اعتقال مسؤول محلي انتقد عدوان أردوغان على سوريا
السلطات التركية تواصل حملات القمع والاعتقال بحق منتقدي العدوان على الأراضي السورية بدعوى "الدعاية لتنظيم إرهابي".
اعتقلت قوات الأمن التركية أحد أعضاء مجلس بلدية "ديل أوفاسي" التابعة لمدينة كوجالي (غرب)، ينتمي لحزب "السعادة" الإسلامي، بسبب انتقاده العدوان الذي يشنه نظام الرئيس رجب طيب أردوغان على سوريا.
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، الأحد، ومن بينها الموقع الإخباري التركي "ديكن"، تم اعتقال العضو الذي لم يذكر اسمه صراحة وتم الاكتفاء بالإشارة إليه بحرفي "م. د."، بدعوى "الدعاية لتنظيم إرهابي"، في إشارة لحزب العمال الكردستاني الكردي المدرج من قبل أنقرة على قوائم الإرهاب.
ووفق المصدر، اقتادت قوات الأمن العضو لمديرية الأمن للإدلاء بأقواله، بعدها عرض على النيابة العامة التي أصدرت مذكرة اعتقال في حقه، على خلفية تصريحاته المنتقدة للعدوان التركي والمدافعة عن الأكراد.
وكان العضو المعتقل قد قال، في تصريحات له خلال اجتماع مجلس البلدية ديل أوفاسي، يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أي غداة انطلاق العدوان على شمال سوريا إن "الحرب لا فائدة منها، ولا تجلب إلا الدماء والدموع والدمار.. إن الحرب (في إشارة لعمليتي درع الفرات وغصن الزيتون التركيتين) على منطقة روج افا (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) لم تحقق الهدوء والاستقرار للبلاد، وكذلك لن تحقق السلام".
وتابع: "الحرب الآن حرب بين قابيل وهابيل.. هذه الحرب ليست صحيحة.. إنها حرب بين الإخوة.. الأخوّة بيننا ما هي إلا كلمات على ورق.. لكن سيحصل المظلومون على حريتهم عاجلًا أو آجلًا".
وحزب السعادة الذي ينتمي إليه عضو مجلس البلدية المعتقل، يعتبر امتدادًا لحزب "الرفاه" الذي انشق عنه الرئيس أردوغان، ورفاقه قبل تأسيس العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد حاليًا.
والسبت اعتقلت القوات التركية 3 سيدات، قياديتان كرديتان، وصحفية؛ لنفس السبب، وهو انتقاد العدوان.
والجمعة، كان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قد أعلن بدء الإجراءات القانونية ضد 500 حساب على مواقع التوصل الاجتماعي المختلفة، بدعوى انتقاد أصحابها العدوان الذي تشنه تركيا في الشمال السوري.
وقال الوزير، في تصريحاته: "لقد بدأنا الإجراءات القانونية بحق أصحاب 500 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ لانتقادهم العملية العسكرية شمالي سوريا، ووصفهم ما تقوم به تركيا بالاحتلال".
كما شن الوزير هجومًا على كافة دول العالم الرافضة ذلك العدوان العسكري، زاعمًا أن بلاده "هي المتضررة الوحيدة مما يحدث في سوريا لذلك عليها التحرك لتأمين نفسها".
إعلان الوزير ملاحقته القانونية لأصحاب الحسابات التي تنتقد العدوان، ليس مستغربًا على دولة بات التعبير عن الرأي فيها جريمة تودي بصاحبها إلى غياهب السجون.
وجاء الإعلان بعد ساعات من قيام قوات الأمن باعتقال 11 شخصًا من المنتمين لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض في تركيا؛ لتنظيمهم وقفة احتجاجية بالعاصمة أنقرة للتنديد بالعدوان.
وتواصل القوات التركية عدوانها العسكري، الذي بدأته الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل العدوان التركي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على نظام رجب طيب أردوغان.
وأعلنت الإدارة الكردية في شمال سوريا، في وقت سابق السبت، نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص بسبب الهجوم التركي الذي يستهدف قرى ومدن المنطقة.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز