تركيا تشير إلى إمكانية بقاء قواتها في إدلب في تصرف يُرى مراقبون أنه محاولة لتجنب سيناريو كوباني
ألمح وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي إلى إمكانية بقاء مقاتلين أتراك في إدلب السورية "حتى زوال الخطر عليها".
وقال جانيكلي، في تصريحات لوسائل إعلام تركية، إن القوات المسلحة التركية "من الضروري أن تبقى في سوريا إلى حين القضاء على التهديدات من هذا البلد ضدنا".
وجاء تصريح وزير الدفاع التركي، خلال زيارته مدرسة في المدينة الجورجية، التي توجه إليها أمس للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع دول جنوب شرقي أوروبا، في وقت كان الجيش التركي بدأ عملياته في محافظة إدلب، ضمن النقاط التي تم تحديدها في اتفاق تخفيف التوتر، أول أمس الأحد.
وأضاف جانيكلي "نتحرك في سوريا مع الجيش السوري الحر الذي يتولى الدفاع عن أرضه، ونقدم الدعم له".
وبرز الحديث عن التدخل التركي منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، وعزز دخول إدلب ضمن مناطق "تخفيف التوتر"، بموجب مخرجات "أستانة 6"، دخول قوات تركية، الأمر الذي شدد عليه رعاة المحادثات.
ومع بدء دخول التعزيزات من الحدود، برزت تساؤلات مختلفة حول نية تركيا من العملية، التي يبدو أنها تسعى من خلالها لقطع الطريق على "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تسيطر على مدينة عفرين غربي حلب من تكرار ما حدث في عين العرب/كوباني التي سيطرت عليها القوات الكردية بعد طرد مسلحي داعش.
سيناريو عين العرب/كوباني
انسحبت قوات النظام السوري وخضعت المنطقة عين العرب/كوباني باللغة الكردية لسيطرة الأكراد منذ يوليو/تموز 2012، حيث إن وحدات حماية الشعب والسياسيين الأكراد قاموا بإعلان كانتون كوباني التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية، فهم يعتبرونها جزءا مما يسمونه كردستان السورية.
وفي يوليو/تموز 2014، تعرضت المدينة والقرى المحيطة لهجوم شرس من عناصر داعش.
وفي 16 سبتمبر/أيلول استأنف تنظيم داعش حصار المدينة بهجوم واسع النطاق من غرب وجنوب المدينة، ما لبث أن اقتحم المدينة وسيطر على معظم مناطقها.
ولم يتمكن إرهابيو داعش من إتمام السيطرة على المدينة بسبب غارات التحالف الغربي، ثم انضمت إلى المدافعين أفواج من البيشمركة ووحدات من الجيش السوري الحر.
وتقع عين العرب على الحدود التركية السورية، لذلك وجه الأكراد اتهامات للقوات التركية أثناء المعركة ضد داعش، بما في ذلك أنها منعت إرسال التجهيزات ونزعت السلاح من المقاتلين الأكراد الذين كانوا يحاولون الفرار من سوريا.
وكما وجدت القوات الكردية -ضمنها عناصر من حزب العمال الكردستاني الذي تعاديه أنقرة- صاحبة الدور الأكبر في طرد عناصر داعش من عين العرب، في وقت بدا أن مساندات التحالف الغربي وتركيا مجرد مشاركة تكتيكية في معركة ليست لها، فإنها استأثرت بالمنطقة رافضة التخلي عنها لأي من الأطراف الحليفة ضد داعش بعد معارك منهكة.
مع التأكيد أن الهجوم الحاسم للسيطرة على البلدة جاء من قبل وحدات الحماية الشعبية الكردية المحلية المعززة من قبل مسلحي البيشمركة الأكراد العراقيين، قد انطلق عقب أيام من القصف الجوي العنيف نفذه طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتمثل إدلب ومناطق مجاورة في شمال غرب سوريا أكبر معاقل المعارضة وأكثرها سكانا، إذ تضم أكثر من مليوني نسمة، معظمهم نزحوا من أنحاء أخرى من البلاد.
وكانت تركيا واحدة من أكبر الداعمين للمعارضة السورية المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الدائرة منذ 6 أعوام ونصف العام، لكن تركيزها تحول من الإطاحة به إلى تأمين حدودها.
فيما تمثل وحدات "حماية الشعب" الكردية أكبر هاجس أمني لتركيا على الحدود، وهي جزء من تحالف تدعمه الولايات المتحدة يقاتل تنظيم داعش في شرق سوريا.
وتضم محافظة إدلب أكثر من 2.9 مليون مدني، كثير منهم هجروا من مناطق أخرى، حسب إحصائيات حكومية.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز