الاحتلال التركي يتحرك من عفرين إلى حلب بمعارك مع قوات النظام
القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها اشتبكت في معارك مع قوات النظام السوري خلال توسيع نطاق احتلالها من عفرين إلى غرب حلب
توجهت القوات التركية والفصائل السورية المعارضة الموالية صوب حلب بعد تمكنها من احتلال عفرين؛ في مؤشر لبدء مرحلة جديدة من العملية العسكرية الهادفة لاحتلال الشمال السوري.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز حقوقي معارض مقره لندن ويستقي أخباره من نشطاء)، اليوم الأربعاء، فإن القتال توجه شرقا ليندلع في جبهات عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف مدينة حلب.
وتتركز الاشتباكات في محيط قرية كيمار وفي محاور على خطوط التماس بين الطرفين في الريف الشمالي لحلب، إثر هجوم شنته الفصائل المسيطرة على عفرين، ضمن محاولتها التقدم في المنطقة وتوسعة نطاق سيطرتها.
ومدينة حلب تخضع بالكامل تقريبا لسيطرة النظام السوري وحلفائه من الإيرانيين والروس منذ أكثر من عام، وذلك بعد معارك ضارية مع الفصائل الموالية لتركيا في نهاية 2016.
ويأتي هذا بعد 3 أيام من إعلان تركيا والفصائل الموالية لها سيطرتها الكاملة على عفرين في عملية "غصن الزيتون" التي بدأت في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما يأتي بعد يومين من إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية التركية فى سوريا ستستمر إلى الشرق لتسيطر على مدن منبج والقامشلى وعين العرب ورأس العين.
وعلى هذا يبدو التحرك التركي نحو حلب مخططا من قبل بدء عملية "غصن الزيتون" التي ادعت تركيا أن هدفها هو القضاء على تهديدات الفصائل الكردية.
فوفق المحلل السياسي التركي، فايق بولط، فإن من طموحات تركيا السيطرة على حلب إضافة للسيطرة على الموصل وكركوك، لتعيد السيطرة على المناطق التي كانت تسيطر عليها الدولة العثمانية قبل 100 عام في سوريا والعراق.
وأضاف بولط في حوار مع موقع "سبوتنيك" الروسي نشره اليوم الأربعاء أن هناك تواصلا بين الحكومتين العراقية والتركية للاتفاق على بعض التفاصيل في هذا الجانب، ولكنه لم يكشف عن تلك التفاصيل.
وتدور عملية الاحتلال التركي لمدينة عفرين في الوقت الذي يواصل الجيش التركي توغلاته وغارته في شمال العراق، قرب الموصل، بزعم استهداف الأكراد.
ولا يبدو لعملية "غصن الزيتون" من اسمها نصيب، فقد أدت إلى نزوح مئات آلاف المدنيين من السكان بعد تدمير ممنهج لمنازلهم وسرقتها، خاصة بعد انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، الجناح العسكري لقوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على مدينة الرقة، بعد مقتل 1500 من عناصرها.
واستفحلت الخسائر بين المدنيين بمقتل 289 شخصا، بينهم 43 طفلا و28 سيدة في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وإعدامات موجهة للسكان، وفق إحصاءات المرصد السوري.
أما فيما يخص الخسائر التركية فقد فقدت 525 من جنودها وعناصر الفصائل الموالية لها.
كما قتل 91 على الأقل من المقاتلين الموالين للنظام السوري منذ دخولهم على خط المعارك في الشهر الماضي.