استخدمت الولايات المتحدة وإسرائيل الحكومة التركية كأداة تنفيذ مخططاتهما العدوانية بغية ضرب وتطويق الأنظمة العربية والهيمنة عليها والتدخل في اللحظات الحاسمة بهدف تفتيت المنطقة
استخدمت الولايات المتحدة وإسرائيل الحكومة التركية كأداة تنفيذ مخططاتهما العدوانية بغية ضرب وتطويق الأنظمة العربية والهيمنة عليها والتدخل في اللحظات الحاسمة بهدف تفتيت المنطقة إلى دويلات صغيرة ودون خسائر تذكر، ولتسهيل ما كانت تسعى تركيا إليه ألا وهو حلمها في السيطرة على المنطقة العربية برمتها وتحقيق حلمها العثماني الذي أضحى واهياً وسراباً وغير مقبول عربياً وإسلامياً.
ورغم فتور العلاقات التركية الأمريكية وبرودتها فإن الإدارة الأمريكية والحكومة التركية لن تتوقفا عن دورهما باعتبار تركيا عضواً في الناتو وانتشار قواعد أمريكية وخبراء عسكريين على أراضيها، وحكومة أنقرة عملت على توسيع إطار تدخلاتها الخارجية في شؤون دول المنطقة لتكون بوابة انطلاق في سبيل إشعال حرب واسعة النطاق وإغراق الدول العربية بالفتن والاضطرابات السياسية، ولتركيا مصالح مشتركة وعلى علاقة وطيدة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً مع دولة الغدر والعدوان الإسرائيلي.
مهما استخدم أردوغان من عبارات رنانة وكلمات جذابة في اجتماعاته الرسمية وأمام السياسيين ورجال الإعلام في مجالات الإخاء والمساواة والحريات العامة لشعوب المنطقة هي بالأساس معدومة لديه ولا يتسلح بها إطلاقاً وهي بالتالي تظل صيحات خاوية من أي مضمونٍ ومعنى
تعاون أردوغان وأعضاء حزبه مع اللوبي الصهيوني يستند إلى سياسة شرق أوسطية جديدة، وأعضاء الإدارة الأمريكية يدركون أن أردوغان مهما مرت العلاقات معه بظروف مختلفة لن يبتعد عنها وعن السياسة الإسرائيلية، وقد عقدت الإدارة الأمريكية صفقات مع الرئيس التركي بحيث تنتشر قواته في المناطق الشمالية السورية مقابل غض الطرف عما تضمره واشنطن من مخططات وتحالفات متباينة ومحتدمة، ولكي تعمل على إطالة استمرار الأزمة السورية مع إبقاء قواتها وقواعدها في شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع المجموعات الإرهابية التي أفسح لها المجال لتكون لاعباً أساسياً في هذه المناطق ودون أن يتصدى لإرهابها أو يتخذ موقفاً صارماً منها.
انكشف الدور التركي المفاجئ بعد علاقات دافئة مع بعض الدول العربية انقلبت عليها أنقرة معتبرة نفسها المحور الأساس في إدارة دفة الصراعات والتحكم بدول الجوار من الشمال السوري إلى ليبيا والقرن الأفريقي، وفرض ما يروق لها من سياسات تتمحور حول حلمها العثماني، وهذا الحلم بدأ يراود أذهان المسؤولين الأتراك وأفردت له دراسات واسعة تتحدث عن وجود نوايا جاهزة لتقديم النموذج التركي الإخواني كنموذج للإسلام السياسي بدلاً من نموذج القاعدة، في إشارة واضحة للتحول إلى حقبة جديدة تكون فيها تركيا الوكيل الحصري للنموذج الإسلامي السياسي بالتنسيق مع قطر الداعم للمجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة على الأراضي الليبية.
جملة من المشكلات السياسية والاقتصادية تعترض أردوغان ترافقت حدتها، خاصة المشكلات السياسية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومصاعب أخرى حول لعبته السياسية والعسكرية في الشمال السوري وتوغل وحدات تركية إلى مناطق في إدلب ودعمه فصائل مسلحة تقوم بعمليات الابتزاز والإجرام والخطف والقتل.
أردوغان يريد إشغال المنطقة بعمليات عسكرية، ليست لها بداية ونهاية تحقيقاً لحلم واهٍ وماضٍ عفا عليه الزمن وأصبح من المنسيات كونه عمق الخلافات الإسلامية وأساء إلى الحضارة العربية المشرقة وخلق نزاعات لا تزال إلى يومنا الحاضر والسجل التاريخي للاحتلال العثماني تشهد له الأعمال الإجرامية التي استهدفت المفكرين العرب والمنطقة برمتها.
ومهما استخدم أردوغان من عبارات رنانة وكلمات جذابة في اجتماعاته الرسمية وأمام السياسيين ورجال الإعلام في مجالات الإخاء والمساواة والحريات العامة لشعوب المنطقة هي بالأساس معدومة لديه ولا يتسلح بها إطلاقاً وهي بالتالي تظل صيحات خاوية من أي مضمونٍ ومعنى بل في الواقع ترفض تلك المفاهيم الإنسانية جملة وتفصيلاً والمشاهد السياسية واضحة جراء سياسته الرعناء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة