محافظ البنك المركزي التركي الجديد متهم بـ"السرقة"
المحافظ الجديد للبنك المركزي مراد أويسال متهم بـ"الانتحال العلمي" أو "السرقة العلمية" في رسالة الماجستير الخاصة به.
ذكرت وسائل الإعلام التركية، الثلاثاء، أن المحافظ الجديد للبنك المركزي مراد أويسال متهم بـ"الانتحال العلمي" أو "السرقة العلمية" في رسالة الماجستير الخاصة به.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، فقد أنهى مراد أويسال دراسته الجامعية في قسم الاقتصاد باللغة الإنجليزية بكلية الاقتصاد جامعة إسطنبول.
وبدأ دراساته العليا بالقطاع المصرفي بمعهد الدراسات المصرفية وقطاع التأمين التابع لجامعة مرمرة في إسطنبول، وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 2001 حصل أويصال على درجة الماجستير تحت عنوان "استهداف التضخم.. التطبيقات المتبعة في العالم وتركيا"، بعد إجازتها من لجنة الحكم والمناقشة.
ومن اللافت أن المشرف على الرسالة هو البروفيسور أريشاه أريجان الذي أشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة بصهر أردوغان ووزير الخزانة والمالية الحالي برأت ألبيرق أيضاً، وفق ذات المصدر.
وبحسب ذات المصدر، أعد أويصال الماجستير من خلال "نسخ" 3 مقالات دون أن يجري عليها تعديلاً واحداً.
والمقالات التي نسخها محافظ البنك المركزي التركي الجديد هي مقالة أكاديمية لفريدريك ميشكين عام (2000) بعنوان "استهداف التضخم في بلدان الأسواق الناشئة" مكونه من 7 صفحات؛ حيث تتطابق مقدمة الرسالة مع هذه المقالة تماماً دون إجراء أي تعديل.
- أردوغان يطوق "المركزي التركي" تمهيدا للاستحواذ عليه
- "الشعب الجمهوري": البنك المركزي التركي رهينة في قصر أردوغان
كما تم استخدام المقالة في أجزاء أخرى من رسالة الماجستير ولكن دون الإشارة إلى المصدر، كما تقتضي الأمانة العلمية داخل متن الرسالة، واكتفى أويصال بالإشارة للمقالة وصاحبها في قسم المراجع الموجود بنهاية الأطروحة.
أما المقالة الثانية التي اقتبس منها مراد أويسال دون الإشارة إليها داخل الرسالة، فكتبها الاقتصاديون الأتراك، فاريا قاضي أوغلو، ونيلوفر أوزدمير، وغوكهان يلماز، وجاءت بعنوان "استهداف التضخم في البلدان النامية" عام (2000)، وكحال المقالة السابقة اقتبسها محافظ البنك المركزي حرفياً دون الإشارة لها، واكتفى بكتابة اسمها في المراجع فقط.
والثلاثي الذي كتب هذه المقالة كان يعمل في البنك المركزي خلال الفترة التي كتبت بها الرسالة.
والمقالة الثالثة كانت بعنوان "كيف تمكنوا من إدارة الأزمة العائمة؟" عام (2001)، اقتبس منها مراد أويسال حرفياً دون الإشارة لها من قريب أو من بعيد سواء داخل متن الرسالة أو في قسم المراجع والمصادر.
هذه الفضيحة أعادت إلى الأذهان قضية تزوير أردوغان لشهادته الجامعية التي ظهرت عام 2014 الذي شهد انتخابات رئاسية، وما زالت مثار جدل حتى الآن؛ حيث لم يتم التأكد بعد من مدى صحة حمل أردوغان شهادة "بكالوريوس الاقتصاد" من جامعة مرمرة؛ حيث كانت تشكل هذه الشهادة شرطاً دستورياً لتولي الرئاسة آنذاك.
لكن في الانتخابات الرئاسية عام 2018 ألغى أردوغان شرط تقديم شهادة جامعية من الأساس لمن يرغبون في الترشح للرئاسة، في خطوة اعتبرها كثيرون اعترافاً منه بالتزوير في 2014.
وصباح السبت الماضي، أظهر مرسوم رئاسي نُشر بالجريدة الرسمية أن أردوغان قرر عزل مراد جتينقايا من منصبه كمحافظ للبنك المركزي، وعين نائبه مراد أويسال بدلاً منه، على خلفية أحدث تقرير صدر عن معهد الإحصاء التركي، يوضح انكماش الاقتصاد 2.6% في الربع الأول من العام الجاري.
وكان من المقرر أن تستمر مدة المحافظ مراد جتينقايا 4 سنوات حتى عام 2020، لكن تم استبداله بنائبه مراد أويصال، قبل انتهاء ولايته بنحو عام.
وأثار عزل مراد جتينقايا من وظيفته مخاوف بشأن استقلال البنك، وسبق أن عبّر الرئيس التركي عن استيائه من الإبقاء على أسعار الفائدة عند معدلاتها السابقة، كما مارس ضغوطاً على البنك المركزي لتخفيض سعر الفائدة من أجل إنعاش الاقتصاد، وهو ما رفضه البنك المركزي في يونيو/حزيران الماضي، حيث قرر الإبقاء على أسعار الفائدة عند معدلاتها.