تركيا بتدخلها في الشأن الليبي تسعى من أجل تمكين الإخوان من حكم ليبيا والسيطرة على مقدرات الدولة الليبية.
لم يقتصر التدخل العسكري التركي داخل الدول العربية على تلك التي تجمعها حدود معها كسوريا والعراق، بل امتدت أياديها لتتدخل في ليبيا التي تبعد آلاف الكيلومترات عن الأراضي التركية، وليس لأنقرة أي ذريعة للتدخل العسكري هناك كما فعلت حينما تدخلت في سوريا والعراق تحت ذريعة حماية حدودها ومحاربة المليشيات الإرهابية.
توجد تركيا اليوم مدعومة من شريكتها قطر في قلب المعارك بمحيط طرابلس، وذلك بخبرائها وسلاحها وطائراتها المسيرة، ولكن إرادة الشعب الليبي، الذي يرفض بقاء الإخوان في ليبيا ستكون أقوى وستكتب النهاية لآخر معاقل الإخوان في دول المنطقة بعد خسارتهم في مصر وتونس وموريتانيا وطردهم من السودان.
لقد انكشفت التدخلات التركية في لبيبا شيئا فشيئا مع تصاعد الأزمة على مدار الأشهر الماضية، حيث ضبطت شحنات أسلحة تركية محملة على متن سفن، كان آخرها السفينة التي ضبطت في مايو/آيار الماضي قبل وصولها ميناء طرابلس وكانت محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة.
تركيا كانت تنفي بشكل قاطع تدخلاتها في ليبيا، ولكن الأمر اختلف تماما مع بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية.
من الواضح أن تركيا بتدخلها في الشأن الليبي تسعى من أجل تمكين الإخوان من حكم ليبيا والسيطرة على مقدرات الدولة الليبية، نظرا لأن عناصر تلك الجماعات الإرهابية قد ارتموا بأحضان تركيا خاصة بعد أن نبذهم المحيط العربي ولجأوا إليها، وأصبح مشروع الإخوان في الشرق الأوسط يرتبط تنظيميا بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ومالياً بقطر.
يدرك أردوغان أنه لا مستقبل لنفوذ تركي عسكري وأمني في سوريا طال أمد الوجود العسكري أم قصر، ولذلك تسعى أنقرة للتموضع في ليبيا بدلاً من سوريا ونقل جماعات مسلحة استخدمتها تركيا في نفوذها هناك لتعزيز حضورها في ليبيا؛ لأنهم في اعتقادهم يرون في ذلك تقربا جغرافيا من مصر يؤذي الحكومة المصرية لحساب جماعات الإخوان هناك، مستفيدين من حجم ما وظفه القطريون في ليبيا خلال بدايات الربيع العربي، ولأجل ذلك يركز الأتراك على الجبهة الليبية.
توجد تركيا اليوم مدعومة من شريكتها قطر في قلب المعارك بمحيط طرابلس وذلك بخبرائها وسلاحها وطائراتها المسيرة، ولكن إرادة الشعب الليبي الذي يرفض بقاء الإخوان في ليبيا ستكون أقوى وستكتب النهاية لآخر معاقل الإخوان في دول المنطقة بعد خسارتهم في مصر وتونس وموريتانيا وطردهم من السودان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة