناخبين غير الحزبيين، ومشجعي كرة القدم "الأولتراس" لأندية فناربخشه، وبشيكتاش وجالاتاساراي".
وتابع بفخر شديد "هؤلاء المشجعون يقفون خلف مرشحنا".
ووفق كورير، لا يوجد شك في حي كاديكوي في أن روابط مشجعي كرة القدم يقفون خلف أكرم أوغلو، حيث إن المنطقة هي معقل حزب الشعب، ويقع بالقرب منها ملعب فناربخشه.
وفي أروقة مقر حزب الشعب، لا يتوقف الحديث عن الانتخابات: "لقد سرقوا انتصارنا" هكذا صاحت امرأة شابة، يبدو على وجهها علامات الغضب من قرار اللجنة العليا للانتخابات الإثنين الماضي، إعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول الذي فاز بها أكرم أوغلو، بحجة أن عددا من المشرفين في مراكز الاقتراع موالون لحركة الداعية عبد الله غولن الذي يتهمه النظام التركي بالتورط في تنفيذ الانقلاب المزعوم في ١٥ يوليو/تموز ٢٠١٦.
وأضافت المرأة الشابة التي فضلت عدم ذكر اسمها "سنكون أقوياء في يونيو"، مضيفة "النساء بشكل خاص سيقبلون بكثافة على التصويت يوم ٢٣ يونيو/حزيران".
وتوقع أكرم أوغلو في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية نشرت اليوم، أن تتخطى نسب المشاركة في الانتخابات البلدية الجديدة نسب المشاركة في انتخابات ٣١ مارس/آذار التي ألغيت نتائجها.
ثورة لأجل الديمقراطية
وذكرت صحيفة كورير أن أكرم أوغلو أعاد الثقة لصفوف المعارضة بتحقيقه النصر على مرشح حزب العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، في انتخابات مارس/آذار الماضي.
وأضافت أن أكرم أوغلو والحركة الداعمة له يمثلان ثورة من أجل الديمقراطية في البلاد، ويقدم نفسه كبديل لأردوغان؛ فحينما يهين الأخير خصومه، يطالب المرشح لبلدية إسطنبول بالمصالحة الوطنية، وحينما يهدد الرئيس التركي أكرم أوغلو بشكل مباشر، يشدد الأخير على أنه لا مكان للتهميش السياسي في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسي إرسين كالايشوغلو قوله إن إمام أوغلو أكثر من مجرد مرشح لبلدية أسطنبول، مضيفا "لا يوافق العديد من سكان إسطنبول على الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع إمام أوغلو".
وتابع "باختصار، إمام أوغلو هو القائد الذي انتظره الناس طويلا".
ووفق كالايشوغلو، لم يجد حزب العدالة والتنمية أي وسيلة لكسر الزخم الذي يتمتع به إمام أوغلو، حيث جمع الأخير أصواتا من مؤيدي حزب الشعب التقليديين، وكذلك أصوات القوميين والأكراد.
وبينما تخوض المعارضة معركة إسطنبول في وحدة غير مسبوقة، يعاني العدالة والتنمية من تشققات إثر توجيه حليفي أردوغان القدامى عبد الله جول، وأحمد داوود أوغلو انتقادات حادة لقرار إعادة الانتخابات في المدينة.
والأمر لا يتوقف عن انتقادات جول وداوود أوغلو، حيث وصلت التشققات لقواعد الحزب، وينتظر أن يصوت العديد منها لإمام أوغلو في الانتخابات المقبلة، وفق الصحيفة ذاتها.
هل يتقبل أردوغان هزيمة جديدة؟
ويخشى الأتراك في إسطنبول أن يستخدم النظام وسائل غير عادلة مثل التزوير لإيقاف إمام أوغلو في الانتخابات، أو إلغاء الانتخابات مجددا في المدينة، إذا استشعر أردوغان أن حزبه سيخسر مجددا.
ونقلت كورير عن بائع للكتب في أحد أحياء إسطنبول رفض أيضا ذكر اسمه، قوله "أردوغان لا يريد التخلي عن إسطنبول؛ فميزانية المدينة الكبيرة مكنته من توزيع العقود والأموال على الشركات والجمعيات الموالية له".
ويضيف "النظام قد يلغي الانتخابات إذا شعر أنه سيخسر مجددا".
وفي المقابل، يرى إمام أوغلو أن أردوغان لن يقوم بأي مناورات أخرى إذا خسر مجددا، حيث قال لدير شبيجل اليوم "أعتقد أن أردوغان سيقر بالهزيمة في يونيو.. لن يكون أمامه خيارا آخر".
ويقوض خسارة إسطنبول بشكل نهائي، قدرة النظام التركي على توزيع الامتيازات على الأفراد والشركات المقربة من حزب العدالة والتنمية، إذ إن المدينة تساهم بثلث الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وتوظف نحو 100 ألف موظف، ما جعلها موقعا مثاليا لتوزيع المناصب والوظائف على أنصار الحزب الحاكم والمقربين منه، وفق صحيفة فرانكفورتر الغماينه الألمانية الخاصة.
كما أن ميزانية بلدية المدينة تبلغ 6 مليارات يورو، وكانت تتبرع بشكل دائم بأموال لصالح منظمات أهلية مقربة من العدالة والتنمية.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز