معارض تركي لأردوغان: الخائن من باع الأرض لقطر
تعليق المعارض جاء بعد أن اتهم أردوغان مصطفى كمال أتاتورك بـ"الخيانة" على خلفية قيامه عام 1934 بتحويل "آيا صوفيا" إلى متحف.
شن معارض تركي هجومًا عنيفًا على الرئيس، رجب طيب أردوغان بعدما اتهم مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك بـ"الخيانة" على خلفية قيامه عام 1934 بتحويل "آيا صوفيا" إلى متحف.
الهجوم جاء على لسان، فائق أوزتراق، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، في تصريحات صحفية أدلى بها، الإثنين، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة.
تصريحات أوزتراق جاءت ردًا على هجوم أردوغان، الجمعة الماضية، على أتاتورك، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة تحويل وضعية "آيا صوفيا" من متحف إلى مسجد، بموجب قرار صادر عن المحكمة الإدارية العليا.
قرار المحكمة ألغى في ذات الوقت قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، والذي قضى بتحويل "آيا صوفيا" إلى متحف.
ومن ضمن ما قاله أردوغان في خطابه ضد أتاتورك "في الواقع لم يكن هذا القرار الذي تم اتخاذه خلال فترة الحزب الواحد (حزب الشعب الجمهوري الحاكم آنذاك) عام 1934 خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضا ضد القانون. لأن "آيا صوفيا" ليست ملكا للدولة ولا أي مؤسسة فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح".
وردًا على ذلك قال أوزتراق "إذا كانت هناك خيانة فهو من تصرف في هذه الأرض التي حصل عليها السلطان مجمد الفاتح، ومصطفى كمال أتاتورك، بقوة السيف، وباعها كحقول لوالدة أمير قطر، ثم بعد ذلك يحول تلك الأرض لصالحها إلى منطقة تجارية بقرار صادر من الوزارة المعنية بالأمر المباشر، لتكسب من وراء ذلك ملايين الدولارات".
وأضاف قائلا "الخونة هم من قاموا بعد كل ذلك بالتجرؤ على أتاتورك ويتهمونه بالخيانة".
وأسست الشيخة موزة شركة مساهمة باسم “Triple M” للعقارات السياحية، في منطقة باشاك شهير بالشطر الأوروبي من إسطنبول، برأس مال 100 ألف ليرة تركية، بتاريخ: 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.
45.45% من أسهم الشركة ملك الشيخة موزة، بينما 31.82% تمتلكها منيرة بنت ناصر المسند زوجة نائب رئيس الوزراء القطري الأسبق عبد الله بن حمد العطية، و22.73% ملكًا لـ شنا ناصر المسند.
وتبلغ مساحة أراضي الشركة وفقا لقرار التخصيص، 44 ألفا و702 متر مربع، في قرية باقلالي التابعة لبلدة أرناؤوط كوي، وهي مخصصة للزراعة. وقد تمت عملية الشراء بتاريخ 27 ديسمبر/ كانون أول 2018 أي بعد شهر ونصف الشهر فقط من تأسيس الشركة.
والإثنين، وافقت السلطات التركية على خطط تطوير وتنفيذ المدينة الجديدة، المخطط إنشاؤها حول قناة إسطنبول التي يسعى أردوغان لتنفيذها؛ لتصبح بذلك الأرض التي اشترتها والدة أمير قطر الشيخة موزة، منطقة سياحية وتجارية.
في السياق ذاته، أشار أوزتراق إلى أن "إسطنبول مرت بفتحين الأول على يد محمد الفاتح، والثاني على يد أتاتورك الذي لولا سيفه ما بقت آيا صوفيا، ولا مساجد السليمانية، والسلطان أحمد، وغيرها من الأمانات المقدسة التي تركها لنا أجدادنا".
وأضاف قائلا "أتاتورك حول آيا صوفيا إلى متحف ليكون مراثًا مشتركًا للعالم بأسره، وفتحه أمام الزوار من كافة أنحاء العالم، ألم يعجبك (في إشارة لأردوغان) هذا؟
وزاد قائلا "لكنك لما قررت تحويل المتحف إلى مسجد خوفت أن تستخدم صلاحياتك وألصقت الأمر بالقضاء الذين تعينهم بموجب مراسيم صادرة منك، اختبأت وراء قرار القضاء ولم تكن لديك الجرأة لتفعل ذلك بأمر مباشر منك".
واستطرد المعارض التركي قائلا "تصريحاتك بشأن أتاتورك إهانة له، حتى بت أنت رئيس الدولة الوحيد في تاريخ تركيا الذي أهان مؤسس الدولة بهذا الشكل".
تشكيك بانقلاب 2016
وفي سياق آخر، وبخصوص الذكرى الرابعة لمحاولة الانقلاب المزعومة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016، طرح المعارض أوزتراق مجموعة أسئلة على أردوغان للتشكيك في صحة ما يقوله النظام بأنه لم يكن على علم بها.
فسأل أوزتراق أردوغان قائلا "ليلة الانقلاب ماذا كنت تفعل بمرمريس"، غربي البلاد حيث كان يتواجد بأحد المنتجعات هناك، مضيفًا: "ولماذا المروحيات والطائرات كانت تقف على أهبة الاستعداد (بالمنتجع الذي كان يتواجد فيه)، هل كانت لديكم من قبل معلومات استخباراتية بأن انقلابًا يخطط له؟".
وتابع متسائلا: "لماذا لم تسمح بنشر تقرير لجنة التحقيق البرلمانية الذي يتضمن توضيح المعارضة لحقيقة الأحداث في تلك الليلة؟".
وأردف قائلا "غالبًا أردوغان يظن الجميع عميانًا أو بلهاء"، مضيفًا "هو أراد أن يتخلص من جماعة (فتح الله) غولن بعد اختلاف المصالح فدبر هذه المحاولة الانقلابية التي أشبه بالمسرحية".
الأوضاع الاقتصادية
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها تركيا، ذكر أوزتراق أن "النظام الحاكم يستهزأ بالشعب عبر بياناته التي يزعم فيها تحسن الاقتصاد"، مشيرًا في هذا الصدد إلى تصريحات أدلى بها مؤخرًا، وزير الخزانة والمالية، برأت ألبيرق صهر أردوغان، وقال فيها إنهم سيوفرون 2.5 مليون وظيفة عمل إضافية.
وأضاف أوزتراق قائلا "هذا النظام لا يجد مشقة في الإدلاء بتصريحات، وإصدار بيانات ليس لها علاقة بالحقائق على أرض الواقع، ونسوا أن هناك 968 ألف شخص اضطروا لترك أعمالهم خلال شهر واحد فقط".
وأشار إلى أن هناك 40 من كل 100 شاب تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 29 عامًا لا يتعلمون ولا يعملون، مضيفًا "لكن الشباب الموالين للقصر، والمؤيدين، حياتهم تختلف فهؤلاء يعيشون حياة رفاهية، ويصورون مقاطع فيديو للاستهزاء بالفقراء".
جاء ذلك في إشارة إلى قيام قيادي بالحزب الحاكم قبل أيام بتصوير مقطع فيديو داخل أحد الحمامات (جاكوزي)، وهو يخاطب الفقراء في تركيا قائلا "أيها الفقراء اللُعناءُ، لا تزعجوني، حسنًا؟ فأنا أستمتع بهذا قليلًا!".
وبدأت الأزمات تتسارع على اقتصاد تركيا منذ أبريل/ نيسان 2020، مع ظهور فوضى في سيطرة الحكومة التركية على تفشي جائحة كورونا في البلاد، إلى جانب صعوبات نقدية ومالية أفضت إلى انهيار سعر صرف الليرة لمستويات تاريخية مقابل الدولار.
وعانت تركيا اعتبارا من أغسطس/آب 2018، من أزمة مالية ونقدية حادة، دفعت بأسعار الصرف لمستويات متدنية بالنسبة لـ"الليرة التركية"، وسط تذبذب في وفرة النقد الأجنبي في الأسواق الرسمية.
وأدت هذه الأزمات والاضطرابات إلى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد.