لأكثر من ثلاثة عقود كان قدر منطقتنا العربية العيش بعيداً عن حدود الاستقرار، بسبب نشاطات عدوانية لثلاث دول ( قطر وتركيا وإيران).
لأكثر من ثلاثة عقود كان قدر منطقتنا العربية العيش بعيداً عن حدود الاستقرار بسبب نشاطات عدوانية لثلاث دول ( قطر وتركيا وإيران) قدمت الدعم للتنظيمات الدموية التي أثرت بشكل كبير على المشهد السياسي في المنطقة، ولعبت دورا سلبيا فيها، وتسببت في زعزعة استقرارها، وشجعت العمليات الإرهابية للتنظيمات الإرهابية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش والحوثي والحشد الشعبي وحزب الله.
الواضح أن الاقتصاد التركي لن يتجه إلى التعافي في وقت قريب، وأن كل من يطرح نظرية قرب تعافيه تنقصه المعرفة والدراية الكاملة بمدى تأثير العوامل الجيوسياسية على اقتصاد تركيا، لا سيما وأنه لم يتبق الكثير على قلب البيت الأبيض الساعة الرملية في وجه أردوغان بخصوص صفقة s-400
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عاش كذبة فصدقها وعاش وهمًا فأدمنه، استخفه ألف فرعون من جماعة الإخوان المسلمين فأطاعهم، زينوا له سوء عمله فرآه حسنًا. وحين كشفت الشعوب العربية حقيقتهم وأدركت الحكومات خطرهم نفتهم وفكرهم الانقلابي خارجها، ليتفرغوا لحكم بلدانهم وإدارة دفة شؤون شعوبهم نحو مرافئ النماء والازدهار، وجد أولئك المنبوذون من بلدانهم في تركيا مستنقعًا خصبًا ووحلاً ملائمًا لنمو يرقاتهم وفيروساتهم الخبيثة.
وقد بدأت تلوح إرهاصات ودخان الربيع التركي بقوة، وأصبحنا على بعد خطوات معدودة من ربيع تركي وثورة تركية قادمة تطيح بأردوغان وبالإخوان في تركيا. وستنتهي أحلام إقامة إمبراطورية الظلال الأردوغانية وسيتم طرد جماعة الإخوان الإرهابية، ولن تجد من يأويها، وسينقلب الإرهابيون على مخابرات السلطان العثماني الذي أشعل فتيل أزمات تركيا.
من دعم مخطط الربيع العربي والثورات العربية مع قطر وإيران وقدم الدعم للإخوان والتطرف الديني في كل الوطن العربي يعيش حالة من القلق والخوف في كل مرة يظهر فيها، ويحاول بكل السبل والوسائل إقناع شعبه بأن حكمه للبلاد هو الأصلح والأنفع والأكثر استقرارًا .
من المؤكد أن إعادة انتخابات إسطنبول هي أسوأ القرارات التي اتخذها المتغطرس أردوغان على مدار مسيرته السياسية، فكان قراره هذا بمثابة مذبحة للديمقراطية. كما أن فتح المجال أمام خصومه السياسيين للمعارضة بطريقة أخرى ستؤدي في نهاية المطاف إلى ربيع تركي يزيح الرئيس من السلطة، وينهي مهمة العدالة والتنمية في البلاد. إن نموذج أردوغان جديد وغريب لدكتاتور يعيش نرجسية مفرطة، لكن مشكلته أنه جاء في زمن لا مكان فيه للديكتاتورية في العالم. هذا الرجل كذب الكذبة وصدقها؛ إذ يظن في قرارة نفسه أنه خليفة جديد لمسلمي العالم، وأنه القائد الإسلامي الملهم الذي سيستعيد القدس من الصهاينة، ويحرر فلسطين من الاحتلال، وينقذ الأقليات المسلمة حول العالم من البطش والظلم، ويعيد للأمة الإسلامية هيبتها المفقودة.
الكل في تركيا يعلم أن أردوغان لم يعد بمقدوره البقاء في السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية لذا أسس جيشا خاصا على غرار الحرس الثوري الإيراني ليحميه تجاه أي خطر لأنه لا يثق بالجيش والأمن بعدما غدر بهما.
الربيع التركي قادم لا محالة، وقد تدفع تركيا فاتورة وجود الظلم والاستبداد والتجبر والعنف، في ظل الرفض الشعبي والدولي لسياسات أردوغان وتراجع شعبيته، وتراجع الاقتصاد وسقوط الليرة المتواصل، وسوء الأوضاع المعيشية الصعبة للكثير من الأتراك، كذلك معاداة أردوغان للأكراد واتهامهم بالإرهاب، والإجراءات التعسفية ضد كل من يعارضه، وسجن أعداد كبيرة من الأتراك والمعارضين والصحفيين بتهم زائفة؛ وهو ما جعل الشعب التركي يكره سيطرة أردوغان وحزبه نتيجة القبضة الحديدية التي يستخدمها ضدهم، وإلغاء الكثير من الحريات في البلاد. وكذلك السياسات الطائشة والعدوانية التي يمارسها أردوغان مع الكثير مع جيرانه الأوروبيين، ومع الدول العربية أيضاً كالتدخل في الشأن الداخلي لسوريا وليبيا.
الواضح أن الاقتصاد التركي لن يتجه إلى التعافي في وقت قريب، وأن كل من يطرح نظرية قرب تعافيه تنقصه المعرفة والدراية الكاملة بمدى تأثير العوامل الجيوسياسية على اقتصاد تركيا، لا سيما وأنه لم يتبق الكثير على قلب البيت الأبيض الساعة الرملية في وجه أردوغان بخصوص صفقة s-400، فإصرار أنقرة على الإقدام عليها، لا يعني انهيار اقتصاد تركيا فحسب؛ بل نهاية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وعلى رأسه أردوغان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة