الباحث السويسري جيل إيمانويل جاك أرجع إطلاق عمليات "غزو عفرين" لرغبة أردوغان في "ورقة ضغط للدخول في الاتحاد الأوروبي".
اعتبر بروفيسور سويسري وأستاذ علاقات دولية بجامعة جينيف الدبلوماسية أن تركيا تقود حملة تطهير عرقي للأكراد على غرار مذبحة الأرمن 1915.
وأوضح الأكاديمي السويسري، المتخصص في الشأن السوري جيل إيمانويل جاك، أن تدخل النظام السوري في عفرين ما هو إلا محاولة ليس لحماية الأكراد، إنما لمنع دخول طرف آخر لمنافسة روسيا على الممرات الاستراتيجية للبلاد.
- أنقرة تصعّد لهجتها العدائية وتحذر النظام السوري من دخول عفرين
- "قوات شعبية" موالية للنظام السوري في عفرين خلال ساعات
وأعلن مسؤول كردي بارز، الأحد، أن قوات جيش النظام السوري ستنتشر في بعض المواقع الحدودية في منطقة عفرين.
وقال بدران جيا كرد، المستشار بالإدارة التي تدير مناطق الحكم الذاتي الكردية بشمال سوريا، أن القوات الكردية اتفقت مع الحكومة على دخول الجيش السوري إلى عفرين؛ للمساعدة في صد الهجوم التركي.
وسارعت أنقرة إلى إطلاق تهديدات ضد الأكراد، حيث حذر وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، الإثنين، من أن الجيش التركي سيواجه أي قوات للحكومة السورية تدخل منطقة عفرين في شمال غرب البلاد، لحماية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال أوغلو: "إذا دخل النظام هناك لتطهير (المنطقة) من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي؛ فلا توجد مشكلة".
وفي تعليقه على التصريح الكردي ورد الفعل التركي قال البروفيسور بر جيل إيمانويل جاك إن "أنقرة تبحث عن مصالحها الشخصية فقط، وذلك بعمل منطقة نفوذ تركية في شمال سوريا، الأمر الذي يفاقم الأزمة السورية، وينتهك السيادة للشعب السوري ويمزق أراضيه".
ورجح إيمانويل جاك، عدة أسباب لإطلاق عمليات "غزو عفرين"؛ وهي أن أردوغان يمكن أن "يتخذها كورقة ضغط لدى الدول الأوروبية للدخول في الاتحاد الأوروبي، كما تعد رسالة إنذار لدول حلف شمال الأطلسي الذين ينددون بعمليات انتهاك حقوق الإنسان في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل".
وأشار الباحث السويسري إلى أن أنقرة تصنف قوات "حماية الشعب الكردية، وحزب العمال الكردستاني بالإرهابية، لتبرير عملية التطهير العرقي التي تشنه على الأكراد، على غرار مذبحة الأرمن التي شنتها الدولة العثمانية في 1915.
واعتبر أن تركيا تلعب دوراً خطيراً وتكتيكياً في المنطقة، فهي تمد يدها الأولى لواشنطن والأخرى لموسكو، وتعلن تحالفها مع روسيا، واليد الأخرى للولايات المتحدة، فهي تستخدم مبدأ ميكافيلي: "الغاية تبرر الوسيلة".
يشار إلى أن خسائر متتالية تكبدها الجيش التركي منذ تدخله في مدينة عفرين السورية في الـ19 من يناير/كانون الثاني الماضي، وارتفع عدد قتلى الجيش التركي إلى 31 قتيلاً، بعد تمكن الأكراد من إسقاط مروحية عسكرية تركية.
ورغم تصريحات الرئيس التركي أن العملية في عفرين تنتهي خلال وقت قريب إلا أن مكاسب الأتراك طوال الـ3 أسابيع الماضية لم تتجاوز سوى قرى صغيرة على الحدود التركية- السورية.