الجديد المتوقع هو تلميح قوات وحدات الحماية الكردية إلى إمكانية دخول قوات النظام المدينة من بابها العريض تحت بند حماية الأراضي السورية.
في الوقت الذي يواصل فيه الجيش التركي عمليته العسكرية نحو مدينة عفرين في الشمال السوري، والتي أُطلِق عليها اسم "غصن الزيتون"، تتسارع الأمور في غير صالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والفصائل السورية المعارضة المرافقة له في العملية العسكرية، والطامحة للوصول إلى عمق المدينة والسيطرة عليها.
الجديد المتوقع هو تلميح قوات وحدات الحماية الكردية إلى إمكانية دخول قوات النظام المدينة من بابها العريض، تحت بند حماية الأراضي السورية من الغزو التركي كما وصفه المستشار الإعلامي لهذه القوات ريزان حدو.
في الحقيقة ما أتت به القوات الكردية لم يكن مفاجئاً، فالكثير من المحللين العسكريين توقعوا هذا السيناريو.
التطورات الأخيرة المتمثلة باستعداد قوات الحكومة السورية لدخول المدينة والتقارب الأمريكي التركي الأخير عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة، ولقائه المطول مع الرئيس التركي يطرح سؤالاً مهماً ومحيراً في الوقت ذاته عن الطرف الذي سيدخل مدينة عفرين أولاً؟
التطورات الأخيرة المتمثلة باستعداد قوات الحكومة السورية لدخول المدينة والتقارب الأمريكي التركي الأخير عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة ولقائه المطول مع الرئيس التركي يطرح سؤالاً مهماً ومحيراً في الوقت ذاته عن الطرف الذي سيدخل مدينة عفرين أولاً؟
هل هي القوات التركية المدججة بعتاد ثقيل ترافقها قوات المعارضة السورية؟ أم الجيش السوري الذي تتحدث بعض وسائل الإعلام المؤيد له عن استكمال جهوزيته للتقدم باتجاه المدينة؟
في الواقع كلُّ المؤشرات تصبُّ في صالح النظام للدخول إلى عفرين أولاً وذلك لجملة من الأسباب: -
السبب الأول يرجع إلى تطورات العلاقة التركية الأمريكية الأخيرة، وشعور الأكراد بالخطر من تنامي الاتفاق بين واشنطن وأنقرة وإدراكهم بأنّ الولايات المتحدة لن تضحي بالعلاقة مع تركيا الدولة الكبيرة ذات التأثير القوي في محيطها، والعضو المهم والفعال في حلف "الناتو" لحساب الأكراد ومشروعهم القديم الحديث بالوصول إلى إقامة دولة كردية مستقلة.
القادة الكُرد السّوريون منهم لم ينسوا بعد ما حدث لأبناء عمومتهم في إقليم كردستان حين أصرّ رئيسه مسعود بارزاني على الانفصال عن بغداد، وهذا ما لم تؤيده أمريكا البتة بل ودفعت باتجاه إفشاله لصالح حكومة حيدر العبادي.
التطورات هذه دفعت قوات سوريا الديمقراطية الموجودة في عفرين لتكثيف اتصالاتها بدمشق من أجل دخول المدينة إلا أن الاتفاق لم يُنجز بين دمشق والكرد حتى هذه اللحظة، بسبب شروط النظام التي وصفتها القوات الكردية الموجودة داخل المدينة بالقاسية.
في الواقع، وإن كانت الشروط مجحفة بحق الكرد كما يقولون إلا أنّها ستبقى أقل بكثير مما سيدفعه المقاتلون المسيطرون على عفرين لـتركيا إذا تابعت قواتها التقدم باتجاه المدينة.
السبب الثاني عدم رغبة الأتراك بالتوغل أكثر في عفرين، لأنهم يدركون تماماً أنّه ليس باستطاعتهم تغير هوية المنطقة المستهدفة كثيفة القرى والتعداد السكاني، الذي في معظمه من المكّون الكردي ما قد يكلف أنقرة المزيد من الخسائر ويعرض جنودها لحرب عصابات، على غرار ما يحدث في جبال قنديل التركية بين القوات التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني، لذلك ستأتي خطوة دمشق برداً وسلاماً على أنقرة.
يكمن السبب الثالث والأخير بالاتفاق الروسي التركي الإيراني، والذي يقضي بتمركز القوات التركية في منطقة إدلب ووصولها إلى مدينة سراقب التي اقتربت منها القوات الحكومية، وباتت على بعد كيلومترات قليلة منها، وهذا ما يشكل نقطة قوة للضامن التركي بحيث يمكنه استثمار وجوده لصالح تهديد أي نزعة كردية في الشمال بتحريك قواته لمنع ذلك، والتخلي عن عفرين تماماً لصالح دمشق التي تتشارك وأنقرة هاجس الخوف من النزعة الانفصالية لدى بعض القوى الكردية.
جملة الأسباب التي ذكرنا بعضها تصب حتماً في صالح الحكومة السورية وتعزز موقفها أكثر، خصوصاً أنها تريد السيطرة على مزيد من الأراضي الخارجة عن سيطرتها، مما يعزز أوراقها التفاوضية في الجولات المقبلة من مؤتمرات السلام الباحثة عن حلٍ سياسي ينتشل السوريين من أزمتهم التي تقترب من طي سنتها السابعة والولوج في الثامنة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة