الحزب سيكون معارضا لأردوغان وجاءت فكرة تأسيسه بعد خلافات ظهرت للعلن مع الرئيس السابق لتركيا عبد الله غل.
يستعد الرئيس التركي السابق عبد الله غل ورئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، إلى جانب قيادات بحزب العدالة والتنمية الحاكم، لتأسيس حزب سياسي جديد.
كشف ذلك الكاتب، أحمد طاقان، المستشار السابق لغل، وممثل صحيفة "يني جاغ" المعارضة بالعاصمة أنقرة.
المقال، الذي حمل عنوان "مشروع غل الجديد من الباب الخلفي...!"، كشف أن الرئيس السابق وداود أوغلو المقرب منه والوزيرين السابقين، علي بابا جان، ومحمد شمشمك، اللذين توليا حقيبة الاقتصاد لبعض الوقت، يستعدون لتأسيس حزب مركزي جديد سيكون في صفوف المعارضة الرئيسية.
وأوضح الكاتب أن الأسماء المذكورة "تجري المشاورات حاليا من أجل تأسيس الحزب، وهم ليسوا في عجلة من أمرهم، وعلى الغالب سيتم الإعلان عن موعد تدشينه الرسمي بعد الانتخابات المحلية المزمعة في مارس/آذار المقبل".
وأوضح كذلك أن "غل والوزراء الثلاثة داود أوغلو، وباباجان، وشمشك يتواصلون مع عدد من الأسماء المعارضة التي تختلف مع كل الأطراف، وأن اللقاءات مستمرة في هذا الصدد".
ولفت أن هذه الأسماء كانت لها عمقها الاستراتيجي في تركيا، وغيابهم عن الساحة، لا سيما في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد، دفع الأتراك إلى التساؤل عن مكانهم، ومواقفهم إزاء ما يجري".
تجدر الإشارة أن الخلافات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم غُل، ظهرت للعلن في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك عقب سنوات من ابتعاد الأخير عن الحزب والحديث المتزايد عن خلافات عميقة بين الحليفين السابقين.
هذه الخلافات التي حاول الطرفان إبقاءها طي الكتمان وعدم إخراجها إلى العلن للحفاظ على تماسك الحزب الحاكم ظهرت آنذاك بشكل قطعي عقب توجيه غل انتقادات مباشرة لقانون أعلنت عنه الحكومة في تلك الفترة وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة للرئيس السابق.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي صدرت حزمة قوانين جديدة في تركيا بموجب حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد منذ محاولة الانقلاب الأخيرة منتصف يوليو/تموز 2016، من بينها قانون ينص على إعطاء حماية قانونية شاملة لمدنيين شاركوا في إفشال محاولة الانقلاب، وذلك في محاولة من الرئيس التركي لضمان عدم محاكمة أنصاره بتهمة القيام بأعمال عنف ضد قوات الجيش والأمن التي شاركت في محاولة الانقلاب.
غل الذي التزم الصمت طيلة أشهر من تركه منصبه الرئاسي، حيث كان لا يشارك في أي فعاليات سياسية بصفته أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ولا بصفته الرئيس السابق للجمهورية كما أنه لا يبدي آراءه في الأحداث السياسية الداخلية والخارجية المتلاحقة، لكنه كسر هذا الصمت حينئذ بالحديث بشكل مباشر عن القانون الجديد.
وعلى الرغم من أن عبد الله غُل يُعد من أبرز المؤسسين الأوائل لحزب العدالة والتنمية إلى جانب أردوغان، إلا أنه أبدى عديدا من المواقف في السابق تعبر عن رفضه لبعض السياسات التي يتبعها أردوغان خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المعارضين لسياساته سواء من خارج أو داخل الحزب.
الاختلاف الأبرز بين أردوغان وغل ظهر بشكل واضح لأول مرة قبيل الاستفتاء الذي جرى في أبريل/نيسان 2017 على التعديلات الدستورية التي تحول بموجبها نظام الحكم في البلاد من برلماني لرئاسي، حيث لم يشارك غل في أي فعاليات أُقيمت آنذاك لتأييد التعديل الدستوري وقيل إنه صوت بـ"لا" خلافاً لتوجه الحزب وزعيمه أردوغان، لقناعته بضرورة بقاء النظام البرلماني، وهو ما أثار غضب الأخير.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز