مقترح "خفض التصعيد" بعفرين .. هل ينقذها من أطماع أردوغان؟
أمام المقترح الروسي بشأن ضم عفرين لـخفض التصعيد، يبقي السؤال قائما: هل تنجح الأطراف الدولية في ضم عفرين لخفض التصعيد؟
مع تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية بعفرين، طرح الجانب الروسي مناقشة تشكيل منطقة لخفض التوتر في عفرين، بمحادثات أستانة 9 المقرر عقدها في مارس/ آذار المقبل.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل يوغدانوف، عن لقاء بين وزراء الخارجية (روسيا وتركيا وإيران) بشأن الوضع في سوريا، بهدف تهدئة الأوضاع ومد اتفاقية مناطق لخفض التصعيد بضم عفرين.
وبعد 5 أيام من انطلاق العملية العسكرية التركية، دارت محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول خفض التصعيد العسكري وتجنب سقوط مدنيين بمدينة عفرين السورية.
أمام هذا المقترح وتشابك المصالح في سوريا، يبقي السؤال قائما: هل تنجح الأطراف الدولية في ضم عفرين لخفض التصعيد وإنقاذها من أطماع أردوغان؟
جدية التنفيذ
يقول عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بالقاهرة: إن " المباحثات حول ضم عفرين لمناطق خفض التوتر، يتوقف على جدية تنفيذ الاتفاقية بين جميع الأطراف الدولية، إضافة لأكراد سوريا العنصر الرئيسي في عفرين"، مؤكدًا أن السوريين يبحثون عن طرق لوقف إطلاق النار وتوقف الصراعات على حساب سوريا.
بينما رأى محسن عوض الله، الباحث المتخصص في الشأن الكردي، نجاح محادثات أستانة المقبلة في ضم عفرين لخفض التصعيد، يتحدد بناءً على جدية موقفي أردوغان والطرف الكردي من الاتفاقية.
ضمانة أمريكية
وتنص اتفاقية خفض التصعيد المطروحة في الـ3 من مايو/ آيار الماضي، على وقف إطلاق النيران بين جميع الأطراف، وتحديد مناطق آمنة برقابة دولية محايدة، إضافة لتحديد معابر آمنة للمدنيين، وإنشاء وحدة لرصد أي خروقات للاتفاق.
وأوضح الحلواني، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن موقفي أردوغان والأكراد من المقترح لن يتشابه إلا بشروط وضمانات معينة لكل طرف، مشيرًا إلى أن الخسائر المادية والبشرية في عفرين ستجبر جميع أطراف المحادثات على الجلوس والتفاوض.
وأشار ممثل الائتلاف الوطني للمعارضة، إلى أن رعاية أمريكا للاتفاق تصبح الضمانة الوحيدة لأكراد عفرين، وتحديدًا حزب العمال الكردستاني، لتهدئة الوضع وحماية المدنيين السوريين من القصف العسكري.
مخرج لأردوغان
رغم بحث أردوغان عن توسيع نفوذه في الجانب الشمالي السوري، إلا أن الخسائر المتتالية للجيش التركي من 4 مروحيات عسكرية وعشرات الدبابات والمدرعات ونحو 32 جنديا، ربما تدفعه إلى قبول الاتفاقية وتنفيذها في حال إبرامها.
وحلل عوض الله، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، الموقف التركي من مقترح خفض التصعيد، قائلًا: "الخسائر المادية والبشرية غير المتوقعة للأتراك، ترسم موقفه من ضم عفرين لمناطق خفض التوتر"، واصفًا القوات الكردية بـ"الخصم العنيد".
وأضاف: "تطورات الاشتباكات في الأسبوع الثالث جاءت عكس التوقعات، بتكبد الجيش التركي خسائر جمة، ما يجعل مقترح ضم عفرين لمناطق خفض التصعيد، وسيلة لخروج القوات التركية من عفرين ووقف العملية العسكرية ضد أكراد سوريا".
وفي الوقت نفسه، اعتبر الحلواني، أن سعي روسيا وراء مناقشة المقترح، يشير إلى رغبتها في تهدئة الوضع بالمدينة ذات الأغلبية الكردية، خاصة أن روسيا كانت تمتلك قوات بداخل عفرين، مرجحا أن المقترح في حال مناقشته سيجد ترحيباً واسعاً من الجميع.
خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مجلس الأمن الروسي، نهاية الشهر الماضي، دارت محادثات بشأن الوضع في عفرين، من أجل وقف القصف الجوي والرصاص وترسيم الحدود بين الأكراد وتركيا.
انتصار للأكراد
وبشأن موقف الأكراد من هذا المقترح ومناقشته، رأى الباحث في الشأن الكردي، أن الأمر يصب في صالح الأكراد، خاصة بعد سقوط مئات الضحايا من المدنيين، مدللًا على ذلك بمطالبتهم الأخيرة بوقف إطلاق النار وإنقاذ سكان عفرين المحاصرين.
وحول موقف الأكراد من بند تمركز قوات دولية بعفرين في حال الموافقة على المقترح، أكد عوض الله، أن هذا البند لن يمثل عائقاً أمام مناقشة المقترح، نظرًا لكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من التحالف الدولي ومدعومة من الولايات المتحدة، إضافة إلى موافقتها على الوجود الروسي بالمدينة.
وأشار إلى أن مقترح خفض التصعيد يصب في صالح سكان عفرين، معتبرًا أن مناقشته وتنفيذه يعد انتصارا لقوات سوريا الديمقراطية أمام المطامع التركية.