تقرير استخباراتي: 30 ألف أجنبي انضموا لداعش عبر بوابة تركيا
مجلة "إنتليجنس أون لاين"، المتخصصة في شؤون الاستخبارات، ترصد الدور المزدوج لتركيا في دعم ومكافحة الإرهاب
قدرت مجلة "إنتليجنس أون لاين"، المتخصصة في شؤون الاستخبارات، عدد الأجانب الذين انضموا الى صفوف داعش عبر البوابة التركية بنحو 30 ألف متطرف أجنبي خلال العام الماضي فقط، على الرغم من زعم تركيا وقوفها فى صف التحالف العالمي لمناهضة إرهاب داعش .
وقالت الدورية الاستخباراتية إن تركيا مارست عملية انتقائية دقيقة ومضللة لتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية، ففي الوقت الذي تمرر فيه تركيا راغبي الالتحاق بداعش، كانت تعيق دخول آخرين ذرا للرماد في العيون.
- قتيلان بمشاجرة بين الناخبين في استفتاء تركيا
- تجنيس السوريين بتركيا.. قتال بالوكالة أم حشد للاستفتاء الدستوري؟
وكشفت الدورية أنه فى إطار سعي تركيا للتعمية على حقيقة دورها الداعم للإرهاب في سوريا "بتمويل قطري"، أعلنت على سبيل المثال في أغسطس من العام الماضي ضبط 9 أجانب من توباجو وترينداد في الكاريبي لدى محاولتهم الانضمام إلى داعش في سوريا مرورا بفنزويلا ثم إلى أمستردام عاصمة هولندا، ثم إلى تركيا ومنها إلى سوريا حتى تم اعتقالهم فى مدينة أضنة بمعرفة الشرطة التركية.
وقدرت الدورية الأمريكية عدد من دخلوا سوريا عبر تركيا من المرتزقة والقتلة المحترفين والمتطرفين المخضرمين في حروب العصابات القادمين من أمريكا اللاتينية وحدها بنحو 400 عنصر من شديدي الخطورة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الأمن في جمهورية توباجو وترينداد الكاريبية كانت قد قدرت عدد المدنيين من مواطنيها الموجودين في سوريا من نساء وأطفال ورجال أعمال بنحو 105 أفراد.
وصدرت عدة تقارير دولية تتهم تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للمرتزقة المنضمين لتنظيم داعش الإرهابي. وكان البارز منها ما سُمي بفضيحة شاحنة الأسلحة التي كانت في طريقها من تركيا إلى تنظيم داعش والفصائل المتحالفة معه قبل أكثر من عامين.
وكان رئيس تحرير صحيفة "جمهوريت" التركية، المعتقل بسبب مقال كشف فيه فضيحة سياسية أكدت تورط مخابرات تركيا بشحن أسلحة لسوريا، قال إن هذه الشحنات ليست سر تركيا بل سر رجب طيب أردوغان.
وفي مقال لصحيفة "الجارديان" أصرّ جان دوندار، المعتقل على خلفية القضية التي شهدها مطلع عام 2014 والتي أثارت فضيحة سياسية كبرى في تركيا، على صحة المعلومات التي نشرها حول شاحنات الاستخبارات التركية التي نقلت أسلحة وذخائر إلى معارضين إسلاميين سوريين يواجهون الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دوندار إنه تم تفتيش الشاحنة ليتم لاحقا العثور على أسلحة وذخيرة أسفل صناديق الأدوية التي استخدمت كأداة للتمويه. وانتظرت الشاحنة قليلا لكن سمح لها بالعبور إلى سوريا بعد تدخل مسؤولي الحكومة.
وأضاف حينها أن الحكومة التركية أمرت على الفور بإقالة الضابط والمدعي العام اللذين أوقفا الشاحنة واعتقالهما. وأعلنت أن الشاحنة كانت تحمل مساعدات إنسانية، ليغلق الملف فورا مما تسبب في ظهور ادعاءات بأن حكومة أردوغان متورطة في الحرب الدائرة في سوريا.
الخبر وضع أردوغان في موقف محرج لكنه لم يكذبه بل اختار عوضا عن ذلك أن يحظر نشره ويهدد دوندار، حيث قال في قناة تلفزيونية "إن الشخص المسؤول عن نشر هذا الخبر سيدفع الثمن غاليا". وأضاف حينها الرئيس التركي أن هذه الصور هي من أسرار الدولة وأن نشرها يعد تجسسا.
وقال دوندار: "لم يكتف أردوغان بذلك فقط بل تقدم بشكوى شخصية إلى النيابة العامة كما لو أنه يؤيد أن هذا ليس سر دولة بل سره الشخصي.. وتقدم بطلب سجن مؤبد بحقي لاستيلائي على أخبار سرية ونشرها بهدف إهانة الدولة والتجسس".
وأضاف "كان هذا مؤشرا لاعتقالنا، إذ نعرف جيدا أن قضاة المحكمة الجنائية يتعاملون مع مطالب رئيس الجمهورية على أنها أوامر صادرة منه إليهم".
وتابع "في النهاية تم اعتقالي في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 مع مراسل الصحيفة في أنقرة أردم جول، الذي نشر الخبر بعنوان "نعم كانت هناك أسلحة في شاحنات المخابرات التركية".
في غضون ذلك، كان القضاء التركي قد وجه في وقت سابق خلال الأشهر الماضية اتهامات لسبعة جنود وضعوا قيد التوقيف الاحترازي حول اعتراض شحنة أسلحة مفترضة إلى سوريا العام الماضي. ووجهت إلى الجنود السبعة تهم المشاركة في عمل إرهابي وعرقلة عمل الحكومة والتجسس.
وأظهرت شهادة ضباط في قوات الأمن التركية أمام المحكمة أن جهاز المخابرات الوطنية في تركيا ساعد في توصيل أسلحة إلى أجزاء من سوريا يسيطر عليها متطرفون في أواخر عام 2013 وأوائل عام 2014.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز