الدور الذي يلعبه الجيش التركي في الخارج يتماهى وينسجم تماما مع الدور التخريبي للميليشيات والمرتزقة.
قطر اليوم باتت غرفة عمليات إجرامية بامتياز، وجحراً للأفاعي من كل الأشكال والألوان والجنسيات، لا تختلف بشيء عن تلال تورا بورا التي لجأ إليها المطلوب الدولي الأول أسامة بن لادن، ومنها أدار عمليات القاعدة الإرهابية في مختلف دول العالم، وصولاً إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
أقول هذا لأشير إلى الخطورة القصوى المتمثلة في وجود نظام بل منظومة متكاملة ترعى الإرهاب وتستقطب جماعاته من طالبان وداعش والإخوان وحماس والجهاد وغيرها، بإدارة ورعاية رسمية من نظام أردوغان وأجهزة مخابراته، وبتواطؤ معلن مع نظام الملالي في إيران وحرسه الثوري.
وهذا الأمر يمثل النقيض تماما لإشارة أردوغان في تصريحات أردوغان حول المنطقة، فالتواجد العسكري التركي في مناطق معينة من العالم، لا يزيد هذه المناطق إلا توتراً وتحفزاً للتسلح واستعدادا للحروب، فكيف إذا كان هذا التواجد أدوات في أيدي أنظمة قمعية وديكتاتورية وعقلية إرهابية إقصائية؟.
وهذا الوضع ينطبق على الوجود التركي في قطر أو ليبيا أو الصومال وغيرها، فهذا التواجد يخدم اليوم مخطط أردوغان التوسعي الاحتلالي، معتنقاً عقيدته القائلة بإحياء الإمبراطورية العثمانية، رغم ما يعترض هذا المشروع من عقبات داخلية قبل الخارجية منها، مع تصاعد اعتراض الشعب التركي على سياسات أردوغان الخاطئة والقاتلة، وممارسات أجهزته القمعية والفساد الذي يسرّع من انهيار الاقتصاد وتراجع سعر صرف العملة الوطنية.
والأخطر من ذلك، أنّ الدور الذي يلعبه الجيش التركي في الخارج يتماهى وينسجم تماما مع الدور التخريبي للميليشيات والمرتزقة الذين يخدمون مخطط التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والذي يمثّل الحاضنة التي فرّخت القاعدة وداعش وغيرها.
فالمرتزقة المأجورون اليوم، ينتقلون من ساحة إلى أخرى تبعا لأوامر أردوغان نفسه، فحيناً يقاتلون في غرب ليبيا وحيناً آخر في شمال سوريا وغيرها من المناطق، وعبر دوره المتواطئ والمنسجم معهم، يصبح عندها الجيش التركي بقيادة أردوغان ميليشيا إرهابية تهدد استقرار الدول وتشيع الفوضى والقتل، ولا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يكون مصدراً لاستقرار الدول التي يتواجد فيها.
وعلى المستوى الاستراتيجي، يتوجب علينا كعرب أقصى الحذر، لما ينطوي عليه دور الجيش التركي من خطورة وهو يخدم المشروع الاستعماري العثماني، مع ما يوجبه ذلك علينا من حشد كل الطاقات والإمكانات لكسر شوكة هذا المشروع في عقر داره، من مقاطعة اقتصادية، وتوعية إعلامية وطنية، وإعداد واستعداد لقهر مخططات التنظيم الدولي للإخوان في ساحتنا العربية، كونها الوسيلة المطواعة في يد أردوغان ضد مصالح أمتنا وشعوبنا.
وسؤالي أخيراً: إلى متى ينجو أردوغان من محاكم جرائم الحرب والإبادة الجماعية والعقوبات الدولية؟.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة