أردوغان يهرب من هزائم إدلب بورقة اللاجئين.. وإعلامه يبتز أوروبا
أردوغان هدد بتصدير عناصر التنظيمات الإرهابية التي يؤويها في بلاده منذ فترة طويلة ويقدم لها الدعم المالي واللوجستي
عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستخدام ورقة اللاجئين السوريين للتغطية على هزائمه في إدلب، في مسعى للضغط على أوروبا للتدخل ووقف نزيف الدم والمال في بلاده.
وفي كلمة له اليوم السبت، بثها التلفزيون التركي، هدد أردوغان بتصدير عناصر التنظيمات الإرهابية التي يؤويها في بلاده منذ فترة طويلة ويقدم لها الدعم المالي واللوجستي.
وقال الرئيس التركي، بشكل واضح، إنه قرر فتح باب الهجرة إلى أوروبا أمام من يريد، وإنه لن يغلق حدوده أمام طالبي الهجرة، مضيفا أنه سمح أمس فقط بمرور 18 ألف مهاجر إلى دول أوروبا المجاورة لبلاده.
ونشرت وسائل إعلام تركية، منذ مساء الجمعة، خريطة توضيحية للطرق التي يمكن للاجئين في تركيا الذين يبلغ عددهم ٤ ملايين الوصول بها إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى.
وتفاعل الآلاف من رواد التواصل الاجتماعي مع الخريطة التفاعلية، مبدين استغرابهم من القرار المفاجئ، فيما أبدى البعض مخاوفه من استخدام هذه الطرق على وجه الخصوص خاصة مع شعورهم بأن القرار وليد الابتزاز وليس لمصلحتهم.
ورغم أن الخريطة التي نشرتها وسائل الإعلام التركية تتعلق بطرق الهجرة إلى عدة دول أوروبية جاء عنوانها الأبرز "الطريق إلى فرنسا"، وهو ما فسّره مراقبون باعتباره جزءا من التوتر بين باريس وأنقرة.
وكان منسوب التوتر بين باريس وأنقرة قد تصاعد على خلفية انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعدوان التركي على شمال سوريا واستهدافه قوات سوريا الديمقراطية التي كانت رأس حربة تحالف دولي للحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وتطور السجال بين ماكرون وأردوغان إلى تلاسن، حيث وصف الرئيس التركي نظيره الفرنسي بـ"المبتدئ"، كما تساءل عن موته دماغيا، ما استدعى ردا فرنسيا باستدعاء السفير التركي.
ويعكس التركيز على فرنسا في الخارطة التركية إلى قلب أوروبا استخدام أردوغان ورقة اللاجئين في معاركه السياسية.
واليوم، زعم رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون أن بلاده لم يكن لديها خيار إلا أن تسهّل إجراءاتها على الحدود، وأنها لم تتلقَ دعماً كافياً في استضافتها ملايين اللاجئين السوريين.
ومنعت تركيا اللاجئين، سواء من سوريا أو دول أخرى من المغادرة نحو أوروبا، لكنّ ثمة ابتزازا اعتادته جعلها تضرب بعرض الحائط الصفقة التي عقدتها مع الاتحاد الأوروبي والتي ارتبطت بالمساعدات.
وفي مارس/آذار عام 2016، دخل اتفاق تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن وقف تدفق المهاجرين على دول التكتل، حيز التنفيذ، غير أن أردوغان كان يعود في كل مرة للتنصل من الاتفاق.
وأظهر التلفزيون التركي المهاجرين يتجهون سيراً على الأقدام إلى الحدود مع اليونان، إلى جانب لقطات أظهرت لاجئين من مدينة أدرنة التركية على متن سفن متجهة للعبور نحو ليسبوس في اليونان.
ولا يعرف بعد هل قرار تركيا الأخير هو ابتزاز مؤقت ينتهي قريبا أم أنه سيستمر، خاصة أن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أكد لمسؤول في الاتحاد الأوروبي، بحسب وسائل إعلام غربية، أن تركيا ستبقى ملتزمة في الحد من تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهر فيها أردوغان سلاح عودة اللاجئين في وجه أوروبا، لكنه دأب على الظهور بين حين وآخر، مهددا أوروبا بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين إذا وصفت توغله العسكري في سوريا بأنه احتلال أو لم يحصل على مساعدات ودعم للمنطقة الآمنة التي يسعى لإقامتها على الشريط الحدودي الجنوبي لبلاده.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعرض لهجوم من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية انتقاد ماكرون للعملية التركية في سوريا، الأمر الذي رفع من حدة التوتر بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
واندلعت اشتباكات، السبت، بين الشرطة اليونانية والمهاجرين أثناء منعها ٤ آلاف مهاجر غير شرعي من الدخول عبر الحدود مع تركيا.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز