حصاد جديد لتكميم الأفواه بتركيا.. 6 آلاف قضية بتهمة "إهانة أردوغان" في 2017
عام 2017 شهد 6 آلاف و33 قضية بتهمة إهانة الرئيس التركي، بزيادة نحو ألفي دعوى عن عام 2016 الذي سجل 4 آلاف و187 قضية
أصدرت وزارة العدل في تركيا تقريرا يرصد القضايا التي حركتها السلطات بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان خلال عام 2017، وذلك مع تزايد هذا النوع من القضايا في الآونة الأخيرة، في ظل أزمات متتالية حقوقية وسياسية واقتصادية شهدها البلاد وفشلت السلطات في احتوائها.
وأظهر التقرير، الذي سلطت الضوء عليه، صحيفة زمان التركية، أن 6 آلاف و33 قضية رفعت بتهمة إهانة أردوغان، ونفذت الأحكام الصادرة فيها بألفين و99 متهما.
وقال الدكتور يامان أكدنيز، وهو عضو هيئة التدريس بكلية الحقوق بجامعة "بيلجي" التركية، في تعليق للصحيفة إن "هذا العدد من القضايا يأتي في سياق سياسات تكميم الأفواه التي ينتهجها أردوغان".
وأكد أكدنيز أن سياسات تكميم الأفواه أصبحت أمرا مقلقا وممنهجا لا يمكن غض النظر عنه في سياسات حزب العدالة والتنمية (الذي يتزعمه أردوغان) لترهيب الخصوم.
وبحسب التقرير فقد ارتفعت أعداد قضايا إهانة أردوغان في عام 2017 بنحو ألفي قضية عن عام 2016 الذي شهد رفع 4 آلاف و187 قضية بالتهمة ذاتها، حكم في 884 منها خلال عام 2016.
وبرغم الإدانات والتحذيرات الدولية المتواصلة بشأن انتهاكات النظام التركي للحريات الأساسية وحرية الصحافة، والدعوات المتكررة لتركيا لتغيير هذه السياسات ووقف انتهاك القوانين وحقوق الإنسان، يواصل نظام الرئيس التركي تكميم الأفواه والتنكيل بخصومه في حملة شرسة بدأت منذ محاولة الانقلاب المزعوم عام 2016.
وفي مطلع العام الجاري، حصد أردوغان المركز الأول، في فئة زعماء العالم الذين لا يتحملون الانتقاد، ومنحته لجنة حماية الصحفيين في مدينة نيويورك الأمريكية، جائزتين في فئتين من بين 5 فئات لانتهاكات حرية الصحافة.
وبحسب آخر تصنيف لحرية الصحافة في تركيا الذي أصدرته منظمة "صحفيون بلا حدود" لعام 2017، فإن تركيا تحتل المرتبة 155 من أصل 180 في ترتيب حرية الصحافة.
اللجنة الأمريكية أرجعت أسباب منح أردوغان الجائزة إلى الاستهداف المستمر من السلطات التركية للصحفيين والقنوات والمواقع الإخبارية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في قضايا إهانة الرئيس.