زعيم المعارضة التركية: أردوغان فقد السيطرة وسأقاضيه
قال زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، الأربعاء، إن الرئيس، رجب طيب أردوغان "فقد السيطرة"، معلنا تحريك دعوى قضائية ضده.
جاء ذلك في مقطع فيديو مصور نشره قليجدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، ردًا على سب أردوغان له ووصفه بـ"غير المهذب"‘ في وقت سابق الأربعاء.
وكان أردوغان شن في وقت سابق اليوم، هجوما على زعيم المعارضة على خلفية قيام الأخير بتحميله مسؤولية مقتل 13 تركيا بينهم جنود في الجيش في منقطة "قاره" شمالي العراق، الأحد الماضي، كانوا محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني منذ عدة سنوات.
لكن قليجدار أوغلو رد سريعا على أردوغان، وقال في المقطع المصور "الأخلاق بالنسبة للإنسان أهم من الملابس"، مضيفًا "اليوم أردوغان قام بإهانتي، ولأنه فقد السيطرة، لم يشعر بحرج عندما وصفني بغير المهذب؛ لكن لماذا يقول ذلك؟ لأنني أدافع عن حقوق القتلى من الجنود!".
وتابع "أؤكد أنني سأواصل دفاعي ذلك"، مضيفا "لقد وجهت لأردوغان من قبل 5 أسئلة باسم أهالي الضحايا، وطلبت منه الإجابة عليها؛ على الأقل ليعلم الرأي العام حقيقة ما جرى بخصوص مقتل هؤلاء الجنود".
وأضاف موجهًا حديثه لأردوغان "ولكنك تركت كل هذا وقمت بسبي؛ فبأي مبرر تفعل ذلك؟ أنت تترك القضية الأهم وتذهب إلى استعراض إعلامي ومهاترات".
كما أعلن قليجدار أوغلو، تحريك دعوى تعويض ضد أردوغان، بقيمة 5 قروش فقط، على خلفية إهانته له.
الأسئلة الخمسة
والثلاثاء، وجه قليجدار أوغلو، أسئلة لأردوغان، وهي: «لقد كنتَ تتفاخر بصداقتك ل"دونالد" ترامب "الرئيس الأمريكي السابق" على مدار سنوات. فلماذا لم تستخدم صداقتك لإنقاذ أبنائنا من التنظيم الإرهابي؟".
وتابع "ماذا فعلت منذ 2015 لإنقاذ أطفال البلاد من سيطرة المنظمات الإرهابية؟ ولماذا لم تطلب من عبد الله أوجلان – الزعيم الروحي لحزب العمال الكردستاني - خطابًا رسميًا للإفراج عن الجنود المحتجزين، مثلما طلبتَ منه مساعدتك في انتخابات إسطنبول، أم أن انتخابات إسطنبول كانت أغلى من حياة جنودنا؟!.
واستطرد قائلا "وسبق أن أعلنت أن هذه العملية "عملية تركية في شمال العراق" أطلقت لتحرير هؤلاء الجنود؛ لكنكم فشلتم في ذلك، فمن سيتحمل هذا الفشل؟"، مضيفًا "سبق وأن كان لعدد من المنظمات الحقوقية دور في حوادث مشابهة، فهل خطر ببالك ولو لمرة أن تطالب هذه المنظمات بالتدخل لإنقاذ أرواح الجنود؟".
أردوغان قاتل
وبدأت قصة الأتراك القتلى الأربعاء الماضي، حين أعلنت وزارة الدفاع التركية إطلاق عملية "مخلب النسر 2" في منطقة "قاره" شمالي العراق، استكمالاً للعمليات التي بدأها نظام أردوغان في يونيو/حزيران 2020، في عدوان أثار غضب بغداد وقتها، ودفعها لاستدعاء السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاجية.
ورغم احتجاج بغداد المستمر، لم يكترث أردوغان واستمر في توسيع نطاق عملياته العسكرية بعمق يصل لأكثر من 150 كليومترا داخل الأراضي العراقية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار مادية في الممتلكات.
والأحد الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي، العثور على 13 من جنودها مقتولين في أحد المغارات بمنطقة قاره العراقية، وحملت حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتلهم، وهي الرواية التي شككت فيها أحزاب المعارضة، لا سيما أن وزارة الدفاع وصفت القتلى في البداية بأنهم "مدنيين" قبل أن تتراجع وتصفهم بـ"الجنود".
وأثارت انتقادات المعارضة حفيظة النظام الحاكم الذي رد باعتقال مئات الأكراد، والتحقيق مع نائبين بالبرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، جراء كشفهما تقاعس النظام عن إنقاذ الجنود، إثر رفضه التفاوض، وترجيحه التدخل العسكري لحل القضية الكردية.
كما أن الحزب الحاكم سرعان ما بادر ببيانات حمل فيها كذلك حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المسؤولية، معتبرًا أنه "دميه سياسية" في يد حزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.
والأحد، كشف مركز الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، تورط الحكومة التركية في حادث مقتل الجنود الأتراك.
وأوضح المركز أن الجيش التركي ضرب جنوده الأسرى جوًا وبرًا، في العملية العسكرية التي بدأها في شمال العراق الأربعاء الماضي، مضيفا "تعرض الجنود الأتراك لأول ضربة جوية فجر 10 فبراير، رغم علم القيادة العسكرية التركية بوجود جنود أتراك أسرى في تلك المنطقة.
وتشن تركيا هجمات متكررة على شمال العراق بزعم استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن عملياتها غالبا ما تسقط ضحايا مدنيين.
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز