صحيفة: البطالة تدفع الشباب التركي للانتحار
البطالة تسببت في حدوث العديد من حالات الانتحار وأثرت على الصحة العقلية للأتراك
مع وصول نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها خلال 15 عاما، لا يجد الشباب التركي سبباً وجيها للتعلق بالأمل من أجل المستقبل.
أشارت صحيفة أحوال إلى أن نسبة الأتراك العاطلين عن العمل ارتفعت إلى 14% في الربع الثالث من العام الجاري، وفقاً لإحصاءات معهد الإحصاء التركي التي نُشرت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وشهدت الفئة العمرية 15-24 عاماً، أكبر زيادة في معدل البطالة، حيث ارتفع معدل البطالة في صفوفها إلى 27.4%.
بلغ عدد الشباب العاطلين عن العمل وغير المدرجين في صفوف التعلم نسبة مذهلة بلغت 30.1%، وفقا لمعهد الإحصاء.
وبحسب المعهد ذاته، وصلت نسبة البطالة بين خريجي الجامعات العاطلين عن العمل 15.2%، ولا يعمل سوى 28 مليون شخص من سكان تركيا البالغ عددهم 80 مليون نسمة.
يرى الكثير ممن تحدثت إليهم صحيفة أحوال في شوارع المدينة والمقاهي أن سياسة الهجرة وثقافة المحسوبية وتراجع أعداد المصانع الجديدة تأتي ضمن العوامل التي كانت سببا في ارتفاع معدلات البطالة.
يعتقد أحد الشباب المتضررين من البطالة في تركيا، عرف نفسه بأنه يدعى ميتهان ألجوك، الذي أصابه اليأس بسبب قلة الفرص العمل، أن البطالة تؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية.
ويرى أن هذه الظاهرة كانت أحد العوامل التي أدت إلى سلسلة من حالات الانتحار الشهر الماضي، وأثارت نقاشاً حول تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد وكانت سببا في الخسائر التي ألحقتها بالصحة العقلية للمواطنين.
ويقول "إذا تزوجت، كيف ستوفر احتياجات أسرتك؟ لا أستطيع الزواج في هذه المرحلة. البطالة ترتبط بالإدارة السياسية لهذا البلد. تركيا لا تدار بشكل جيد".
وفي المقابلة ذاتها يقول محمد أمين، من ضحايا البطالة في تركيا، إن توزيع الدخل في تركيا غير عادل.
ويضيف: "الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا، تلك هي الطريق التي تسير فيها بلدنا".
يعمل شيهموس إكينشي في نوبات عمل طويلة في فندق ليحصل على الحد الأدنى للأجور، ويعرب أيضاً عن قلقه بشأن مستقبله وفرصه في تأسيس أسرته.
وقال إكينشي: "لا أعرف كيف سأتمكن من إعالة أسرتي إذا تزوجت؟ تركيا لا توفر فرص عمل جيدة لشبابها".
أما توران شيليك، فينتظر الحصول على وظيفة منذ عدة أشهر.
ويقول: "أنا ممرض أنتظر منذ شهرين الحصول على وظيفة. هناك حوالي 17 ألف شخص مثلي، تخرجوا من كلية العلوم الصحية وينتظرون الحصول على وظيفة.
ويلقي باللائمة على النظام، الذي لم يعد يستخدم ممارسات التوظيف القائمة على الكفاءة.
ويتهم نظام المحسوبية بالتدخل في توفير الوظائف.
موسى عاطل ويقضي وقته في المقاهي المعروفة باسم كاهفهان. حول الشاي أكثر من القهوة، كان kahvehanes تقليدياً يجمع نقاط للرجال المتقاعدين الذين يتطلعون لقتل الوقت من خلال لعب الورق والجدول.
أما موسى فيلقي باللائمة على سياسة الهجرة التركية في ارتفاع معدل البطالة.
وقال: "لا تتخذ الحكومة أي إجراءات لمنع السوريين من العمل مقابل 600 ليرة شهرياً دون أي تأمين".
استقبلت تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري، لكن الاستياء تجاه السوريين بدأ في التصاعد مع تعثر الاقتصاد التركي في السنوات الأخيرة.
كشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة استطلاعات الرأي التركية بي آي إيه آر في يوليو/تموز أن السوريين يحتلون المرتبة الثانية بين أهم المشكلات في البلاد، بعد اقتصادها المنكوب.
وقال حسين الذي يدير مقهى "وصل السوريون وأبدوا استعدادهم للعمل بأقل من 40 ليرة في اليوم. أغلقت المصانع، وتلاشت فرص العمل. كل ذلك كان سببا في ارتفاع معدلات البطالة".
وأضاف حسين: "أعتقد أن معدل البطالة اقترب من 40%، عندما نخطط لمستقبلنا لا نستطيع أن ننظر لأبعد من الغد".
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز