صحفي تركي: "إهانة أردوغان" تضع عشرات الآلاف في السجن
تجريم "إهانة الرئيس" في تركيا وصل مستوى جديدا، فمنذ انتخاب أردوغان في 2014 أُجرى 66691 "تحقيق إهانة"، مما أفضى إلى 12305 محاكمة.
قال الصحفي التركي أوزي بولوت إن تجريم "إهانة الرئيس" في تركيا وصل مستوى جديدا بداية من مارس/آذار، مستشهدًا بما قاله يامان أكدنيز، أستاذ القانون بجامعة إسطنبول بيلجي، حول أنه منذ انتخاب أردوغان في 2014، أُجرى 66691 "تحقيق إهانة"، مما أفضى إلى 12305 محاكمة حتى الآن و"الأعداد في تزايد".
بموجب المادة 299 من قانون العقوبات التركي المعتمد في 1926، تعتبر "إهانة الرئيس" جريمة، وحال الإدانة، يواجه المرتكبون عقوبة تصل إلى السجن 4 سنوات أو فترات أطول إذا كانت علنية.
- بعد المؤبد.. تغريم صحفي تركي بتهمة "إهانة" أردوغان
- أردوغان الأكثر إهانة بين رؤساء تركيا.. 12 ألف متهم في 3 سنوات
واستشهد الزميل بمعهد (جيتستون) الأمريكي للدراسات، بما قاله أوزجور أكتوتون رئيس "سوسيولوجي أولمناي أسوسييشن" لصحيفة "بيرجون" التركية المستقلة، إن تركيا كانت "مجتمع مخبرين" منذ الإمبراطورية العثمانية، ولكن اللافت للنظر مؤخرًا هو الاستخدام (المفرط) لـ(الإبلاغ) بشأن كل مسألة.
وأوضح بولوت، خلال تقرير له منشور عبر الموقع الإلكتروني لمعهد الدراسات والأبحاث الأمريكي، أن الناس من مختلف مشارب الحياة كانوا عرضة للتحقيقات أو المحاكمات بشأن هذه الجرائم المزعومة، من بينهم طلاب مدارس. وضرب مثالًا باحتجاز مراهقين اثنين لفترة وجيزة وعرضهم أمام المحكمة عام 2015، بعد "إهانة الرئيس" في خطاباتهم وشعاراتهم خلال إحدى الفعاليات في مدينة قونية.
واقعة المراهقان ليست المثال الوحيد على ما يحدث في تركيا، لكن هناك أيضًا زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في البرلمان التركي، والمدير التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي تركيا"، ومذيع شبكة "فوكس نيوز تركيا"، وممثلان شهيران، وقاض سابق، ومواطن تركي (78 عامًا)، فجميعهم أمثلة على الأشخاص الذين أجريت بحقهم تحقيقات، وتمت محاكمتهم وسجنوا بسبب "إهانة أردوغان".
وقال بولوت في تقريره: "إن استخدام أردوغان للمادة 299 كأسلوب للتخويف قد تكون فعالة للغاية، فإن كانت شخصيات هامة بارزة انتهى بها الحال بالوقوف داخل المحاكم بسبب تجرئهم على انتقاد الحكومة.. إذا فما هي فرص المواطنين العاديين في الدفاع عن حقوقهم في التعبير عن آرائهم؟".
لكنه أوضح أنه إذا كان أردوغان يعتقد أن إسكات شعبه هي الطريقة لإبقاء قبضته على سلطته شبه المطلقة، فربما لا يأخذ في حسبانه حقيقة أن أعدادًا متزايدة من الأتراك مستاؤون وغاضبون.
وقال بولوت: "إنه يجب على الاتحاد الأوروبي مطالبة الحكومة بوقف محاكمة الأبرياء، من بينهم أولئك ممن جريمتهم الوحيدة انتقاد أردوغان، محذرًا الاتحاد من اللعبة المكشوفة التي يواصلها أردوغان وحكومته بشأن إعلان استراتيجية جديدة للإصلاح القضائي، سعيًا وراء تحقيق هدفه بالحصول على العضوية".
كانت محكمة تركية قضت في وقت سابق بتغريم الكاتب والصحفي الشهير، أحمد آلطان، 7 آلاف ليرة (1300 دولار تقريبا) في القضية التي يحاكم فيها بتهمة "إهانة" الرئيس، رجب طيب أردوغان، في مقال له عام 2016.
وبحسب ما ذكره العديد من وسائل الإعلام التركية، فقد صدر القرار عن الدائرة الثلاثين بالمحكمة الابتدائية في إسطنبول، خلال الجلسة التي شارك فيها عبر نظام "الفيديو-كونفرانس" آلطان من داخل محبسه، حيث يقضي عقوبة السجن بالمؤبد مع الأشغال الشاقة بتهمة "انتهاك الدستور".
وفي حديثه لهيئة المحكمة، قال آلطان إنه لا يوجد سبب يدفعه لإهانة أردوغان، مضيفا "هو سياسي، وما فعلته هو انتقاد السياسة التي يمارسها"، مضيفًا "هذا حقي الذي يكفله الدستور، يتم رفع مثل هذه الدعاوى القضائية لقطع الطريق على الانتقاد السياسي، لذا أرفض الاتهامات وأطالب بتبرئتي".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة العدل في تركيا أن عدد المتهمين في القضايا المتعلقة بإهانة أردوغان خلال السنوات الثلاث الأولى من عمله بلغ 13 ضعفا ما كان عليه خلال الفترة السابقة، ليسجل 12171 متهما أي بزيادة 1335%.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية أنه بالنظر إلى عدد المتهمين في قضايا إهانة الرئيس التي كشفت عنها إدارة الإحصاءات والسجل الجنائي بوزارة العدل منذ عام 1986 حتى عام 2017، يتبين أن إجمالي عدد المتهمين في القضايا التي رفعت في هذا الإطار منذ عام 1986 حتى عام 2017 بلغ 13889 متهما.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA=
جزيرة ام اند امز