خبير نمساوي: أردوغان سبب أساسي للأزمة الإنسانية بشمال سوريا
تركيا فتحت الحدود أمام اللاجئين للعبور إلى اليونان في انتهاك واضح لاتفاق اللجوء الموقع بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في ٢٠١٦
وسط حالة من الشد والجذب بين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأوروبا بشأن أزمة اللاجئين ومحاولات أنقرة المستمرة للضغط على دول الاتحاد الأوروبي بورقة عبورهم، تظهر حقيقة دور أنقرة في الأزمة الإنسانية بشمال سوريا.
ورأى المؤرخ والكاتب النمساوي هايكو هاينش أن أردوغان سبب أساسي في الأزمة الانسانية بشمال سوريا، وجزء من مشكلة هروب اللاجئين السوريين إلى تركيا.
وأوضح هاينش، في تصريحات لصحيفة "كرونه" النمساوية "خاصة"، أن تركيا متورطة في هذه الأزمة الإنسانية بسبب عدوانها على شمال سوريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعمليتها العسكرية الراهنة في إدلب السورية، ودعمها الإرهابيين.
وأشار إلى أنه لا يتفهم حديث أردوغان عن أزمة إنسانية أسهم هو فيها بشكل أساسي، مضيفا: "خلق الرئيس التركي الأزمة الإنسانية ولا يريد التعاطي معها وحلها".
وتابع القول: "في الواقع، لا يهتم أردوغان بشكل أساسي بالمناطق العازلة في شمال سوريا أو اللاجئين، وأي شخص لاحظ صعوده إلى السلطة يعرف أنه يحلم حلما عثمانيا كبيرا"، مضيفا: "شمال سوريا وأجزاء من شمال العراق جزء من هذا الحلم".
بدوره، قال الخبير السياسي مايكل زينكانيل، للصحيفة ذاتها: "اتفاق اللاجئين الموقع مع تركيا كان بمثابة عملية ترقيع ومحكوم عليه بالفشل منذ توقيعه"، مضيفا: "أردوغان ليس شخصا يمكنك عقد اتفاقات طويلة الأمد معه".
وأردف: "يحاول أردوغان الآن ابتزاز أوروبا بقضية اللاجئين من أجل الحصول على مساعدات مالية واقتصادية وعسكرية، إلى جانب دعم سياسي لمقامرته في إدلب".
وقبل أيام، فتحت تركيا الحدود أمام اللاجئين للعبور إلى اليونان، في انتهاك واضح لاتفاق اللاجئين الموقع بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في ٢٠١٦، ويهدف للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا بشكل غير شرعي، مقابل منح تركيا ٦ مليارات يورو لتوفير الحاجات الأساسية للاجئين على أراضيها.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الجمعة، أنّ الاتّفاق بين الاتّحاد الأوروبي وتركيا الذي أدّى منذ عام 2016 إلى الحدّ من الهجرة إلى أوروبا بات "مَيتا".
يحاول أردوغان من خلال فتح الحدود جر أوروبا إلى مستنقع الحرب السورية، حيث يسعى للحصول على تأييد أوروبي لعملياته العسكرية شمالي سوريا، خصوصا في إدلب، كما أنه يريد من جهة أخرى الحصول على مزيد من الأموال من أوروبا.
ولا تعدّ هذه المرة الأولى التي يبتز فيها أردوغان أوروبا عبر ورقة اللاجئين، حيث سبق أن استخدمها في العديد من المناسبات، وتحديدا كلما أراد إجبار بلدان القارة العجوز على الاصطفاف وراءه في حروبه الخارجية سواء في سوريا أو ليبيا.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز