الانتخابات التركية.. الليرة تسدد فاتورة الإعادة
بالسلب، تفاعل سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية بداية التعاملات، الإثنين، بعد يوم من إجراء الانتخابات الرئاسية التركية.
وتشير التقديرات الأولية لحصول الرئيس رجب طيب أردوغان على قرابة 49% من الأصوات، بعد فرز 99% منها، ما يؤشر إلى جولة إعادة ستقام بنهاية الشهر الجاري.
وفي التعاملات المبكرة اليوم الإثنين، بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق التركية 19.7 ليرة، وهو أدنى مستوى لها في قرابة شهرين، إلا أن سعر الصرف قد يخضع لتغييرات عدة بناء على تطورات أرقام الانتخابات الصادرة.
ولم يكن ذلك بعيدا عن مستوى 19.80 ليرة الذي سجلته العملة، بعد الزلزال الدامي الذي ضرب البلاد في فبراير/شباط الماضي، وراح ضحيته عشرات الآلاف من الأتراك، وإعادة إعمار مقدرة بـ100 مليار دولار.
وبحسب مسح أجرته "العين الإخبارية"، تراجعت الليرة التركية بنسبة 5.01% منذ مطلع العام الجاري، لكنها متراجعة عن مستواها المسجل في بداية 2014 "تولي أردوغان الرئاسة" البالغ وقتها 3 ليرات لكل دولار.
وأعلن حزبا الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو تصدرهما السباق الرئاسي، لكن مصادر، قالت إنهما قد لا يتخطيان حاجز 50% اللازمة لإعلان الفوز مباشرة.
ولن تقرر الانتخابات الرئاسية من سيقود تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وشكل سياستها الخارجية فحسب، وإنما ستحدد أيضا أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة.
وتترقب الأسواق كذلك، فتح تعاملات بورصة إسطنبول، وسط توقعات بتراجعات متباينة، انتظارا للنتائج النهائية المتوقع إصدارها خلال وقت لاحق من مساء اليوم الإثنين.
نتائج الانتخابات
وتتجه تركيا فيما يبدو نحو جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بعد أن تقدم الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، على الرغم من إخفاقه في تحقيق الأغلبية اللازمة لإعلان فوزه في الجولة الأولى وتمديد حكمه البالغ 20 عاما.
ولم يحصل أردوغان ولا منافسه على نسبة 50% من الأصوات اللازمة لتجنب إجراء جولة إعادة في 28 مايو/أيار في انتخابات يُنظر لها على أنها اختبار لحكم أردوغان.
وحث كليجدار أوغلو، الذي قال إنه سيفوز على أردوغان إذا أجريت جولة إعادة، أنصاره على التحلي بالصبر.
لكن أردوغان حقق نتائج أفضل من توقعات استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، وبدا واثقا في كلمة ألقاها لأنصاره المبتهجين الذين لوحوا بالأعلام.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أنه مع فرز نحو 97% من الأصوات، يتقدم أردوغان بنسبة 49.39% من الأصوات بينما حصل كليجدار أوغلو على 44.92%.
وتوقعت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات سباقا انتخابيا متقارب النتائج، لكن مع تقدم طفيف لكليجدار أوغلو الذي يرأس تحالفا من 6 أحزاب. وتوقع استطلاعان للرأي يوم الجمعة أن يحصل كليجدار أوغلو على أكثر من 50% من الأصوات.
واختيار رئيس البلاد هو أحد أهم القرارات السياسية في تاريخ تركيا الحديثة الممتد لمئة عام، كما سيتردد صداه خارج الحدود التركية.
ونجح أردوغان في تحويل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى طرف فاعل على الصعيد العالمي وأقام مشروعات عملاقة بها لمواكبة العصر مثل الجسور والمستشفيات والمطارات الجديدة وأسس صناعات عسكرية.