المعارضة التركية عن "قناة إسطنبول": ننزلق نحو الأسوأ
حذر أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، من الاستثمار في مشروع قناة إسطنبول الذي يصر النظام على تنفيذه رغم أضراره.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها إمام أوغلو، المنتمي للشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الأحد، خلال مشاركته بفعالية لحزبه، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وطالب المعارض المذكور "كل من يفكر في استثمار أمواله في المشروع بإعادة التفكير مرة أخرى"، مضيفًا: "أقترح على كل عقل ينوي المشاركة في القيام بهذا العمل، أن يجلس ويفكر ألف مرة لأنه بعد عامين، لن يتعامل معهم أحد باسم الوطن، قانونيًا أو وجدانيًا".
وأضاف إمام أوغلو: "لا أرى أي جدوى لهذا المشروع، سوى جني المال على حساب البيئة وصحة المواطنين، هذه المدينة التي تعاني في الأساس من مشاكل ضخمة كالتلوث، والفقر، والتضخم".
وسبق أن وصف إمام أوغلو المشروع بأنه "خيانة لإسطنبول" و"مشروع اغتيال" ويعد بأنَّ "16 مليون مواطن سيعارضون" .
بدوره، قال علي باباجان، رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض، إن بلاده يمكن أن تتجنب أزمات المزارعين والقطاع الزراعي، إذا ما وجهت الحكومة، أموال الشعب لحلها، بدلًا من توجيهها لقناة إسطنبول.
وأوضح نائب رئيس الوزراء الأسبق، في تصريحات صحفية، أن "من صوتوا لحزب العدالة والتنمية، أصيبوا باليأس مما آلت إليه الأمور من تراجع على كافة الأصعدة، في وقت بات فيه الساسة يعملون مع زعماء المافيا".
وأشار أنه "من أبرز مؤشرات هذا التراجع عودة الدخل القومي لما كان عليه قبل 14 عامًا؛ وهذا بالطبع مرده إلى سوء إدارة البلاد".
وأكد أن "كل البلاد تتطور إلا تركيا فهي تنزلق نحو الأسوأ"، متابعًا "ولا شك أن ثراء الدولة لا يعني إثراء عدة أشخاص فقط".
إصرار رغم المخاطر
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.
لكن مثل غيرها من مشروعات البنية التحتية الكبرى التي جرى الاضطلاع بها خلال حكم أردوغان المستمر منذ 18 عاما، تثير القناة انتقادات واسعة بسبب أضرارها البالغة على البيئية، وتلويثها لموارد المياه العذبة حول المدينة.
وفي مايو/أيار 2018 أصدر اتحاد الغرف التركية للمهندسين، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسيتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة "كوتشوك شكجمة"، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.
ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصًا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.
ونبه الاتحاد إلى أن القناة ستدمر حوضين يزودان قرابة ثلث إسطنبول بالمياه العذبة، وستزيد ملوحة المياه الجوفية، مما سيؤثر على الأراضي الزراعية، وصولاً إلى منطقة تراقيا المجاورة، فضلا عن أن مشروع القناة سيزيد أيضاً مستويات الأكسجين في البحر الأسود، وسيؤثر بالسلب على الحياة البرية.
خبراء البيئة أكدوا أيضا أن بناء 3 مجموعات من الجزر الصناعية قبالة الساحل في بحر مرمرة، باستخدام الأتربة التي سيتم استخراجها من عمليات الحفر، ستسبب تلوثا بيئيا كبيرا.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg جزيرة ام اند امز