فساد أردوغان.. "منطقة محرمة" تبتلع المعارضين
يتفق معارضون أتراك على أن فساد النظام الحالي شبيه بـ"المنطقة المحرمة" التي تبتلع كل من يقترب منها أو يحاول استكشافها.
خط أحمر يجعل كل من يتجاوزه بكشف حيثياته يدخل قائمة المطلوبين من أنقرة، بتهم ملفقة تزج به وراء القضبان.
الادّعاء العام بمدينة إسطنبول، طالب الأربعاء، بحبس معارض لمدة تصل إلى 5 سنوات، لقيامه بتصوير منزل شيده فخر الدين آلطون، رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، على قطعة أرضٍ تابعة للأوقاف استولى عليها المسؤول.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، أصدرت النيابة العامة لائحة اتهام بحق سعات أوزتشاغداش، رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري المعارض بمنطقة أوسكودار بمدينة إسطنبول.
ومؤخرا، ذكرت تقارير إعلامية أن ألطون استولى على قطعة أرض تابعة للأوقاف التركية في واحد من أرقى أحياء إسطنبول، وذلك من خلال استغلال نفوذه ومنصبه وقربه من دائرة الحكم بقيادة رجب طيب أردوغان.
وأوضحت أن المسؤول الرئاسي استأجر أراض تابعة للأوقاف في حي "كوزجونجوك" بمنطقة "بوغازاجي" بـ"أوسكدار"، إحدى المناطق الراقية في إسطنبول، عن طريق مناقصة في 8 أبريل/نيسان الماضي.
ووفق المصادر نفسها، استأجر آلطون قطعة أرض بمساحة 241 مترًا مربعًا لمدة 10 سنوات، بدأت في 13 أبريل الماضي وتستمر حتى 12 من الشهر نفسه 2031، بمبلغ 31 ألف ليرة طوال مدة العقد، وهي القيمة التي لا تساوي إيجار شهر واحد في المنطقة.
وأضافت أن آلطون شيد جدارًا من الأحجار الخرسانية والأسلاك الشائكة، في المنطقة التي لم يتمكن السكان فيها من دق مسمار واحد، كما شيد منظرًا طبيعيًا فيه طرق ومواقد وشرفات.
تحقيق واتهام
لاحقا، بدأت النيابة العامة بالمدينة بالتحقيق مع المعارض المذكور قبل أن تصدر اليوم أصدرت لائحة الاتهام بحقه، وطالبت بسجنه لمدة تتراوح بين عامين و5 أعوام بتهمة "انتهاك سرية الحياة الخاصة".
وأثناء التحقيق معه، قال المعارض أوزتشاغداش إنه قام بالتقاط هذه الصور باعتبار أن المنطقة التي توجد فيها قطعة الأرض ضمن مسؤوليته كرئيس لفرع الشعب الجمهوري بها.
وتشير تقارير للمعارضة التركية إلى أن وجود أردوغان وحزبه على رأس السلطة منذ 18 عاما، سهل عملية نهب عائلته لأموال الشعب التركي، وتكوين ثروات طائلة، عبر صفقات تجارية مشبوهة، وبحماية أجهزة حكومة العدالة والتنمية.