أردوغان على وشك التضحية بصهره لمنع تصدع حزبه
صحيفة "برغون" المعارضة تؤكد أن "أردوغان سيضحي بصهره وزير الخزانة والمالية في أول تعديل وزاري؛ لتهدئة الرأي العام المنتفض ضده"
كشفت صحيفة تركية، السبت، أن أيام وزير الخزانة والمالية برأت ألبيرق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، باتت معدودة داخل الحكومة.
- صهر أردوغان.. مهندس انهيار الاقتصاد التركي
- أزمات الاقتصاد التركي تهبط بقطاع الصناعات التحويلية لمستوى متشائم
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة أن "أردوغان سيضحي به في أول تعديل وزاري؛ لتهدئة الرأي العام المنتفض بسبب الأداء الاقتصادي الهزيل لنظام الرئيس وحكومته".
وأضاف نقلا عن مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية أن "أردوغان شطب على اسم صهره ألبيرق كوزير للخزانة والمالية، ويقوم حاليا بالبحث عن اسم جديد لخلافته في الوزارة".
أوضحت الصحيفة كذلك أن "أردوغان لم تعد أمامه أي مبررات للإبقاء على ألبيرق في المنصب أكثر من ذلك بعدما أبقى عليه كثيرا خلال الفترة الماضية رغم ردود الأفعال الرافضة له سواء داخل الحزب أو في صفوف الأتراك".
وشددت الصحيفة على أنه "لم يتم الاستقرار بعد على الاسم الجديد الذي من المنتظر أن يحمل حقيبة الخزانة والمالية خلفا لصهر الرئيس"، مشيرة إلى أن "أردوغان يجري مشاورات في هذا الصدد مع أسماء مقربة منه للاستقرار على خليفة لألبيرق".
مصدر من داخل الحزب، رفض الكشف عن هويته، قال إن: "إقالة ألبيرق من منصبه مجرد خطوة مناورة يلجأ إليها أردوغان من أجل تهدئة الأوضاع داخل الحزب، وللحيلولة دون حدوث انشقاقات جديدة في صفوفه تسعى للانضمام إلى الحزب الجديد الذي يسعى كل من الرئيس السابق عبدالله جول ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان لتأسيسه".
كما أوضح المصدر ذاته أن حزب العدالة والتنمية لم يتعافَ بعد من الصدمة التي تعرض لها بعد خسارته عددا من البلدات الكبرى في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي، وكذلك جولة الإعادة بمدينة إسطنبول يوم 23 يونيو/حزيران التي خسر فيها بلدية المدينة.
الصحيفة ذكرت أن الثقة بالاقتصاد التركي انخفضت لأدنى مستوياتها خلال تولي ألبيرق حقيبة الخزانة والمالية، كما أن العملة المحلية "الليرة" فقدت كثيرا من قيمتها أمام العملات الأجنبية الأخرى لا سيما الدولار واليورو.
ولفتت كذلك إلى "نظام أردوغان دأب على مغالطة الحقائق والتهرب من مسؤولية فشله اقتصاديا أمام الرأي العام، إذ دأب النظام على اعتبار أن تقلبات سعر الصرف مرجعها إلى تلاعبات ومؤامرات خارجية".
واستطردت قائلة: "من أهم العوامل التي أدت إلى فقد الليرة التركية قيمتها انخفاض الإنتاج وارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير".
وفي 23 يوليو/تموز الماضي، كشفت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسات بحثية تركية حصول الوزير ألبيرق على لقب "الأكثر فشلا" في الحكومة.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، آنذاك، أجرت الاستطلاع مؤسسة "بيار" للأبحاث حول نظرة الأتراك للحكومة.
وبحسب نتائج الاستطلاع حصل الوزير ألبيرق على لقب "الأكثر فشلا" بنسبة 88.2% من أصوات المشاركين في الاستطلاع مقابل 2.1% فقط رأوا أنه "موفق" و9.3% قالوا إنه ليست لديهم فكرة.
يذكر أن المشهد السياسي التركي يشهد حالة من الارتباك في الوقت الحالي، بسبب انشقاق وزير الاقتصاد السابق علي باباجان عن حزب العدالة وانتقاده سياساته ومبادئه والإعلان عن تحركه لتأسيس حزب جديد بالتعاون مع رموز سياسية أخرى.
كما يسعى داود أوغلو لتأسيس حزب جديد مع المنشقين المحتملين عن حزب العدالة والتنمية.
وقدم باباجان، الإثنين 8 يوليو/تموز الجاري، استقالته رسميا من "العدالة والتنمية"، في خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني من انشقاقات متتالية؛ اعتراضا على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية مؤخرا نية 40 برلمانيا منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد.
وسارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، الأربعاء 10 يوليو/حزيران، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة.
ويعتزم 40 نائبا من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية الانضمام لحزب نائب رئيس وزراء تركيا السابق الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبدالله جول، وفقا لتقارير صحيفة محلية.
ويسعى كل من باباجان والرئيس السابق عبدالله جول منذ 3 أشهر تقريبا، لإقناع نواب العدالة والتنمية بالانضمام لحزبهما الجديد.
ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية، اتجاههم لهذه الخطوة، إلى إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg
جزيرة ام اند امز