ألم المرضى..جسر أردوغان للوصول إلى إسطنبول
لا يتورع رجال أردوغان في القيام بجميع المحاولات للفوز برئاسة بلدية إسطنبول، مستغلين دور العبادة والمناسبات الدينية ونجوم كرة القدم.
بعد المدارس والمساجد واللاعب الدولي مسعود أوزيل، لجأ حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى المتاجرة بمعاناة المرضى، من أجل الدعاية الانتخابية.
صحف محلية، بينها صحيفة "يورت"، ذكرت أن مجموعات تابعة لـ"العدالة والتنمية"، تقوم بتوزيع حقائب تحمل شعارات الحزب على المرضى في أقسام الطوارئ بالمستشفيات الحكومية في إسطنبول، مثل مستشفى السلطان بيلي الحكومي.
ووفق مقاطع فيديو التقطتها عدسات الكاميرات، أثارت المشاهد استياء وسخرية عارمتين في الآن نفسه، حيث ظهر القائمون على توزيع الحقائب وهم يتحدثون إلى مرضى عاجزين حتى عن الكلام، أو يئنون من شدة آلامهم، بل إن البعض رفع يده في إشارة لرفضه الحديث، فيما اكتفى البعض الآخر بنظرات الاستغراب والتعجب.
ومع ذلك، لم تنسحب "كتيبة" أردوغان التي بدا واضحا أن وجودها في أماكن مماثلة غير محبب بالمرة، وأصر أفرادها على الترويج لمرشح أردوغان في انتخابات الإعادة بإسطنبول، بن علي يلدريم، كما طالبوا المرضى بالتصويت له ضد أكرم أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري.
منافسة غير شريفة
مواقع تابعة للمعارضة التركية وصفت ممارسات أردوغان بـ"غير الشريفة"، مشيرة أن الأخير اعتاد على التزوير ومخالفة القانون، في دولة يحكمها رئيس مستبد، وحزب يحتكر الحديث باسم الإسلام، ويخون كل من يعارضه أو يفضح فساد رئيسه.
وحسب الصحيفة التركية، فإن الحقائب التي جرى توزيعها على مرضى كانوا ينتظرون فحصهم الطبي، تضم عصيرا وكعكا، لافتة إلى أن ذلك الترويج غير القانوني لمرشح أردوغان جرى بعلم من إدارات المستشفيات التي تواطأت مع ممارسات الرئيس التركي، وإن قد يكون البعض منها مجبرا على ذلك، طالما أن لا خيار أمامها سوى الإذعان.
وسخرت الصحيفة من استغلال «العدالة والتنمية» معاناة الناس ومرضهم لاستجداء أصواتهم في انتخابات الإعادة بإسطنبول، مستخدما نفوذه بالمدينة التي يستميت من أجل منع المعارضة من الفوز بها مرة أخرى، عقب هزيمته المدوية في اقتراع 31 مارس/آذار الماضي.
حملة انتخابية «بلا معايير».. هكذا وصف إعلام المعارضة ممارسات أردوغان وحزبه، لافتة إلى أن الرئيس التركي دأب على تسخير مؤسسات الدولة ودور العبادة وحاجة الفقراء والمرضى، في الدعاية لتحقيق مآربه السياسية، ووبلوغه مراده، يتنصل من هؤلاء الذين منحوه أصواتهم.
إسطنبول.. دجاجة أردوغان الذهبية
رغم أن حزب أردوغان تكبد خسارة مذلة في كبرى مدن البلاد، من ذلك العاصمة الإدارية أنقرة إضافة إلى إزمير وغيرها، إلا أن هزيمته في إسطنبول شكلت الصدمة التي أثارت جنون الرئيس التركي، والضربة القاضية التي جعلته يكشف عن أوراق دكتاتوريته دفعة واحدة.
فإسطنبول التي تكتسي رمزية تاريخية ومركزا اقتصاديا، لها مكانة خاصة لدى الأتراك، ولدى أردوغان بشكل خاص، باعتبارها المدينة التي ترأس بلديتها لمدة طويلة، حيث استحوذ عليها حزب العدالة والتنمية لنحو ربع قرن، وبنى فيها إمبراطورية فساده المستمرة حتى اليوم.
ولذلك، فإن فوز المعارضة بإسطنبول كان إحدى الضربات القاصمة بقلب أردوغان؛ لأن ضياعها منه يعني انكشاف ملفات الفساد فيها، وهذا ما يفسر تشبث أردوغان الغريب بهذه المدينة.
ولا يتورع رجال الرئيس التركي وأعضاء حزبه عن القيام بجميع المحاولات للفوز برئاسة البلدية، مستغلين دور العبادة والمناسبات الدينية ونجوم كرة القدم، للنزول بثقلهم عبر سياسات الترغيب والترهيب، من أجل استعادة المدينة، في وقت تشير فيه جميع المعطيات الأولية إلى فوز المعارضة مرة أخرى.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز