"خديعة كبرى".. أردوغان يراوغ أوروبا بـ"أوروتش"
وزير الخارجية التركي يقول إن أردوغان أبلغ ميركل بأن عودة السفينة أوروتش للصيانة لا تعني انتهاء عملياتها بشرق المتوسط
عادت تركيا من جديد للمراوغة وممارسة الاستفزاز ضد دول منطقة شرق البحر المتوسط، بإعلانها أن سفينة المسح التركية (أوروتش) لم تنه عملياتها في المنطقة؛ بل عادت للصيانة فقط.
وكانت السفينة، عادت يوم الأحد الماضي، إلى مياه قريبة من ميناء أنطاليا بجنوب تركيا، حيث اعتبر البعض أنها خطوة للتهدئة.
ووصفت اليونان تلك الخطوة بأنها "إيجابية" واعتبرتها أنها أولى لتخفيف حدة التوتر بسبب النزاع على الموارد الطبيعية البحرية في شرق المتوسط.
أما قبرص، فوصف وزير خارجيتها نيكوس خريستوذوليديس، ذلك بأنه "خطوة نحو الاتجاه الصحيح".
خدعة تركية
لكن خديعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأوروبا مستمرة بعد حديث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء.
وقال وزير الخارجية التركي إن أردوغان أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أثناء اتصال عبر الفيديو اليوم الأربعاء، بأن عودة سفينة المسح التركية (أوروتش) للصيانة لا تعني أن عملياتها في منطقة شرق المتوسط قد انتهت.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع محطة "سي.إن.إن ترك" إن صيانة السفينة قد تستغرق "بضعة أسابيع" طبقا لما ذكرته وزارة الطاقة.
وبحسب وكالة أنباء رويترز فإن جاويش أوغلو أكد أنه "فور انتهاء الصيانة سنواصل عملياتنا بكل عزم وتصميم".
وكانت تركيا تراجعت الأحد الماضي عن مواصلة التنقيب على الغاز في شرق البحر المتوسط، زاعمة دعوتها للحوار.
هذا التراجع جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، حيث قال إنه من الممكن حل المشاكل سلميًا في شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن الطرق القائمة على الإنصاف والعقلانية ستقدم مساهمة بناءة.
وزعم قالن في تغريدته، غداة انسحاب سفينة الأبحاث والتنقيب التركية أن "تركيا لا تضع أعينها على أراضي أحد، ولكنها مصممة على عدم السماح لأي شخص بالمساس بحقوقها".
وبالتزامن مع ذلك دعا وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الأحد أيضاً، إلى فتح قنوات تفاوض وحوار مع اليونان.
وقال آكار، في تصريحات صحفية، إنه:"علينا فتح قنوات الحوار وبدء المفاوضات مع اليونان"، زاعما أن اليونان قامت بـ"تسليح 18 جزيرة في بحر إيجه بشكل يتنافى مع القانون الدولي".
وتابع: "نحن إلى جانب العثور على حلول سياسية لمشكلاتنا عبر الحوار والتفاوض، وفي هذا الإطار، نحن ندعم كافة أنواع المبادرات".
الضغوط الدولية
عودة سفينة الأبحاث التركية (أوروتش) إلى ميناء أنطاليا، جاءت امتثالًا لقرارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد تحركات تركيا بالمنطقة خلال الفترة الأخيرة.
كما أن انسحاب السفينة جاء كذلك بعد تهديدات الناتو والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة، ودعم أمريكي لقبرص.
والأربعاء، حذر شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي "أردوغان" من أن أوروبا لن تترك قبرص وحيدة في مواجهة أطماع تركيا وستدافع عنها بكل حزم وقوة.
وأعرب ميشال، خلال زيارته إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، عن التزام الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن حقوق قبرص في خلافها مع تركيا حول حقوق التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.
وقال للصحفيين بعد لقاء مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس: "الاتحاد الأوروبي متضامن مع قبرص التي تواجه وضعا خطيرا. لذلك قررنا الدعوة إلى قمة حول العلاقات مع تركيا".
وتابع:"علينا أن نكون حازمين جدا حين يتعلق الأمر بالدفاع عن حقوق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما فيها قبرص".
والسبت الماضي، أعربت واشنطن عن قلقها إزاء الأنشطة التركية التي تثير التوتر في شرق البحر المتوسط، في موقف لاقى ترحيب قبرص التي طالبت بوقف الأنشطة غير القانونية لأنقرة.
الموقف الأمريكي الجديد أعلنه وزير الخارجية مايك بومبيو بعد اجتماعه مع رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس ووزير الخارجية نيكوس خريستودوليدس، في نيقوسيا.
وقال بومبيو إن بلاده ما زالت تشعر "بقلق عميق" تجاه عمليات الاستكشاف عن الغاز التي تقوم بها تركيا "في مناطق تؤكد اليونان وقبرص أنها تخضع لسلطتها في شرق المتوسط".
وفي 10 أغسطس/آب الماضي، أرسلت تركيا سفينة الاستكشاف "أوروتش" للتنقيب في المياه بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، في خطوة أثارت غضب أثينا والاتحاد الأوروبي، وسط تنديد دولي واسع بالعداء التركي المتنامي بالمنطقة.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز