الاستفتاء التركي.. أردوغان يمرر تعديلاته ويعمق انقسام بلاده
بفارق ضئيل للغاية استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يمرر التعديلات الدستورية
بفارق ضئيل للغاية استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يمرر التعديلات الدستورية، والتي ستعمل على تحويل البلاد من النظام البرلماني الديمقراطي إلى النظام الرئاسي.
- تركيا.. استفتاء بمفترق طرق
- إنفوجراف.. تجاوزات الاستفتاء الدستوري بتركيا
- الاستفتاء التركي.. قتلى ومعتقلون على أبواب مراكز الاقتراع
فقد احتشد الملايين من الأتراك اليوم للتصويت على التعديلات الدستورية، وشهدت عملية التصويت الكثير من التجاوزات بحسب المراقبين.
فمع فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء، اليوم الأحد، شهدت محافظة "ديار بكر"، جنوب شرقي البلاد، مشاجرة بين مؤيدين ومعارضين لأردوغان.. المشاجرة وقعت بعد أن أراد أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، التصويت بدلاً من الناخبين الذين لم يحضروا للاقتراع، فأطلقوا النار على الأشخاص الذين منعوهم من فعل ذلك، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وقبل هذا الحادث بقليل، نجا مسؤول في حزب العدالة والتنمية، من محاولة قتل، لدى تعرض سيارة كانت تقله في محافظة فان، لإطلاق نار من قبل مجهولين، أدت إلى مقتل حارسه، وإصابة آخر.
وفي مدينة إسطنبول، تعرض الكاتب الصحفي التركي، علي بايرام أوغلو، لاعتداء لفظي من قبل مؤيدين لأردوغان، بسبب موقفه المناهض.
الحادث وقع أثناء تواجد بايرام أوغلو، في أحد مراكز الاقتراع، للإدلاء بصوته في الاستفتاء، وذلك بعد أن قال: "سأصوت بلا".
وقالت وسائل إعلام محلية إن بايرام أوغلو، الذي كان يكتب في صحيفة يني شفق، المقربة من الحزب الحاكم، وقع ضحية لهجوم لفظي من قبل 30 شخصاً مؤيدا للاستفتاء.
كما شهدت إسطنبول، انتشار اللوحات الدعائية لصالح "نعم" للدستور في أحد المقرات الانتخابية، بشكلٍ مبالغ فيه أثار غضب المتواجدين.
وفي حي أسكودار بالمدينة، شوهد العديد من الصور الخاصة بليلة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016، كمحاولة للتأثير على الرأي العام.
وقبل الاستفتاء بأيام قليلة، أصدرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تقريراً حول سير الدعاية للاستفتاء بتركيا، أظهر تقييداً لحرية التعبير والحملات المنادية بـ"لا".
وأسفرت النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات للاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا عن رفض أكبر ثلاث مدن تركية لهذه التعديلات.
حيث ذكرت شبكة "سي إن إن ترك" أن العاصمة التركية أنقرة، ومدينة إسطنبول (أكبر مدن تركيا)، ومدينة إزمير قد صوتت ب "لا" في الاستفتاء على التعديلات.
وأضافت الشبكة أن نسبة التصويت في أنقرة كانت 50.6 % "لا" مقابل 49.4% "نعم".. بينما جاءت نتيجة اسطنبول 51.6 % "لا" مقابل 48.4% "نعم"، أما أزمير فكانت نسبة الرفض فيها عالية حيث سجلت "لا" 68.5 % مقابل "نعم" 31.2%.
وبالعودة إلى التجاوزات التي شابت عملية الاستفتاء، فقد قال اردال اكسونجور نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، إن ممارسات غير قانونية نفذت لصالح الحكومة في الاستفتاء الذي جرى الأحد، على تعديلات دستورية ستوسع صلاحيات الرئاسة.
وقال اكسونجور في تصريحات للصحفيين في مقر حزبه: "العديد من الممارسات غير القانونية تنفذ لصالح الحكومة حاليا لكن 'لا' ستفوز في النهاية"، مشيرا إلى قرار المجلس الأعلى للانتخابات قبول أصوات غير مختومة.
وأضاف أن حزبه سيطالب بإعادة فرز 60 % من بطاقات التصويت على التعديلات الدستورية .
من ناحية أخرى ذكرت مصادر رئاسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل برئيس الوزراء بن علي يلدريم وزعيم الحزب القومي لتهنئتهما على نتيجة الاستفتاء الذي أجري الأحد والتي كانت "واضحة" - على حد وصفه -.. وقالت مصادر في مكتب أردوغان إنه أبلغ يلدريم أنه ممتن للأمة لإظهار إرادتها في الاستفتاء.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، أنه بعد فرز 98.2 % من صناديق الاقتراع، صوت 51.3 % لصالح التعديلات الدستورية، مقابل 48.7 % ضد التعديلات الدستورية .
وبالنظر إلى هذا الاستفتاء وما أسفر عنه من نتائج حتى الآن نجد أنه قد كشف عن انقسام كبير في صفوف الشعب التركي ما بين مؤيد لسياسات أردوغان، ومعارض لهذه السياسات والتي يراها تمنح المزيد من الصلاحيات الديكتاتورية للرئيس التركي، والذي قد تمنحه هذه التعديلات البقاء على رأس الدولة في تركيا حتى عام 2029 .