خبراء لـ"العين الإخبارية": تركيا تؤجج الصراع في ليبيا بتهريب السلاح
خبراء يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن عمليات تهريب السلاح والذخيرة من تركيا إلى ليبيا لن تنتهي لأنها لن تتخلى أبدا عن سياسة دعم الإرهاب.
أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن عمليات تهريب السلاح والذخيرة من جانب تركيا إلى الدولة الليبية "لن تكون الأخيرة"، مشيرين إلى أن "النظام التركي ومعه إمارة قطر لن يتخليا أبداً عن سياسة دعم الإرهاب وتأجيج النزاع المسلح".
وأكد الخبراء، في معرض تعليقهم على ضبط حاوية قادمة من تركيا محملة بطلقات نارية بميناء الخمس، الثلاثاء، أن "تركيا لم تنسَ الضربة السياسية التي وجهت لها خلال مؤتمر باليرمو الأخير في إيطاليا وعملية التهميش التي تعرضت لها، وبالتالي تسعى للانتقام بكل قوة بتكثيف عمليات التهريب من أجل تخريب البلاد".
كانت وسائل إعلام ليبية محلية كشفت عن تمكن سلطات ميناء الخمس البحري، الثلاثاء، من ضبط حاوية تحتوي على أسلحة وذخيرة قادمة من تركيا بحجم 40 قدماً، وجرى العثور عليها أثناء تفتيش حاويات بالرصيف بعد العثور على شحنة أسلحة أخرى، الإثنين.
تركيا تتآمر على ليبيا
وأكد المحلل السياسي في الشأن الليبي عثمان بركة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا شريك أساسي في التآمر على استقرار ليبيا منذ عام 2011، و"هذا الخبر ليس مفاجئاً أو غريباً".
ويقول بركة إن "تركيا دولة مساهمة بشكل يومي في استنزاف الدم والمال الليبي"، مضيفاً أن "الدولة التركية حكومة ورئيس تعد حاضنة آمنة لكل قيادات تنظيم الإخوان وقيادات الجماعة الإرهابية"، مستنكراً توجيه الدعوة بالأساس إلى أنقرة في مؤتمر باليرمو، "لأنها ليست دولة جوار، لكنها شريك فقط في سرقة ثروة الشعب الليبي".
وكانت الشحنة التي تم ضبطها عبارة عن مسدسات من طراز 9 ملم مع مئات آلاف من طلقات الذخيرة الخاصة بهذه المسدسات، وهي تركية المنشأ ومصنعة من قبل شركة "zoraki" التركية للصناعات الحربية.
وتحفظت سلطات ميناء الخمس، على الشحنة وعند حصرها تبين بأنها مكونة من 3000 مسدس 9 ملم و120 مسدساً طراز "بريتا" و400 بندقية صيد، فيما بلغ عدد طلقات المسدسات حوالي مليوني و300 ألف طلقة.
قطر وتركيا.. شريكا الإرهاب في ليبيا
ومن جانبه قال الدكتور محمد عامر العباني، السياسي الليبي والنائب المتنحي من البرلمان، لـ"العين الإخبارية"، إن "تركيا آلت على نفسها تبني التيارات الإرهابية المتطرفة، وما فتأت تدعمها".
وأكد العباني أن "تركيا تتبنى ومعها دويلة قطر سياسة دعم الإرهاب وتأجيج النزاع المسلح واحتضان المليشيات الإرهابية في بلادها، وتصدير المتطرفين لبؤر التوتر وتزويدها بالسلاح والذخيرة والدعم اللوجستي".
وأشار السياسي الليبي إلى أن "تصدير حاوية المسدسات والذخيرة إلى ميناء الخمس البحري، الثلاثاء، يعني أن حاويات مشابهة قد دخلت البلاد دون اكتشافها ووصلت إلى أيادي الإرهابيين داخل الأراضي الليبية".
فيما قال الباحث السياسي الليبي عيسى رشوان، لـ"العين الإخبارية"، إن "الأتراك أكدوا عقب فضيحتهم في باليرمو أنهم لن يفوتوا الإهانة في إيطاليا، وأن تهريب الأسلحة إلى ليبيا يعتبر أكبر دليل على نوايا تركيا الخبيثة للانتقام من الشعب الليبي".
وأشار رشوان إلى أن "الحاوية كان من المفترض أن تكون محملة بمواد أرضيات وعسل صناعي وبسكويت بحسب أوراق تسجيلها حسب ما ورد بالإعلام الليبي، ولكن جاءت الحاوية محملة بأدوات القتل والدمار التركي، ليتم توجيهها صوب صدور المواطنين الليبيين عبر عناصرهم الإرهابية المدعومين بشكل كامل من أنقرة".
وكانت السلطات الليبية تحفظت على الحاويات من قبل جمارك ميناء الخمس، وجارٍ اتخاذ الإجراءات لمعرفة المسؤول عن محاولة إدخال هذه الشحنة إلى البلاد.