إدلب.. الإرهاب حصان طروادة للتدخل التركي الروسي
الهيئة التابعة لفكر تنظيم القاعدة قالت إنها غير ملزمة باتفاقية المناطق الآمنة، واتهمت تركيا بتجميد الوضع بإدلب لصالح الأسد
تحولت إدلب الواقعة بالشمال السوري لساحة صراع بين تركيا وروسيا من جهة وفصائل الإرهاب الموالية للقاعدة من جهة أخرى، وسط تصريحات من الجانب التركي تلوح بالإرهاب مبررا لتدخلها العسكري هناك.
وهاجمت "هيئة تحرير الشام" -تنظيم جبهة النصرة الإرهابي سابقا- تركيا عقب تصريحاتها عن دخول قوات روسية-تركية إلى إدلب بشمال سوريا في إطار الصراع بين الجانبين حول مناطق النفوذ في المدينة الواقعةن على الحدود مع تركيا.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، قد قال إن الأطراف المعنية بالأزمة السورية تخطط لنشر قوات تركية وروسية في إدلب ومحيطها، وقوات روسية وتركية على أطراف العاصمة دمشق، وقوات أردنية وأمريكية في القسم الجنوبي من سوريا.
وتخوفا على نفوذها في إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا، قالت "هيئة تحرير الشام" في بيان: "تابعنا وراقبنا خلال الأيام الماضية تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية مفادها أن قوات روسية تركية ستدخل إدلب"، وفق ما نقله "المرصد السوري لحقوق الإنسان" اليوم الإثنين.
ويسيطر إرهابيو هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب منذ 2015، وترفض الدخول المباشر للقوات التركية فيها؛ لأنها بذلك ستزيد من قوات الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، مثل الجيش السوري الحر؛ ما يضعف من نفوذ هيئة تحرير الشام.
وتابع البيان: "وتأتي هذه التصريحات في سياق بنود اتفاقية الأستانة الموقعة بين الأطراف التركية–الروسية–الإيرانية، وأمام هذه التصريحات فإننا نوضح أننا لم نكن جزءا ولا طرفا مشاركا أو موافقا على مؤتمر الأستانة منذ بداية انعقاده وإلى الآن؛ وعليه فإننا غير ملتزمين بما ينص عليه الاتفاق".
واعتبرت هيئة تحرير الشام أن الدول الراعية لمؤتمرات جنيف والأستانة (إيران وروسيا وتركيا) "أعطت الفرصة للنظام المجرم بأن يتفرغ للمناطق واحدة تلو الأخرى؛ فيجمد سلاح الثورة والجهاد، وتطلق بندقية التهجير والتوسع لصالح النظام، وهذا ما يتم الآن من تجميد منطقة إدلب وما حولها في سبيل تفرغ النظام لتهجير الغوطة ودرعا وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور".
كما قالت إنها لن تقبل بتسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي وغيرها من المناطق التي وصفتها بالمحررة (أي الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام) في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية.
وهذا البيان يسارع في تمهيد إدلب لمعارك مرتقبة بين فصائل المعارضة المسلحة من جانب، وبين تركيا وفصائل أخرى موالية لها من جانب آخر.
ففي مايو/أيار الماضي بدأت "هيئة تحرير الشام" هجومها على تركيا و"الجيش السوري الحر" الذي تدعمه تركيا في مساجد إدلب وريفها.
ووصفت الخطب الفصائل التابعة لتركيا بأنها "علمانية" تريد تسليم بلاد الشام للنظام والتآمر معه.
ولتركيا نفوذ كبير في مدينة إدلب الواقعة قرب حدودها، وتدعم معظم الفصائل التي تسيطر عليها، فيما ظهرت خلافات بين "هيئة تحرير الشام" وتركيا في الأشهر الأخيرة.
ويأتي هذا الهجوم نظرا لاتفاق تركيا مع روسيا وإيران خلال محادثات أستانة الرابعة على تخصيص 4 مناطق آمنة في سوريا، من بينها إدلب، ومحاربة الفصائل الإرهابية في تلك المناطق، ومن بينها "هيئة تحرير الشام" وتنظيم داعش الإرهابي.
كما أشارت أنباء إلى قيام "هيئة تحرير الشام" باعتقال عناصر من "الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي بتهمة "القتال ضمن عملية درع الفرات" التركية التي أوقفت عملياتها مارس/آذار الماضي في شمال سوريا.
وبحسب مواقع إعلامية معارضة من بينها "عنب بلدي"، فإن "هيئة تحرير الشام" حشدت مقاتليها في ريف إدلب الشمالي وحلب الغربي الشهر الماضي.
وربط بعض المتابعين بين هذا الحشد وأنباء عن استعداد تركيا لتدخل عسكري في إدلب لفرض خطة المناطق الآمنة من ناحية، ولتحجيم نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا من ناحية أخرى.
وبحسب مصادر تابعة للمعارضة المسلحة، فإن التدخل التركي قد يحمل اسم "درع إدلب".