رشوة تركية.. مليون دولار لتوريط أبرياء بجريمة اغتيال سفير روسيا
كشفت وثائق قضائية جديدة أن الحكومة التركية حاولت رشوة مشتبه به للزج بأبرياء في قضية اغتيال السفير الروسي لدعم روايتها.
وتشير الوثائق التي نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، إلى أن السلطات التركية عرضت على ضابط شرطة كان يعمل في نفس القسم الذي عمل فيه الشرطي القاتل الذي اغتال السفير الروسي عام 2016، عليه مليون دولار لاتهام أبرياء زوراً أثناء التحقيق في القتل لدعم روايتها.
وفقًا لشهادة حسن تونش، ضابط الشرطة السابق، خلال جلسة استماع عُقدت في 4 سبتمبر/أيلول 2020 في قضية مقتل السفير الروسي، أندريه كارلوف، عرضت السلطات التركية مليون دولار على تونش لتصوير أبرياء كمجرمين في جريمة القتل.
وتلقى الضابط السابق وعدا بتخفيف ظروف السجن وحكم قصير إضافة إلى المال.
تشير الوثائق إلى أن الأدلة التي جمعت أثناء التحقيق توضح أن من قام بعملية الاغتيال هو ضابط شرطة متطرف يدعى مولود مارت ألتن طاش أراد ترك وظيفته للذهاب إلى سوريا للقتال بجانب المتطرفين، وأنه كان متصلا اتصالا وثيقا برجال دين معتمدين من قبل الحكومة التركية.
كما أن للقاتل علاقات وثيقة أيضا مع جماعات موالية لتنظيم القاعدة الإرهابي بل ورجل الدين المعروف والمقرب من عائلة أردوغان، نور الدين يلدز، داعية مثير للقلق وهاجم روسيا في كثير من الأحيان في خطبه.
تجاهل المدعي العام التركي، آدم أكينجي، المكلف بالتحقيق في جريمة القتل، كل هذه الدلائل، ولم يوجه اتهامات لأي شخصية متطرفة كانت على اتصال بالقاتل خلال الأشهر التي سبقت عملية الاغتيال.
وتعمد أكينجي تحويل تركيز التحقيق بعيدًا عن المقربين من حكومة أردوغان. وعوضا عن ذلك، جعل آكينجي من حركة جولن وآخرين كبش فداء لأردوغان دون أن يقدم أي دليل يدعم المزاعم الخطيرة ضدهم.
خطة المدعي العام في أنقرة، التي كان يهدف من خلالها على ما يبدو إلى عرقلة التحقيق وصرف انتباه السلطات الروسية عن الأدلة التي تشير في الواقع إلى عناصر في حكومة أردوغان، تم الكشف عنها في جلسة استماع في 4 سبتمبر/ أيلول 2020.
وعرضت السلطات مليون دولار على تونش بعد رفضه الرضوخ للضغوط تحت التعذيب والضرب في مركز الشرطة في 18 يناير 2017.
ويبدو أن السلطات التركية أرادت معرفة ما إذا كان تكتيك الجزرة سينجح في إقناعه بالحنث باليمين لدعم رواية الحكومة في تحويل انتباه التحقيق عن المتواطئين الحقيقيين الذين ساعدوا وحرضوا على تطرف ضابط الشرطة البالغ من العمر 22 عامًا.
وقال تونش، أمام المحكمة في دفاعه ضد اتهامات المدعي العام خلال جلسة استماع في المحكمة الجنائية العليا الثانية في أنقرة: قالوا لي سنمنحك مليون دولار، وسوف تستمتع بوقتك في الداخل. قلت، ماذا يفترض أن أفعل بمليون دولار هناك.
وتابع: "والداي بالخارج يشعران بالتعاسة. لو قدمتم لي العالم، وليس مليون دولار فقط، فلن آخذه"، وهو ما دفعهم للتهديد بتوريطه في القضية وإلصاق التهمة به.