مسؤول استخبارات تركي سابق: "مخلب أردوغان" أودى بحياة أبرياء
انتقد مسؤول استخباراتي تركي سابق؛ العملية العسكرية "مخلب النسر" التي أطلقها رجب طيب أردوغان، مؤكدا أنها أودت بحياة أبرياء.
وأكد جود أونش النائب السابق لرئيس جهاز الاستخبارات التركي، أن الطريقة التي أدار بها النظام العملية العسكرية الأخيرة؛ ضد حزب العمال الكردستاني، شمالي العراق، أسفرت عن مقتل 13 جنديًا كانوا محتجزين ضد الحزب المذكور.
ووصف أونَشْ في تصريحات أدلى بها للنسخة التركية من صحيفة "الإندبندنت"، الخميس، العملية بـ"الفاشلة"، مضيفًا "نحن أمام وضع غامض وغير شفاف. هل كانت العملية العسكرية عملية تحرير وإنقاذ للمختطفين أم أنها عملية عسكرية عامة تستهدف الأماكن التي ينشط بها العمال الكردستاني؟".
ولفت إلى أن "تصريحات المسؤولين تشير أنها كانت عملية إنقاذ رهائن من قبضة العمال الكردستاني بمنطقة قاره شمالي العراق، لكن المشكلة أن العمليات يجب تنفذ بشكل سري لا يعرفها أحد، خاصة المنظمة المستهدفة".
وأوضح أونَشْ" أن "عملية تحرير الأسرى عملية حساسة ولا تنفذها سوى الفرق المخضرمة في هذا المجال وعبر إجراءات خاصة بطريقة لا يمكن أن يشعر بها التنظيم الذي يشكل خطرا، فحياة الأسرى الذين سيتم تحريرهم تشكل الأولوية في مثل هذه العمليات”.
وأشار إلى أن "المسؤولين الأتراك ألمحوا إلى هذه العملية قبل انطلاقها، ما أعطى انطباعا يتيح للعمال الكردستاني اتخاذ إجراءات مضادة"، قائلا: “الرئيس (أردوغان) بنفسه تحدث عن زفه بشرى للمجتمع التركي قبل بدء العملية العسكرية".
ويوم انطلاق العملية في 10 فبراير/شباط الجاري، كان أردوغان قد أعلن أن لديه بشرى سارة سيعلن عنها قريبًا، وهي إطلاق سراح الجنود؛ ليعلن فيما بعد عن القضاء على معسكر تابع لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى مقتل الجنود الـ13.
وأردف "أونش" قائلا: "هذا يعني أن السلطات التركية كشفت عن معلومات زادت من يقظة العمال الكردستاني ودفعته إلى اتخاذ إجراءات احترازية جديدة”.
وشدد على أن "الظروف الراهنة كانت لا تتطلب القيام بهذه العملية لتحرير الأسرى، وكان لا ينبغي التفكير في هذا الخيار مطلقًا".
وأعرب "أونش" عن انتقاده لعدم شفافية نظام أردوغان حيال تفاصيل العملية، مضيفًا "جميع الخبراء يواجهون صعوبة في التعليق على الأمر نظرا لعدم امتلاكهم معلومات شفافة عن الواقعة".
أردوغان قاتل
وبدأت قصة الأتراك القتلى الأربعاء 10 فبراير الجاري، حين أعلنت وزارة الدفاع في أنقرة إطلاق عملية "مخلب النسر 2" في منطقة "قاره" شمالي العراق، استكمالاً للعمليات التي بدأها نظام أردوغان في يونيو/حزيران 2020، في عدوان أثار غضب بغداد وقتها، ودفعها لاستدعاء السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاجية.
ورغم احتجاج بغداد المستمر، لم يكترث أردوغان واستمر في توسيع نطاق عملياته العسكرية بعمق يصل لأكثر من 150 كليومترا داخل الأراضي العراقية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار مادية في الممتلكات.
والأحد الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي، العثور على 13 من جنودها مقتولين في أحد الكهوف بمنطقة قاره ، وحملت حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتلهم، وهي الرواية التي شككت فيها أحزاب المعارضة، لا سيما أن وزارة الدفاع وصفت القتلى في البداية بأنهم "مدنيون" قبل أن تتراجع وتصفهم بـ"الجنود".
وتشن تركيا هجمات متكررة على شمال العراق بزعم استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن عملياتها غالبا ما تسقط ضحايا مدنيين.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز