رغم تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية في عفرين تنتهي خلال وقت قريب إلا أن مكاسب الأتراك لم تتجاوز سوى قرى صغيرة.
خسائر متتالية تكبدها الجيش التركي منذ تدخله في مدينة عفرين السورية في الـ19 من يناير/كانون الثاني الماضي، وارتفع عدد قتلى الجيش التركي إلى 31 قتيلا، بعد تمكن الأكراد من إسقاط مروحية عسكرية تركية.
ورغم تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية في عفرين تنتهي خلال وقت قريب إلا أن مكاسب الأتراك طوال الـ3 أسابيع الماضية لم تتجاوز سوى قرى صغيرة على الحدود التركية-السورية.
معاقبة الأكراد
قال عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بالقاهرة، إن " الجيش التركي تكبد خسائر جمة، بعد تورطه في الحرب ضد الأكراد"، مؤكدا أن التدخل التركي تم دون تنسيق أمريكي.
ورأى محسن عوض الله، الباحث المتخصص في الشأن الكردي، أن الرفض التركي للأكراد كان سببا رئيسيا وراء التدخل في عفرين، واصفاً موقف أنظمة الحكم التركية من الأكراد بـ"الفوبيا" من منح الكرد حقوقهم.
واتفق الحلواني وعوض الله، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، على أن ذريعة التدخل التركي في عفرين استندت على حماية الحدود والأمن القومي التركي، على الرغم من أن تركيا لم تتعرض لأي قصف من الأكراد طوال فترة الحرب السورية.
وأضاف محسن عوض الله "القصف التركي يعد معاقبة للأكراد لدورهم في الحرب ضد داعش بداية من كوباني وصولًا للرقة"، مشيرا إلى أن التدخل التركي في سوريا بدأ منذ 2016 في صورة مسلحي "درع الفرات" في مدن الباب وأعزاز وجرابلس.
3 أسباب وراء خسارة تركيا
طوال 22 يوما من القصف التركي على عفرين دارت اشتباكات على جبال وتلال المدينة، ولم تتمكن تركيا من الدخول لوسط عفرين، ما يشير إلى صعوبة المعركة على الأتراك.
أرجع عوض الله أسباب خسارة الجانب التركي في عفرين إلى أن سياسة النظام التركي المعادية للأكراد دفعته للقصف الجوي على عفرين، دون الالتفاف إلى الكثافة السكانية بالمدينة التي تجاوزت مليون ونصف نسمة، بعد نزوح عشرات الآلاف من المدن المجاورة.
وتابع بقوله "مقاومة الشعب الكردي وصموده أمام الدخلاء كان سببا ثانيا لخسارة أردوغان بعفرين"، منوها إلى أن واقعة تمثيل المسلحين بجثمان المقاتلة الكردية بارين كوباني أسهمت في انتفاضة وحدات حماية الشعب الكردي للزود عن مدينتهم.
وعلى أطراف عفرين تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من إسقاط مروحية عسكرية ومقتل عسكريين تركيين، إضافة إلى تدمير دبابات تركية، كما سقط نحو 32 قتيلا من فصائل المعارضة المسلحة المساندة لتركيا.
وفي الوقت نفسه، رأى الحلواني أن التنسيق الروسي-التركي غير المعلن كان من أسباب وقوع أردوغان في "فخ" بعفرين، موضحاً التدخل العسكري كان بمثابة فخ للنظام التركي، وورطة للأتراك، خاصة أن روسيا كانت مساندة لأنقرة دون تقديم دعم فعلي.
وفسر ممثل الائتلاف الوطني للمعارضة المشهد في عفرين بـ"الحرب بالوكالة"، مؤكداً أن الصراعات الإقليمية الحالية بسوريا مرفوضة وليست في صالح السوريين.
وتوقع عوض الله أن المشهد في عفرين سيطول، ولن يستطيع أردوغان إنهاءه بسهولة، خاصة مع غياب الأطراف المساندة للقصف من البداية.
تقارب الأسد-الأكراد
حول معاونة النظام السوري الأكراد في عفرين، اعتبر الباحث في الشأن الكردي أن التعاون بين الطرفين بعيد تماماً، رغم خروج دعوات بتسليم عفرين للنظام، مستنداً على أن روسيا (حليف النظام) انسحبت من عفرين قبل العملية العسكرية التركية.
بينما اختلف الحلواني مع التفسير السابق، قائلًا "تقاطع المصالح يدفع النظام للتحالف مع الأكراد ضد تركيا، دائماً يبحث النظام على مصلحته بالتعاون مع داعش تارة، والتحالف مع الأكراد تارة أخرى".
وطوال الأيام الماضية دارت أنباء حول دعم النظام أكراد سوريا، وتقارب بين الطرفين لمنع التقدم التركي لداخل المدينة، وحسب تحليل بعض المراقبين فإن مكاسب النظام السوري من دعم الكرد تتمثل في مد أمد الحرب في عفرين، ما يعني استنزاف موارد المدينة وطرفي الصراع.
واشنطن-أنقرة
تقارب أم تنافر.. أصبحت العلاقة بين الجانبين الأمريكي-التركي غير واضحة، خاصة بعد اللقاء الأخير لمستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر مع نظيره التركي إبراهيم الين، الذي جاء عقب الضربة الجوية الأمريكية لقوات النظام السوري.
"السياسيون يفعلون ما يشاءون والعسكريون يفعلون ما يرون" بهذه العبارة وصف الحلواني الموقف بين واشنطن-أنقرة بشأن عفرين، مرجحاً أن موقف أمريكا من دعم وحدات سوريا الديمقراطية ثابت، وأن دعم أمريكا للتدخل التركي غير وارد.
بينما وجد عوض الله أن الموقف الأمريكي يسير في اتجاه إرضاء الأتراك والأكراد، خاصة أن واشنطن لا تملك قواعد عسكرية في عفرين.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز