استجواب لنظام أردوغان حول المعتقلين دون أحكام قضائية
المعارض الكردي يرفق الاستجواب الذي قدمه لوزير العدل، عبد الحميد جول، بعدد من الخطابات والرسائل التي وصلته من أهالي المعتقلين.
قدم نائب كردي معارض في تركيا، السبت، استجوابا في البرلمان بشأن وجود الكثير من المعتقلين بسجون نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، منذ فترات طويلة دون أن تصدر بحقهم أية أحكام قضائية.
الاستجواب قدمه، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، وفق ما ذكره الموقع الإخباري التركي "تي 24"
وأرفق المعارض الكردي الاستجواب الذي قدمه لوزير العدل، عبد الحميد جول، بعدد من الخطابات والرسائل التي وصلته من أهالي المعتقلين الذين يستفسرون عن مصير ذويهم.
وتابع جرجرلي أوغلو قائلا: "المعتقلون ينتظرون قرارات المحكمة العليا؛ لاستكمال مراحل التقاضي دون اعتقال إلى أن تصدر في حقهم أحكام نهائية".
وأوضح أنه عند مخاطبتها للرد على الطلبات المقدمة لها تقول المحكمة العليا إنه "يجب أولًا اجتماع مجلس السجون من أجل إصدار قرار بالإفراج المشروط والاستفادة من إمكانية المحاكمة دون اعتقال".
- "هيومن رايتس" تحذر من كارثة في سجون أردوغان
- سجون أردوغان.. شهادة بريطانية تكشف معاناة المعتقلين السياسيين
ولفت صاحب طلب الإحاطة إلى أن "أحد المعتقلين يدعى أوغوز أردوغان حالته ووضعه القانوني يسمح له بالاستفادة من هذه الأحكام، فهو محكوم عليه بالسجن 6 سنوات و3 أشهر. وبحسب عائلته، فإن فترة الحكم بالسجن قد انتهت، وبالرغم من ذلك لم يتم الإفراج عنه".
يشار إلى أنه عقب مسرحية الانقلاب المزعوم يوليو/تموز 2016 اعتقلت السلطات الآلاف في تركيا بموجب مراسيم حالة الطوارئ التي استمرت لعامين عقب الانقلاب، ووجهت لأغلبهم تهم "الإرهاب".
ووفق تقرير منظمة هيومن رايتس وتش لعام 2019، فإن "العديد من محاكمات الإرهاب في تركيا تفتقر إلى أدلة دامغة عن وجود نشاط إجرامي أو أعمال معقولة يُمكن اعتبارها إرهابية. كما توجد بواعث قلق بشأن الحبس الاحتياطي المطول للمتهمين بجرائم إرهابية، ومن تحوّله إلى شكل من أشكال العقاب الجماعي".
ازدهار بناء السجون بعهد أردوغان
وأظهرت إحصائيات رسمية تركيا تجاوز عدد السجون التي افتتحت في فترة نظام العدالة والتنمية، الحاكم، بزعامة رحب طيب أردوغان، الـ200 سجن، واقترب عدد السجناء من 300 ألف سجين.
جاء ذلك وفقًا لإحصائيات أعلنت عنها المديرية العامة للعقوبات ومراكز الاحتجاز التابعة لوزارة العدل التركية، في فبراير/شباط الماضي.
وبحسب الإحصائيات ذاتها، تم افتتاح 196 سجنًا خلال 14 عامًا ممتدة من 2006 وحتى2020 الحالي؛ تسع 161 ألف شخص.
وكان عام 2016 الأكثر افتتاحا للسجون، وذلك بعد مسرحية الانقلاب، فيما بلغ عدد السجون التي افتتحت في يناير/كانون ثانٍ الماضي، أربعة سجون.
ووفقًا لإحصائيات الوزارة يوجد بتركيا 366 مؤسسة عقابية؛ منها 263 مؤسسة عقابية مغلقة، و76 مفتوحة، و4 منها مركز تعليم للأطفال، و9 مؤسسات عقابية مغلقة للنساء، و7 مفتوحة للنساء، و7 مؤسسات عقابية مغلقة للأطفال.
وأشارت إلى أن سعة هذه المؤسسات العقابية من المفترض أن تكون 233 ألف شخص، إلا أن عدد الموجودين بها تجاوز هذا الرقم بكثير.
وارتفع عدد السجناء في تركيا بنسبة 14% في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2018، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق عليه.
جاء ذلك بحسب أرقام صادرة عن معهد الإحصار التركي (حكومي) حول أعداد المسجونين، في ديسمبر/كانون الماضي.
ووفق الأرقام المذكورة، فقد بلغ غدد السجناء الأتراك في ديسمبر 2018 ما يقدر بـ264 ألف و842 سجينًا بزيادة قدرها 14% عن العام 2017، 78.9% منهم من الصادرة بحقهم أحكام، و21.1% من المعتقلين على ذمة التحقيقات.
96.1% من الصادرة بحقهم أحكام من الذكور، بينما يشكل الإناث 3.9% من إجمالي العدد.
ومقارنة مع عام 2013، كانت السجون التركية تضم 188 سجينا من بين كل 100 ألف تركي بالمتوسط، لكنه ارتفع في عام 2018 ليصبح 323 سجينًا لكل 100 ألف.
وذكر المصدر أن أغلب هؤلاء من اللصوص، وأن نسبتهم تبلغ نحو 79% من إجمالي نزلاء السجون، أما مرتكبي جرائم القتل فنسبتهم نحو 4%..
وتقارب نسبة الـ 17% المتبقية -41 ألفًا-، عدد السجناء المعتقلين بجرائم سياسية في تركيا، منذ مسرحية الانقلاب6، وتقول تقارير إن عدد المتهمين بالمشاركة في الانقلاب بلغ 50 ألفًا.
وأشارت البيانات إلى ارتفاع أعداد الأطفال (بين عمري 12-17 عامًا) المسجونين بنسبة 23% خلال الفترة ذاتها.
وتعتبر تركيا بذلك ثاني أكثر دولة بها سجناء من بين 36 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأصبحت السجون التركية مكتظة بالأمهات والحوامل والأطفال، حيث أشارت تقارير حقوقية سابقة إلى أنه يوجد 17 ألف أم و700 طفل داخل السجون التركية.
وذكرت التقارير أن أعداد المعتقلين زادت 4 أضعاف على الأقل، خلال الـ15 عاماً، هي عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان.
وتشير إدارة مصلحة السجون التابعة لوزارة العدل إلى وصول عدد السجون إلى 396 سجنًا (منها 200 في عهد أردوغان) اعتبارًا من مارس/آذار عام 2019، من بينها 75 سجنا مكشوفا و313 سجنا مغطى و9 سجون نسائية مغطاة و8 سجون نسائية مكشوفة و7 سجون مغطاة للأطفال و5 إصلاحيات للأطفال.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه السجون ما يقرب من 220 ألف مسجون.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هناك "حمولة زائدة" تقدر بعشرات الآلاف من النزلاء، مما يؤدي إلى تقلص المساحة المخصصة لكل سجين، مما يعد انتهاكا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون.
ولاستيعاب العدد الكبير من السجناء، تخطط تركيا لإنشاء 193 سجناً جديداً خلال الأعوام الخمسة المقبلة، كما يجري حاليا إنشاء 126 سجنًا.