أردوغان يخسر أوراقه في إدلب.. وخبراء: هزيمته ستكون مختلفة
هزيمة الرئيس التركي في سوريا ستكون مختلفة لأنها ستأتي نتيجة التصميم الروسي على عدم دعم المليشيات المسلحة.
منذ اندلاع المعارك في الشمال السوري، دأبت تركيا على مدار الأشهر الماضية على تعزيز موقف المليشيات المسلحة التابعة لـ"جبهة تحرير الشام" وعدد من الجماعات الموالية لها لصد تقدم الجيش السوري.
وفي ظل الخطوات التركية، اتخذت موسكو موقفا أكثر صرامة في رفض أي عدوان جديد من جانب أنقرة تجاه قوات الجيش السوري، والتوقف الفوري عن دعم تلك المليشيات.
أردوغان يخسر النفوذ
أكدت لامار أركندي، الناشطة الكردية في مجال حقوق الإنسان والباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية، أن صورة المشهد السوري بدأت تتضح ملامحها بعد سيطرة الجيش السوري على كامل طريق M5 خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضافت أركندي، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن التصعيد العسكري الذي تشهده إدلب هو إجبار روسي لأنقرة بإتمام تنفيذ اتفاقية سوتشي التي تقضي بإخراج جميع الفصائل الإرهابية، والذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون التي بحوزة تلك الجماعات.
وأكدت، الباحثة الكردية، أن ما يحدث هو رد روسي على مماطلة أردوغان استكمال تنفيذ الاتفاقية كونه يسعى دائما إلى استغلال كل فرصة لتثبيت وجوده على الأراضي السورية وقضم المزيد من المدن والبلدات عن طريق المليشيات المسلحة التي تدعمها.
وهنا أوضح هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشؤون الدولية، أن هزيمة الرئيس التركي في سوريا ستكون مختلفة، لأنها ستأتي نتيجة التصميم الروسي على عدم دعم المليشيات المسلحة.
وأكد سليمان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الكرملين يرفض بشدة أي تقدم تركي في سوريا أو المساس باتفاقية سوتشي.
وأوضح المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات أن تحركات الرئيس التركي العسكرية في إدلب تنبع من ارتباك في السياسة الخارجية لأنقرة.
وأضاف سليمان أن أردوغان يسعى إلى التصريحات الرنانة في محاولة لكسب أي نقاط سياسية في الداخل، حيث يعاني من انقسامات ومشاكل اقتصادية حادة.
وقال سليمان إن إدلب تمثل أهمية قصوى لأردوغان، فبخسارة إدلب تخسر تركيا نفوذها في سوريا، والذي يعتبر الأخير في المنطقة، بعد انهيار مشروعها في مصر وتونس وعدد من الدول العربية.
وبانتزاع الجيش السوري لإدلب من يد الجماعات الإرهابية، ينهي الصراع الدائر في سوريا منذ 8 سنوات، ليبسط الجيش سيطرته على البلاد بالكامل ويسدل الستار بفشل المشروع التركي.
النفط وخطوط الإرهاب
وكشفت الناشطة الكردية في مجال حقوق الإنسان والباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية، أن تركيا حاولت الاستفادة من الإرهابيين المنضوين ضمن الفصائل السورية لتتوسع جغرافيا في ليبيا، حيث نقلت المئات منهم ليقاتلوا إلى جانب حكومة الوفاق المدعومة تركيا.
وقالت أركندي، خلال تصريحاتها لـ"العين الإخبارية"، إن أردوغان يسعى من خلال ما يسميه المنطقة الآمنة في مناطق إدلب، لتكون تحت إشراف أنقرة كما فعل في مدن عفرين قبل عامين وفي مدينتي (تل أبيض) و(رأس العين) لسرقة النفط السوري.
وأكدت أن المناطق الكردية وبحسب تقديرات الخبراء تضم 75% من النفط السوري، وهو ما يسعى إليه أردوغان ويخسره الآن، حيث تشن المجموعات الإرهابية هجمات يومية، فمنذ الأزمة السورية تحاول تركيا تمرير أطماعها.
والأيام الماضية نجحت قوات الجيش السوري في تحطيم تلك الأطماع التركية، حيث تمكنت بمساعدة هجمات جوية روسية مكثفة من استعادة عشرات البلدات في أكبر تقدم لها منذ سنوات، ما أجبر عشرات الآلاف على الفرار إلى الحدود التركية.
كما نجح الجيش السوري في السيطرة على مواقع مراقبة عسكرية تركية في إدلب وتحطيم معدات وآليات عسكرية وقتل جنود وموالين لها، ما أغضب أنقرة التي شنت بدعم فصائل سورية موالية لها هجوما واسعا على جنوب شرقي المحافظة.
ومساء أمس الخميس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 33 عسكريا تركيا في الغارات الجوية التي جرت في المنطقة الواقعة بين البارة وبليون في أكبر خسارة تركية داخل سوريا.