إنهاء حقبة أردوغان.. المعارضة: بات مكلفا والحل الخلاص منه
كلفة خيالية لحماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تثقل خزينة الدولة في ظل أزمة اقتصادية طاحنة أغرقت معظم الأتراك تحت خط الفقر.
بذخ يحيط به أردوغان نفسه، وحماية تتجاوز المعمول به، يفجر الاستياء في تركيا، ويفاقم من غضب المعارضة التي تعتبر أن الرئيس بات مكلفا لخزينة الدولة، وأن لا حل سوى بالخلاص منه.
تصريحات جاءت على لسان أنغين ألطاي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.
وقال ألطاق في تصريحاته إن "شعب تركيا في مواجهة مباشرة مع إسراف متزايد وغير محدود للرئيس أردوغان".
ويأتي موقف ألطاي غداة كشف تقارير إعلامية عن إنفاق الخزينة العامة للبلاد 263 مليون ليرة (ما يعادل حوالي 35 مليون دولار) في 2020 لحماية الرئيس.
وتابع ألطاي قائلا: "هذه الدولة تنفق الأموال فقط لحماية الرئيس. لا تخف يا أردوغان لقد ولت أيام الانقلاب. نحن نحمي حياتك. أود أن أقول أيضًا ممتلكاته، لكن لا يمكنني أن أقول ممتلكاته لأننا سنطلب حساب الممتلكات، لكننا نحمي حياته. قصور الصيف، قصور الشتاء .. هؤلاء هم أبطال الهدر والإسراف”.
وأشار النائب التركي إلى أن الإنفاق اليومي للمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة يبلغ 10 ملايين ليرة، مؤكدا أن تركيا هي الدولة التي تضم أغلى رئيس في العالم، حيث لا توجد دولة تستخدم رئيسًا أكثر تكلفة.
وأفاد ألطاي بأن أردوغان يأتي إلى البرلمان ومعه 110 سيارات وطائرتا هليكوبتر لسب المعارضة.
واستطرد متهكمًا: "رئيسنا غالٍ ومكلف. لا يمكنك إنقاذ السفينة الغارقة من خلال سرد قصة خيالية. لا يمكنك إنقاذ السفينة الغارقة مع قصة خيالية لخطة عمل حقوق الإنسان (أعلن عنها أردوغان الثلاثاء) كيف ننجو. هناك وصفة واحدة فقط للخلاص. هي التخلص من أردوغان نفسه”.
بذخ أردوغان أمر معتاد
ولا تعتبر مسألة بذخ أردوغان ونظامه أمرا جديدا، إذ سبق وأن قدم معارض تركي استجوابًا للبرلمان، في سبتمبر/أيلول الماضي، حول إنفاق حكومة حزب العدالة والتنمية 13 مليون دولار خلال فترة أزمة وباء فيروس كورونا المستجد، على 16 طائرة تستخدمها رئاسة الجمهورية.
وقال مورسَلْ آلبان، النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، الذي قدم الاستجواب إنه "تم إنفاق 13 مليون دولار على طائرات رئاسة الجمهورية خلال فترة جائحة كورونا، مع العلم أنها لم تقلع سوى 6 مرات فقط خلال تلك الفترة، وكانت عبارة عن 5 رحلات داخلية، وواحدة فقط خارجية".
ما ذكره النائب المعارض بخصوص بذخ نظام أردوغان دأب عليه المواطنون الأتراك، ففي الشهر نفسه، كشفت معطيات صادرة عن وزارة الخزانة والمالية، أن تكلفة استئجار الحكومة للسيارات بلغت خلال آخر 22 شهرًا، مليار ليرة.
وخلال العشر سنوات الأخيرة، أنفقت حكومة العدالة والتنمية في تركيا 3.6 مليار ليرة من خزانة الدولة على استئجار السيارات، وفق المصدر نفسه.
جدير بالذكر أن الرأي العام التركي دأب، خلال السنوات الأخيرة، على سماع حقائق مذهلة عن فساد نظام أردوغان ورجاله، فهم من جهة يطالبون الشعب بالتقشف للتغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية، ومن جهة أخرى يعيشون حياتهم وذويهم حياة الملوك والسلاطين، وعلى رأسهم الرئيس.
وفي وقت سابق، صدر تقرير رقابي عن ديوان المحاسبة التركي، كشف فسادا مهولا في جميع المؤسسات، وإدارات البلديات التركية التابعة لحزب أردوغان، تضمنت رشوة ومحسوبية وكسباً غير مشروع.
وأوضح التقرير أن المجاملات ومحاباة الأصدقاء والأقارب في التوظيف تفشت في تلك المؤسسات والبلديات، كما رصد أشكالاً عديدة من أساليب الكسب غير المشروع، ومخالفة القانون الذي تحول إلى ممارسة معتادة في البلديات.
وتأتي هذه النفقات في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة، وظروف معيشية صعبة للغاية يمر بها المواطنون وصلت درجة بحثهم عن بقايا الطعام في حاويات القمامة
وتأتي أيضا رغم أن الرئيس أردوغان نفسه لا يفوت أي مناسبة إلا ويخرج مطالبًا المواطنين بتحمل فشله الاقتصادي بعد أن عجز عن إيجاد مخرج من الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها بسياساته الخاطئة.
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز